صوّت الفلبيون الإثنين لاختيار رئيسهم المقبل في انتخابات شابها العنف في وقت تتوقع استطلاعات الرأي انتصارا كاسحا لنجل الرئيس السابق فرديناند ماركوس.
ودُعي نحو 67 مليون فيليبيني للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات التي سيختارون خلالها أيضا نائب الرئيس والنواب ونصف أعضاء مجلس الشيوخ وحكام المقاطعات الـ81 وغيرهم من أعضاء مجالس بلدية، في وقت يتوقع المحللون نسبة مشاركة عالية.
وأظهرت إحصاءات غير رسمية للجنة الانتخابات أن ماركوس (64 عاما) يقترب من اجتياز حد 27.5 مليون صوت المطلوب لضمان الأغلبية في الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى منذ نهاية حكم والده الذي امتد بين عامي 1965-1986.
ووفقا للإحصاءات غير الرسمية للجنة الانتخابات، فقد حصل ماركوس الابن على 26.3 مليون صوت، مقارنة مع 12.5 مليون صوت لنائبة الرئيس ليني روبريدو، بعد فرز 81.8 بالمئة من الأصوات المؤهلة.
ولقي أربعة أشخاص على الأقل حتفهم في هجمات على مراكز اقتراع بحسب الشرطة، بينهم ثلاثة عناصر أمن قتلوا في تبادل إطلاق نار في منطقة بولوان في جزيرة مينداناو حيث تنشط مجموعات مسلحة، وجيوش خاصة لأمراء الحرب المحليين الذين غالبًا ما يشاركون في الحياة السياسية.
ويتنافس عشرة مرشحين لخلافة الرئيس رودريجو دوتيرتي، ويبدو من بينهم فرديناند ماركوس الابن الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة ما سيعيد العائلة السياسية إلى السلطة بعدما امضت حوالى أربعين عاما في المنفى بعد الإطاحة بها في انتفاضة “سلطة الشعب”.
وعلى الرغم من تراجع مكانة عائلة ماركوس، فقد عادت من المنفى في التسعينات، ومنذ ذلك الحين أصبحت قوة مؤثرة في السياسة، واحتفظت بنفوذها بثروة هائلة وعلاقات واسعة النطاق.
وشغل ماركوس الابن منصب حاكم إقليم وعضو في الكونجرس وعضو في مجلس الشيوخ، كما أن شقيقته، إيمي، حاليا عضو في مجلس الشيوخ، وشغلت والدته إيميلدا، عضوية مجلس النواب لأربع فترات.
ولم يقدم ماركوس أي برنامج سياسي حقيقي، حيث قام بحملته على أساس رسالة بسيطة ولكن غامضة، تقوم على الوحدة.
ومن المتوقع أن تشكل رئاسته استمرارا لنهج الزعيم المنتهية ولايته رودريجو دوتيرتي، الذي حظي أسلوبه الصارم بشعبية وساعده على تعزيز سلطته سريعا.
وأظهر الإحصاء غير الرسمي فوز سارة دوتيرتي-كاربيو، ابنة الرئيس، بمنصب نائب الرئيس بفارق كبير.
وتعرض ماركوس لانتقادات لعدم مشاركته في مناظرات رئاسية، كما لم يظهر بوسائل الإعلام خلال الحملة إلا قليلا.
وتظهر النتائج النجاح الهائل لعملية معقدة على وسائل التواصل الاجتماعي قام بها ماركوس، والتي يقول منتقدون إنها سعت إلى تشويه الروايات التاريخية عن المحسوبية والنهب والأعمال الوحشية خلال حكم والده الاستبدادي، والذي كان نصفه تقريبا تحت الأحكام العرفية.
وتنفي عائلة ماركوس سرقة مليارات الدولارات من ثروات الدولة خلال فترة وجودها على رأس ما يعتبره المؤرخون أحد أشهر الأنظمة الفاسدة في آسيا.
المصدر: وكالات