توالت ردود الفعل العالمية على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن “عملية عسكرية ” في أوكرانيا الخميس. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إن العالم يجب أن ينشئ “تحالفا مناهضا لبوتين” من أجل “إجبار روسيا على السلام”.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة “تتعرض مدن أوكرانية هانئة لهجوم. إنه عدوان. أوكرانيا ستدافع وستنتصر. بإمكان العالم أن يردع بوتين ويجب أن يفعل. حان وقت التحرك الآن”.
من جهته، ندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ “الهجوم غير المبرر لروسيا على أوكرانيا.
وقال في بيان “اختار الرئيس بوتين “شن” عملية مخطط لها ستتسبب بمعاناة وخسائر بشرية كارثية”، مضيفا “نددتُ بهذا الهجوم غير المبرر للقوات العسكرية الروسية”.
وشدد على أن “روسيا وحدها مسؤولة عن الموت والدمار اللذين سينجمان عن هذا الهجوم” مؤكدا أن “العالم سيحاسب روسيا”.
هذا، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي إلى وقف النزاع الذي بدأته روسيا في أوكرانيا “الآن”. وقال “الرئيس بوتين باسم الإنسانية أعيدوا قواتكم إلى روسيا”، مؤكدا “هذه أتعس لحظة في ولايتي كأمين عام للأمم المتحدة”.
وأضاف “باسم الإنسانية، دعونا لا نسمح باندلاع ما يمكن أن يكون أسوأ حرب في أوروبا منذ بداية القرن”.
وأدان الاتحاد الأوروبي اليوم سلوك روسيا “غير مبرّر” وحذر من أن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيواجه “عزلة غير مسبوقة” بعد تدخله العسكري في أوكرانيا.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بروكسل أمام الصحفيين إن “القادة الروس سيتوجّب عليهم مواجهة عزلة غير مسبوقة”، مشدّدًا على أن الاتحاد يُحضّر حزمة جديدة من العقوبات ستكون “الأشد التي يتمّ تنفيذها على الإطلاق”.
من جهتها، قالت ألمانيا اليوم إن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ومجموعة السبع ستعمل على استهداف روسيا بعقوبات شديدة.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة “ندين بشدة هجوم روسيا غير المبرر ضد أوكرانيا. في هذه الساعات العصيبة القاتمة نتضامن مع أوكرانيا ونسائها ورجالها وأطفالها الأبرياء في وجه هذا الهجوم غير المبرر” متعهدين “محاسبة الكرملين”.
وسيعقد “اجتماع استثنائي” للجنة الوزارية في المجلس الأوروبي في مقر المنظمة الأوروبية في ستراسبورج، وذلك لمناقشة “الخطوات التالية” بعد الهجوم الروسي.
وفي فرنسا، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تحدث مع زيلينسكي، أن فرنسا “تدين بحزم بقرار روسيا شن الحرب على أوكرانيا” داعيا موسكو “إلى وضع حد فوري لعملياتها العسكرية”.
وأعلن “تضامن فرنسا مع أوكرانيا ووقوفها إلى جانب الأوكرانيين وتحركها مع شركائها وحلفائها لوقف الحرب”.
وألغى رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس الذي يشارك في الاجتماع رحلة كانت مقررة الخميس إلى أنجيه (مين-إي-لوار).
أما في ألمانيا، اعتبر المستشار الآلماني أولاف شولتس أن العملية العسكرية الروسية “انتهاك فاضخ” للقانون الدولي. وقالت ألمانيا في وقت لاحق إن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ومجموعة السبع سيفرضون “عقوبات شديدة” ضد روسيا.
ومن ناحيتها، تعهدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك الخميس بأن تفرض برلين وحلفاؤها “أشد العقوبات” على روسيا. وقالت “سننسق اليوم داخل الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي ومجموعة السبع وسننفذ حزمة كاملة من أشد العقوبات صرامة”.
وأعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن بلادها مستعدة لتقديم “دعم كبير” لجيرانها ولاسيما بولندا، في حال حصل تدفق لاجئين فارين من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم الروسي “غير المبرر” و”الفظيع” على أوكرانيا.
وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أن جونسون سيلقي خطابا متلفزا إلى الأمة بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا صباح الخميس كما سيتحدث أمام البرلمان بعد الظهر، كما قال مكتبه.
كما أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج “الهجوم الروسي المتهور وغير المبرر” على أوكرانيا، محذرا من أنه يعرض “عددا لا حصر له” من الأرواح للخطر.
وأضاف في بيان “مرة أخرى وعلى الرغم من تحذيراتنا المتكررة وجهودنا الدبلوماسية التي لا تعرف الكلل، اختارت روسيا طريق العدوان على دولة مستقلة وذات سيادة”.
وأكد أن الدول الأعضاء في الحلف “ستجتمع للتعامل مع عواقب الأعمال العدوانية لروسيا، ونحن نقف مع شعب أوكرانيا في هذا الوقت العصيب. وسيبذل الناتو كل الجهود اللازمة لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنها”.
من جهتها، طالبت الحكومة البولندية بتفعيل المادة الرابعة 4 من معاهدة حلف شمال الأطلسي. وقال المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر “قبل وقت قصير، قدم السفير في بروكسل هذا الطلب إلى الأمين العام للناتو، إلى جانب مجموعة من الحلفاء”.
وإلى ذلك، وصف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي الهجوم الروسي بأنه “غير مبرر” مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يعملان على توفير رد فوري.
وأكد “تندد الحكومة الإيطالية بهجوم روسيا على أوكرانيا غير المبرر وتقف إيطاليا إلى جانب الشعب الأوكراني ومؤسساته في هذه اللحظة المأسوية”.
وفي وقت لاحق، استدعت وزارة الخارجية السفير الروسي لدى إيطاليا وأبلغته “بالتنديد الشديد” للحكومة الإيطالية للـ”عدوان الخطير وغير المبرر” على أوكرانيا. وقالت في بيان إنّ هذا الهجوم “يشكل انتهاكا صارخا وواضحا للقانون الدولي”.
وندد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بـ”العدوان” الروسي على أوكرانيا وأكد في تغريدة على تويتر أنه على الاتصال بدول الاتحاد الأوروبي وحلف ناتو “لتنسيق استجابتنا”.
ونددت فنلندا والسويد بالهجوم الروسي وشجبتا بشكل منفصل “هجوما على منظومة الأمن الأوروبي”. كما أدانت الدانمارك الهجوم. من جهتها، أدانت النرويج العضو في الحلف الأطلسي “الانتهاك الجسيم للقانون الدولي” وأعلنت نقل سفارتها من كييف إلى لفيف غربي البلاد.
المصدر: الفرنسية (أ ف ب )