انتقد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية بيتر ستانو، الصين بشأن مقترحاتها لحل الصراع في أوكرانيا، معللاً ذلك بأن بكين ليست وسيطا محايدا.
وقال بيتر ستانو، اليوم الاثنين، في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل، ردا على سؤال حول سبب عدم منح الاتحاد الأوروبي لخطة بكين للسلام فرصة: “لقد أظهرت الصين أنها تنحاز إلى جانب أحد طرفي الصراع، لأنها ترفض تحديد من هو المعتدي ومن هو الضحية”.
وكانت وزارة الخارجية الصينية نشرت وثيقة في شهر فبرايرالماضي، بشأن تسوية سياسية للأزمة في أوكرانيا، تشتمل على 12 نقطة، بما في ذلك الدعوة لوقف إطلاق النار، واحترام المصالح المشروعة لجميع الدول في مجال الأمن، وتسوية الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، وتبادل أسرى الحرب بين موسكو وكييف، وكذلك رفض فرض عقوبات أحادية الجانب دون قرار بهذا الشأن صادر عن مجلس الأمن الدولي.
ووصفت الصين في وثيقة التسوية المحادثات بأنها: “السبيل الوحيد لحل الأزمة في أوكرانيا”، داعية جميع الأطراف إلى دعم موسكو وكييف في “التحرك تجاه بعضهما بعضا”، والاستئناف المبكر للحوار المباشر، مؤكدة أن المجتمع الدولي يجب أن يهيئ الظروف ويوفر منصة لاستئناف المفاوضات.

وبعد مقترح السلام الذي قدمته بلاده، يعتزم الرئيس الصيني شي جين بينغ، زيارة موسكو، الأسبوع المقبل، من أجل لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبعدها يتوقع أن يجري محادثات عبر الفيديو مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وذلك لأول مرة منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة، اليوم الاثنين.
كما أوضحت المصادر أن هذا اللقاء والمكالمة الافتراضية، يعكسان جهود بكين للعب دور أكثر فاعلية في التوسط لإنهاء الحرب بين الجانبين، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
إلى ذلك، قد يزور شي أيضا دولا أوروبية أخرى كجزء من رحلته إلى روسيا رغم من أن مسار الرحلة الكامل لم يتأكد بعد.
وكانت الصين أبرمت مع روسيا اتفاق شراكة “بلا حدود” في فبراير 2022 خلال زيارة بوتين لبكين من أجل حضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية قبل أسابيع من غزو أوكرانيا، وأعاد الجانبان التأكيد على قوة علاقاتهما.
والتقى شي نظيره الروسي شخصيا 39 مرة منذ توليه الرئاسة، وكان آخرها في سبتمبر الماضي خلال قمة في آسيا الوسطى.
يشار إلى أن إجراء محادثة مباشرة بين الرئيس الصيني وزيلينسكي، إذا تمت ستعد بمثابة خطوة أولى مهمة في جهود بكين للعب دور “صانع السلام” في أوكرانيا.
كما أنها ستعزز موقعها كوسيط قوي عالمياً، لاسيما بعد أن سهلت اختراقا دبلوماسيا مهماً بين السعودية وإيران الأسبوع الماضي.
المصدر: وكالات