يتجه العالم تدريجياً إلى مرحلة “التعايش مع فيروس كورونا”، فيما بدأت بعض الدول الأوروبية في الإلغاء التدريجي للإجراءات الاحترازية، وسط احتجاجات في بعض الدول للضغط من أجل إلغاء اجراءات كوفيد-19.
وتلغي ولاية نيويورك، اعتبارًا من اليوم الخميس، إلزامية وضع الكمامة في الأماكن المغلقة، خصوصًا في المتاجر والمطاعم والشركات، وفق ما أعلنت حاكمة الولاية الديمقراطية كاثي هوكول، في وقت يسجّل عدد الإصابات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة تراجعًا كبيرًا.
وأكدت هوكول أمام الصحافة أن إلزامية وضع الكمامة التي تنتهي صلاحيتها الخميس، بموجب قانون ولاية نيويورك، ستبقى في المقابل ساريةً في المدارس حتى مارس، على أن تعود إلى البلديات وبينها بلدية مدينة نيويورك، وإلى المتاجر مسألة فرضها على موظفيها وزبائنها.
وبعدما كانت ولاية ومدينة نيويورك عام 2020 بؤرة الوباء مع تسجيل المدينة وحدها 38 ألف وفاة على الأقل خلال عامين، أشادت هوكول بمؤشرات صحية “تتراجع”.
وقالت الحاكمة الديمقراطية: “إنه مشهد رائع لم ننتهِ بعد لكن الاتجاه جيّد جدًّا وهذا ما يجعلنا نفكر من الآن فصاعدًا بمرحلة جديدة للجائحة”.
وتحذو ولاية نيويورك بذلك حذو ولايات أخرى يحكمها ديمقراطيون، وسبق أن أعلنت تدابير مماثلة منذ الاثنين، على غرار كاليفورنيا ونيوجيرسي وكونيتيكت.
ويشكل وضع الكمامة مؤشرًا سياسيًا قويًا جدًا في الولايات المتحدة، حيث يعتبر قسما كبيرا من اليمين والحزب الجمهوري إلزامية تغطية الوجه بمثابة انتهاك للحريات الفردية.
وتسجّل الحصيلة اليومية للإصابات في الولايات المتحدة تراجعًا كبيرًا مع متوسّط يومي لا يتجاوز الـ250 ألف إصابة في الأيام السبعة الماضية، بحسب السلطات الصحية. وهذا العدد أقلّ بكثير من حصيلة 800 ألف إصابة في اليوم التي سُجّلت في منتصف يناير.
وتجاوزت الولايات المتحدة في الرابع من فبراير عتبة 900 ألف وفاة بكوفيد خلال عامين، بحسب “جامعة جونز هوبكنز”. وكانت قد تجاوزت حصيلة الوفيات في البلاد 800 ألف حالة منتصف ديسمبر الماضي.
وتزامنا، ألغت السويد تقريبا كل القيود القليلة المتبقية لمكافحة جائحة كوفيد-19، الأربعاء، وأوقفت معظم الفحوص للكشف عن الإصابات بفيروس كورونا، وذلك على الرغم من استمرار الضغط على أنظمة الرعاية الصحية ومناشدات بعض العلماء بالتحلي بمزيد من الصبر في مكافحة المرض.
وكانت منظمة الصحة العالمية حضت، الأربعاء، الدول الغنية على المساهمة بقسط عادل من المبالغ الضرورية لخطتها للقضاء على كوفيد-19 بدفع 16 مليار دولار بشكل عاجل.
وأعلنت المنظمة تسجيل نصف مليون حالة وفاة بكوفيد-19 منذ اكتشاف المتحور أوميكرون من فيروس كورونا، ووصفت هذه الحصيلة بأنها “أكثر من مأسوية”.
وتزامنا، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، الأربعاء، أن فرنسا تعتبر أن هناك “أسبابًا للأمل” بإنهاء العمل “بشهادة التلقيح أواخر مارس – أوائل أبريل”، بسبب تحسّن الوضع الصحي.
وقال إن “عدد الأشخاص في المستشفيات يبقى مرتفعًا، وأكبر من العدد القياسي الذي شهدناه في ربيع العام 2020، لكن في توقعاتنا هناك أسباب للأمل في أنه في هذا الإطار الزمني سيكون الوضع قد تحسّن بما فيه الكفاية كي نكون قادرين على رفع هذه التدابير الأخيرة”.
فيما أعرب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأربعاء، عن أمله إنهاء الزامية عزل الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا بحلول نهاية فبراير، بعد أن رفعت إنجلترا بالفعل معظم القيود المفروضة للحد من كوفيد-19.
وقال زعيم حزب المحافظين أمام النواب خلال الجلسة الأسبوعية لمساءلة الحكومة إنه سيعود إلى البرلمان في 21 فبراير، بعد العطلة البرلمانية، “لعرض خطته الرامية للتعايش مع كوفيد-19”.
المصدر: وكالات