يواصل معرض “ديارنا للحرف اليدوية والتراثية”، الذى تنظمه وزارة التضامن الاجتماعى، فعالياته حتى 28 فبراير الجارى، بكايرو فيستيفال سيتى مول بالقاهرة الجديدة، حيث تُقام النسخة الجديدة للمعرض تحت رعاية بنك الإسكندرية «مجموعة إنتيسا سان باولو»، ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، ومؤسسة دروسوس، ويفتح أبوابه من العاشرة صباحًا وحتى الساعة 10 مساءً يوميًا.
وافتتحت الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، فعاليات المعرض، الذى يشهد مشاركة أكثر من 400 عارض وعارضة يعرضون منتجاتهم اليدوية التى تتناول قصص التراث المصرى، كما تحل سيناء «أرض الفيروز» ضيف شرف المعرض فى نسخته الجديدة، حيث يُعرض مختلف المنتجات السيناوية التراثية، فضلًا عن المنتجات التراثية واليدوية الأخرى من الأرابيسك ومشغولات النحاس والزجاج، بجانب المنتجات المتعلقة بشهر رمضان المعظم مثل ديكورات المنزل والأزياء والإكسسوارات، وكل ما تحتاج إليه الأسرة والمنزل استعدادًا لاستقبال الشهر الفضيل.
وتتنوع منتجات العارضين المشاركين فى المعرض، حيث تجسد الحرف اليدوية التراثية بمهارة المبدعين الحرفيين، والتى تحكى قصص التراث المصرى الأصيل.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعى أن معرض «ديارنا» يعد منفذًا تسويقيًا يضم المنتجات المتميزة للأسر المنتجة، ويمكن المبدعين من الوصول إلى أسواق جديدة، مشيرة إلى أن قطاع المعارض والتسويق والأسر المنتجة يهدف إلى تنمية الموارد الاقتصادية للأسرة عن طريق استغلال طاقات وقدرات أفرادها باستغلال الصناعات البيئية والمنزلية وتحسين أوضاعهم بأساليب الرعاية والتوجيه لمواجهة متغيرات الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضحت الدكتورة مايا مرسى أن الأسر المنتجة، حال دعمها وتعزيزها وصقلها بالخبرات المطلوبة، تُشكل نواة مهمة لمشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، وكذلك نواة لريادة الأعمال، مشيرة إلى أن دعم وتطوير الأسر المنتجة على رأس أولويات وزارة التضامن الاجتماعى.
الجدير بالذكر أن معرض «ديارنا» هو أحد أكبر وأعرق معارض الحرف اليدوية فى مصر، حيث يُقام سنويًا منذ عام 1964، ويستضيف حرفيين من جميع أنحاء الجمهورية، وذلك بهدف دعم الاقتصاد الإبداعى لتمكين الحرفيين من الوصول إلى أسواق جديدة وتحقيق فرص مبيعات مباشرة. وتعمل وزارة التضامن الاجتماعى على تطوير المعرض وربطه بأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، خاصة هدف إحياء التراث المصرى الأصيل المستمد من حضارتنا المصرية بعصورها المختلفة: الفرعونية، والإغريقية، والرومانية، والقبطية، والإسلامية، وهو ما تعكسه منتجات العارضين من الأرابيسك ومشغولات النحاس والزجاج، بجانب المنتجات المتعلقة بشهر رمضان المبارك مثل ديكورات المنزل والأزياء والإكسسوارات.
تتميز سيناء بتراثها الثقافى الغنى، الذى يظهر فى العديد من الأشغال اليدوية التى تبرز الطراز السيناوى، ويُعد النسيج اليدوى من أبرز الأشغال اليدوية السيناوية، حيث يتم استخدام الألوان الزاهية والأنماط التقليدية لإنشاء ملابس ومفروشات جميلة كانت بطل منظومة معرض ديارنا.
غُرز منسوجة بإحكام وبتنسيق أيادى فنانين مهرة جاءت لتحكى قصص كفاح ونجاح أكثر من 2000 أسرة من أسر ذوى الإعاقة والأولى بالرعاية، ترعاهم جمعية الإرادة والتحدى بمنطقة رابعة ببئر العبد بشمال سيناء، بدعم من وزارة التضامن الاجتماعى.
تقف هناء عيد موسى، مسؤولة المعارض والتسويق بالجمعية، تلتقط أنفاسها بعد عناء كبير فى تنسيق المنتجات والتحف اليدوية من عباءات ومشغولات الفنانين من ذوى الإعاقة وأسرهم، ومنتجات البلح والعسل وزيت الزيتون، ومنتجات سيناء التراثية المتنوعة، والتى يحكى كل منتج منها قصة وساعات طويلة قضاها العاملون بالجمعية فى إعداد كوادر بشرية وحرفية عالية الجودة، تسعى للكسب وتحسين المستوى الاقتصادى لأسرها، وأيضًا تمنح لنفسها القدرة على التواجد، وليس فقط التواجد، بل المنافسة والتفوق داخل السوق.
وأضافت مسؤولة المعارض والتسويق بالجمعية أن الجمعية، التى تم إنشاؤها عام 2016، تعمل أيضًا على تدريب الأطفال ومشاركتهم فى تعلم الحرف اليدوية والتراث السيناوى، وبخاصة ذوى الإعاقة منهم، وتوسع نشاط الجمعية ليضم أكثر من 2000 أسرة، وتعمل الجمعية على إعطاء الأسر مستحقاتها من المبيعات، والمتبقى يدخل فى حساب الجمعية.
وأضافت أنه رغم تحديات الزمن، فإن حرفة التطريز السيناوى لم تندثر، بل تحولت إلى صناعة حديثة تُواكب متطلبات العصر، وقد أدخل المدربون بالجمعية على هذه الحرفة بعض اللمسات الحديثة، فبعد أن كانت تقتصر على الملابس التقليدية، بدأنا ننتج قطعًا جديدة من المنتجات العصرية، مثل العباءات المطرزة، وحقائب اليد، وميداليات تحمل الرموز السيناوية.
وأشارت إلى أن التطريز السيناوى بات يمتد إلى مجالات عديدة، بدءًا من الملابس والمشغولات اليدوية، وصولًا إلى التصاميم الحديثة، فعلى سبيل المثال، تُنتج النساء المطرزات المخصصة للزوار السياحيين من أنحاء مختلفة من العالم، ليصبح التطريز السيناوى أحد الملامح البارزة فى منتجات معارض ديارنا التى تقيمها الوزارة.
ونلتقى مرة أخرى فى رحاب معرض ديارنا، حيث فن الحرف اليدوية وتألق مجموعة جديدة من المبدعين والفنانين وكيانات ومؤسسات تجمعهم لتجسيد فنونهم وإبداعاتهم داخل منتجات تخطف الأنظار والقلوب.
«لأقضى وقت فراغى فيما ينفعنى، ولأرتدى من عمل يدى، وأتزين به فى بيتى، ولأهدى به أحبتى. هو فن راقٍ يمكننى من عمل أشياء كثيرة تعمل المؤسسة على تسويقها وتدر لى دخلًا مناسبًا لسد احتياجات أسرتى، حيث إننى أرملة وأعول ثلاثة أطفال».
كلمات قصيرة، لكنها عظيمة فى معناها، حيث تجمع بين (الإنسان)، وهى السيدة م.ع، 39 عامًا، ضمن عدد من السيدات المصريات العظيمات، سواء أرامل أو مطلقات، اللواتى أخذن على عاتقهن تربية أطفالهن وتحمل نفقات أسرهن بمفردهن، و(الكيان)، وهو مؤسسة حلوان لتنمية المجتمع «بشاير» للحرف اليدوية والتراثية، وهى مؤسسة أهلية تدعمها وزارة التضامن الاجتماعى، وتعمل على تنمية المجتمع المحلى فى حلوان ومحيطها من خلال برامج ومشاريع مختلفة، كما تعمل على تحسين مستوى المعيشة للأفراد، وتدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
أما (الحرفة)، فقد لفتت الأنظار بتناسق الألوان وزهوها وجمالها، وكأنها غنوة تحكى قصصًا من تناغم الغرز وجمالها واختلافها، لتشكل عددًا من المنتجات، لكل منها قصة مختلفة عن الأخرى، مثل مكرمية معلقة على الحائط بتصميم أوراق شجر منسوجة أنيقة من القطن، وديكورات فنية جدارية، وستائر مكرمية تحكى تاريخًا طويلًا من الحرف اليدوية.
تاريخ الكروشيه غير معروف تماما نشأته ولكنه واحدا من أقدم الحرف اليدوية وربما عرف قبل التريكو وغرز الكروشيه لم يعرف مكتشفها الأول وظلت تدرس أو تعلم للأطفال فى المدارس وخلال الحرب العالمية الأولى كانت معظم السيدات تمارس الكروشيه وشغل الشرابات للجنود وتضع شرائط الدانتيل لتزين حول ملابسهن ومفروشات الأسرة وتفوقت فى صناعته أسبانيا واليونان وإيطاليا.
الكروشيه من الفنون الراقية ذات الطابع المميز فى الأداء والإخراج، ولقد انفردت به الكثير من النساء المسنات فى الماضى لشغل أوقات الفراغ، ولكن الآن أصبح فن يمارسه الكثير من الفتيات والسيدات ليس فقط لشغل وقت الفراغ بل لان به متعه وفن فى الأداء يفتخر به، وبعض سيدات القصور الراقية يقمن بتزين غرف القصر ببعض القطع الفنية المشغولة بالكروشيه. شمل معرضنا العديد من منتجات فن الكروشيه وكانت منتجات ذات طابع مميز لفت أنظار جميع الزائرين.
المصدر: وكالات
