السفير بسام راضي: الرئيس السيسي سيؤكد خلال مؤتمر باريس على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية من ليبيا
أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي اليوم الخميس أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيؤكد خلال مشاركته فى مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا على ضرورة حشد الدعم الدولي لإجراء الانتخابات الليبية في شهر ديسمبر المقبل وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا ، مشددا على أن مشاركة الرئيس السيسي بالمؤتمر جاءت بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان حريصا على حضور الرئيس للمؤتمر نظرا للدور المصرى المحورى في التسوية السياسية في ليبيا.
وقال المتحدث الرسمي، في تصريحات للوفد الصحفي المرافق للرئيس السيسي خلال زيارته الحالية لباريس، إن مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا يعد محطة هامة في إطار العمل الدولي للتعامل مع الأزمة الليبية والممتدة منذ عام 2012 وحتى الآن والتي مرت بمحطات انتقالية متعددة من بينها اتفاق الصخيرات وخريطة الطريق ومؤتمر برلين، وإعلان القاهرة ، مشيرا إلى أن الأزمة الليبية تمر بمرحلة حساسة ومفصلية ودقيقة فى تاريخ تلك الدولة والشعب الليبي.
وأضاف أن أهمية مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا تنبع من اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي بليبيا في 24 ديسمبر القادم ، مشددا على الحاجة الماسة لتوفير دعم للاشقاء الليبيين للوفاء بذلك الاستحقاق فى موعده المحدد ، ودعم تلك العملية من اجل استعادة الاستقرار السياسى والامنى.
وقال المتحدث إن المرحلة الحالية التي وصلت إليها ليبيا وخاصة على صعيد الاستقرار السياسى وصولا إلى قرار إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل ما كانت ستتم دون الخطوط الحمراء التي أعلنها الرئيس السيسي والتي ساهمت في استعادة التوازن والهدوء في ليبيا تمهيدا لمرحلة الاستحقاق الانتخابي التي سيركز عليها غدا المشاركون في مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا.
وتابع المتحدث إن مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا سوف يركز على سبل تعزيز الاستحقاق الانتخابى في ليبيا وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والتوزيع العادل للثروات والحفاظ على مقدرات الشعب الليبي وثروته النفطية للنهوض بتلك الدولة وتعزيز السلام المجتمعى وإعادة الاعمار والبناء.
وحول آليات تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه خلال مؤتمر باريس، قال المتحدث الرسمى إن الزعماء المشاركين في المؤتمر سوف يركزون على تلك الآليات والتي تتضمن سبل تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة منها.
وأضاف أن مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا يأتي في مرحلة دقيقة مع اقتراب موعد الانتخابات الليبية، ويهدف إلى حشد الدعم للدولة الليبية والمجلس الرئاسي الانتقالي للوفاء بالاستحقاق الانتخابي وتقديم كافة المساعدات لتحقيق ذلك الهدف سواء في الإطار الدولي
أو المتعدد الأطرف أو الثنائي، مشددا على أن المؤتمر سيعد خطوة للأمام على طريق التسوية السياسية في ليبيا.
وأشار إلى أن قائمة المشاركين في مؤتمر باريس تتضمن الرئيس السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشاره الألمانية أنجيلا ميركل ، ورئيس وزراء إيطاليا، ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.
وأضاف المتحدث الرسمي أن كلمة الرئيس السيسي خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر باريس سوف تركز على محددات الموقف المصرى تجاه التسوية السلمية في ليبيا.
وقال المتحدث إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعتزم التركيز خلال أعمال مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لمساندة ليبيا خلال المنعطف التاريخي الهام الذي تمر به حالياً، خاصةً من خلال إجراء الاستحقاق الانتخابي المنتظر في موعده المحدد في شهر ديسمبر القادم، وكذلك خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الاراضي الليبية، فضلاً عن إلقاء الضوء على الجهود المصرية الجارية في هذا الصدد على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وأضاف أن برنامج زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا يتضمن عقد مباحثات قمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ لبحث مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة؛ بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل وتبادل الرؤى حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .
وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي إلى باريس – في ديسمبر 2020 – كانت محورية؛ حيث دشنت المرحلة القادمة لمستقبل العلاقات بين البلدين والتزامات الطرفين، من بينها الالتزامات التنموية لفرنسا تجاه مصر منوها الى ان العلاقات بين البلدين شهدت نموا ملحوظا فى المجالات الاقتصادية والعسكرية والتجارية والتكنولوجية والثقافية والصحية .
وقال إن مصر تعد ثالث أكبر دولة متلقية للاستثمارات الفرنسية في الشرق الأوسط بإجمالي استثمارات تصل إلى 5 مليارات يورو، وتغطي تلك الاستثمارات العديد من القطاعات من بينها قطاع النقل؛ حيث تشارك فرنسا فى مشروعات القطار الكهربائى والمونوريل.
ولفت إلى أن التعاون بين البلدين يغطي – أيضا – قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة؛ حيث يحظي ذلك المجال بأولوية كبيرة في التمويل من الجانب الفرنسي، الذي يشارك بالتمويل في مشروع ضخم يتعلق بإقامة مركز التحكم الإقليمي للطاقة بالإسكندرية، مشيرا إلى أنه توجد مشاورات لتعزيز التعاون مع شركات السيارات الكهربائية الفرنسية.
وأوضح أن مصر وفرنسا تتعاونان – أيضا – في مجال الصحة ومواجهة جائحة كورنا، حيث تحرص البلدان على تبادل الخبرات بشأن ذلك المجال الحيوي، لافتا إلى أن حزمة التمويل التي اتفق البلدان بشأنها في ديسمبر الماضي، تضمنت تعزيز قطاع الإسكان والصرف الصحي ومعالجة المياة، حيث يتم حاليا إنشاء محطات معالجة للمياه في حلون والإسكندرية والجبل الأصفر، بمساهمة فرنسية بقيمة 170 مليون يورو .
وأشار إلى أن مشروعات التموين والتجارة الداخلية تعد – أيضا – مجالا هاما للتعاون بين البلدين وتشمل عدة مناطق ومحافظات مصرية .
وقال المتحدث إن التعاون المصري الفرنسي في مجالي التعليم والثقافة شهد دفعة كبيرة خلال الفترة الماضية، خاصة مع إنشاء المتحف المصري الكبير ومدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى وجود شراكة قديمة وممتدة بين البلدين في قطاع الثقافة .
وأضاف أن التعاون بين مصر وفرنسا يغطي مجالات أخرى هامة من بينها: الاتصالات والذكاء الصناعى والتعاون السياحي، الذي شهد تطورا كبيرا مع تزايد أعداد السائحين الفرنسيين القادمين إلى مصر.
وأشار إلى أن مباحثات الرئيس السيسي وماكرون غدا ستركز – أيضا – القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشددا على أن الرئيس ماكرون حريص على الاستماع الى وجهات نظر الرئيس السيسي تجاه القضايا الإقليمية والدولية كالسودان وسوريا واليمن ومكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة والتعاون في الإطار الدولي والمتعددة الأطراف.
ولفت المتحدث إلى أن المباحثات بين السيسي وماكرون تتسم بالمصارحة والمكاشفة؛ حيث تغطي مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي سيجري – أيضا – مباحثات هامة مع كبار المسئولين الفرنسيين؛ لبحث سبل دفع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعسكرية بين الجانبين.
وأوضح أن الرئيس السيسي سوف يجري مباحثات – كذلك – مع عدد رؤساء الدول والحكومات؛ وذلك للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائى والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)

