أوكرانيا تقصف محطة قطارات بمليتوبول.. وروسيا تقصف مدينة كونستانتينوفكا وتتقدم في باخموت

أعلنت السلطات في مدينة مليتوبول اليوم /الأحد/ أن القوات الأوكرانية استهدفت بالصواريخ محطة للقطارات في مدينة مليتوبول والتي تقع على بعد 120 كيلومترا جنوب شرقي محطة زابوريجيا النووية.
وأضافت السلطات ـ حسبما أفادت قناة (روسيا اليوم) الاخبارية ـ أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القصف أسفر عن وقوع ضحايا.
وكانت سلطات دونيتسك قد أعلنت في وقت سابق اليوم إصابة مدني جراء قصف أوكراني لمناطق في البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن قوات كييف قصفت دونيتسك بما يقارب من 100 قذيفة.
وفي السياق قصفت القوات الروسية الجزء الأوسط من مدينة كونستانتينوفكا في دونيتسك، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ستة آخرين.
وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في دونيتسك بافلو كيريلينكو اليوم -في بيان له أنه لحقت أضرار جسيمة بالمباني السكنية والمنازل المنفصلة، في حين يتلقى الجرحى المساعدة الطبية/ وتقوم الشرطة ورجال الانقاذ بمهامهما في مكان الحادث.
و أعلنت الشرطة الأوكرانية اليوم أنها تواصل عمليات إجلاء سكان مدينة أفدييفكا الواقعة في إقليم دونيتسك شرقي البلاد.
وقالت الشرطة الأوكرانية” إن مدينة أفدييفكا لا تزال تتعرض لقصف روسي مكثف يستهدف المدنيين والبنية التحتية على حد سواء”، مؤكدة أن المدينة تتعرض منذ الشهر الماضي لقصف جوي ومدفعي أدى لتدمير جميع المباني .
وكانت السلطات الأوكرانية قد دعت سكان المدينة للانتقال إلى مناطق أكثر أمنا في الأجزاء الوسطى والغربية من البلاد، وقامت القوات الاوكرانية خلال ال 24 ساعة الماضية بصد أكثر من 70 هجوما روسيا في مناطق ليمان وباخموت ومارينكا وارديفيكا.
من جهة أخرى، أفاد موقع عسكري روسي بأن قوات فاجنر باتت في عمق مركز مدينة باخموت ولا تفصلها عن المبنى الإداري سوى مئات الأمتار، في حين بثت قوات دونيتسك الموالية لروسيا صورا قالت إنها توثق تدمير مواقع أوكرانية بالمنطقة الصناعية في مدينة أفدييفكا، أما أوكرانيا فأعلنت عن زيادة كبيرة في أعداد قوات الدفاع في المناطق الأكثر سخونة في باخموت وأفدييفكا وغيرهما.
وأشار موقع “ريادرفكا” العسكري الروسي إلى أن قوات فاجنر تخوض معارك عنيفة جنوب غرب باخموت وتخترق دفاعات القوات الأوكرانية تدريجيا، مضيفا أن قوات فاجنر تتقدم في منطقة كراسنويه جنوب غربي المدينة، وأنها باتت تسيطر على الطريق المؤدي إلى تلك المنطقة.
في مقابل ذلك قال معهد دراسة الحرب الأميركي “آي إس دبليو” (ISW) إن وتيرة الهجمات الروسية تراجعت في منطقة باخموت بشكل كبير، مشيرا إلى أن القوات الروسية لم تحقق أي مكاسب مؤكدة في باخموت وما حولها خلال مواجهات أمس السبت.
وأوضح تقرير للمعهد أن تساقط الثلوج بغزارة في منطقة باخموت وتقلب الأحوال الجوية أديا إلى إبطاء تقدم الروس في المدينة.
من جهتها، أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأن القوات الروسية واصلت اقتحام باخموت نفسها وشنت عمليات هجومية فاشلة في منطقتي بوجدانوفكا وإيفانوفكا.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية أسقطت 11 مسيرة أوكرانية خلال يوم واحد.
وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق تليجرام “نفذ الروس قصفا مكثفا على بلدة كوستيانتينيفكا”.
وأضاف أن 16 بناية سكنية و8 منازل وروضة أطفال ومبنى إداري تضررت من القصف.
في هذه الأثناء، بثت القوات الروسية صورا لطائرات مسيرة تابعة لها وهي تلقي منشورات في مقاطعة زاباروجيا تدعو فيها القوات الأوكرانية للاستسلام.
وتشهد مقاطعتا زاباروجيا وخيرسون في الجنوب الأوكراني مواجهات وموجات من القصف الروسي بالصواريخ والقذائف منذ عدة ايام.
في المقابل، قال سيرجي سوبكو نائب قائد قوات الدفاع الإقليمية للقوات الأوكرانية إن عدد قوات هذه الوحدة ارتفع إلى عشرات الآلاف بعدما كان 6 آلاف قبل الحرب.
وأضاف سوبكو أن جميع وحدات قوات الدفاع الإقليمية لديها خبرة قتالية وشاركت في الهجوم المضاد في خاركيف ودونيتسك، موضحا أن جنود الوحدة يقومون حاليا بأداء مهام في المناطق الأكثر سخونة في باخموت وأفدييفكا وكريمينايا وأوغليدار.
وكشف أن تدريب هذه القوات لا يتوقف، ويسير وفقا لمعايير التدريب للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، ويأخذ التدريب في الاعتبار تجربة الحرب الروسية الأوكرانية، وبيّن أن المدربين هم ضباط قتال دربوا في الخارج والآن ينقلون التجربة إلى الآخرين.
في إطار آخر أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد في منشور على تليجرام أن أوكرانيا صدت منذ عام بالقرب من كييف ما اسمته “أكبر قوة معادية للإنسانية”، في الذكرى الأولى للعثور على جثث مدنيين في مدينة بوتشا التي صارت رمزا لـ”فظاعات” منسوبة للجيش الروسي.
وكان الجيش الروسي انحسب من بوتشا وكل المنطقة الشمالية لكييف في 31 مارس 2022، وذلك بعد شهر على بدء الحرب، وبعد يومين على الانسحاب تكشفت معالم “مذبحة” بعد العثور على جثث 20 رجلا بملابس مدنية أحدهم مقيد اليدين، وأدانت كييف والغربيون ما وصفوها بجرائم حرب، في حين نفى الكرملين أي تورط له، مؤكدا أنها عملية مدبرة.
على الصعيد السياسي، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد سيقف ضد أي تجاوز من قبل الرئاسة الروسية لمجلس الأمن الدولي.
وأضاف بوريل في تغريدة على تويتر أنه على الرغم من كون روسيا عضوة دائمة في مجلس الأمن فإنها تنتهك جوهر الإطار القانوني للأمم المتحدة باستمرار، على حد تعبيره.
وكانت كييف قد نددت بتسلم روسيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر أبريل الجاري، واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -أمس السبت- عبر تويتر- أن رئاسة روسيا مجلس الأمن تمثل “صفعة في وجه المجتمع الدولي”.
ودعا كوليبا الأعضاء الحاليين للمجلس إلى “التصدي لأي محاولة روسية لإساءة استخدام هذه الرئاسة”، مضيفا أنه يذكّر بأن روسيا خارجة عن القانون في مجلس الأمن، حسب وصفه.
سياسيا أيضا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التنسيق مع بيلاروسيا يجري بشكل فعال رغم ضغوط العقوبات غير المسبوقة من الخارج.
وكان بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تناول فيه الجانبان التطورات المتلاحقة للحرب في أوكرانيا.
كما بعث بوتين برقية تهنئة إلى لوكاشينكو بمناسبة يوم الوحدة بين شعبي روسيا وبيلاروسيا، بحسب ما أوردته وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية اليوم الأحد.
يذكر أنه يتم الاحتفال بيوم الوحدة بين شعبي روسيا وبيلاروسيا في الثاني من أبريل من كل عام منذ عام 1996 عندما تم التوقيع على اتفاقية بين البلدين تهدف إلى توحيد الفضاء الاقتصادي المشترك.
وكان لوكاشينكو أكد قبل يومين استعداده لاستقبال أسلحة نووية “إستراتيجية” روسية إلى جانب أسلحة “تكتيكية” تستعد موسكو لإرسالها إلى بيلاروسيا، واتهم في الوقت ذاته الغرب بالتحضير للهجوم على بلاده للقضاء عليها، محذرا من أن حربا عالمية ثالثة “بحرائق نووية” تلوح في الأفق.
المصدر : وكالات