منذ بدء الاقتتال الدامي بين أكبر قوتين عسكريتين في السودان قبل أسبوعين، لم تتوقف التحذيرات الدولية من خطورة الوضع الإنساني والغذائي في بلاد تعاني أصلا من مجاعة.
وقال الهلال الأحمر السوداني إن الأيام الماضية شهدت حركة نزوح واسعة من الخرطوم، مؤكداً التواصل مع طرفي الصراع من أجل نقل الجرحى والجثث. وأشار الهلال الأحمر إلى أن مجموعات مسلحة نهبت سيارتي إسعاف في أم درمان.
وأسفرت الاشتباكات المميتة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عن مقتل 528 شخصاً وإصابة 4599، وفقاً لتقرير صادر عن وزارة الصحة السودانية.
ومع تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رغم إعلان الهدنة، زاد الوضع الإنساني سوءاً حتى أصبح كارثياً.
وقبل اندلاع القتال كانت أزمة الدواء قد بدأت في الظهور من خلال وجود أرفف شبه فارغة في كثير من الصيدليات وسط تذمر المستهلكين بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الأصناف القليلة المتوفرة.
إلى ذلك، لا تزال المستشفيات القليلة التي تعمل بالعاصمة تعاني نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات العلاجية الأخرى خاصة المتعلقة بالجرحى والمحاليل الوريدية ما يفاقم من معاناة المرضى مع استمرار توقف الإمداد الدوائي عبر صندوق الإمدادات الطبية التابع لوزارة الصحة السودانية.
يذكر أن الجيش والدعم السريع كانا أعلنا سابقاً الموافقة على هدنة بدأت منتصف ليل الخميس، على أن تمتد لمدة 72 ساعة، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرقها لتتواصل الاشتباكات بين الطرفين.
ومنذ اندلاع القتال بين الجانبين في 15 أبريل، جرى التوصل إلى 5 هدن لكنها فشلت في الثبات، وتخللها العديد من الانتهاكات.
كما أسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 500 شخص على الأقل وجرح الآلاف، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.
فيما نزح الآلاف من الخرطوم والمناطق المحيطة بها إلى ولايات أخرى أكثر أمناً، وسط شح المواد الغذائية، ومياه الشرب، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود.
المصدر : وكالات