توافد زعماء دول العالم إلى المملكة المتحدة ، اليوم الأحد ، وسط تدابير أمنية مشددة ، وذلك لحضور جنازة الملكة إليزابيث الثانية التي رحلت عن عمر ناهز 96 عامًا.
وقد وضعت بريطانيا اللمسات الأخيرة للاستعدادات الخاصة بإقامة الجنازة الرسمية المهيبة المنتظرة للملكة الراحلة، فيما يستقبل الملك تشارلز الثالث القادة والزعماء الذين سيشاركون في المراسم.
ومن أبرز المشاركين ضمن قائمة الدعوة التي وجهت إلى 2000 شخصية، الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والإمبراطور الياباني ناروهيتو، إضافة إلى ملك الأردن وولي عهد البحرين وأمير قطر وسلطان عمان وممثل عن العائلة المالكة السعودية.
في المقابل، لم توجه أي دعوة لقادة روسيا وأفغانستان وبورما وسوريا وكوريا الشمالية.
وللساعات الأربع والعشرين الأخيرة، يستمر توافد المشيعين لإلقاء النظرة الأخيرة على النعش.
كما تتجمع الحشود في محيط كنيسة وستمنستر التي ستقام فيها الجنازة الرسمية للملكة، والتي من المنتظر أن تشل الحركة في العاصمة لندن وأن يتابعها المليارات حول العالم.
في السياق، وصل بايدن ليل السبت إلى بريطانيا وهو من بين العشرات من قادة الدول المتوافدين على المملكة التي تنظم شرطتها أكبر عملياتها الأمنية لمواكبة ترتيبات الجنازة التاريخية للملكة الأطول عهدا في تاريخ البلاد.
ويستقبل تشارلز، البالغ 73 عاما، وهو الوريث الأكبر سنا الذي يعتلي العرش، العشرات من المسؤولين الوافدين للمشاركة في الجنازة وبينهم بايدن في قصر باكينجهام مساء اليوم الأحد.
ووصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى لندن لحضور مراسم دفن الملكة إليزابيث الثانية غدا الإثنين، وفق ما أعلن بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
كما يحضر نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان مراسم دفن الملكة إليزابيث الثانية، وفق ما أعلنت السبت وزارة الخارجية الصينية بعد أن مُنعت بعثة رسمية صينية من رؤية نعش الملكة الراحلة.
وأكد المتحدث باسم الوزارة ماو نينج في بيان: “بدعوة من الحكومة البريطانية، سيحضر الممثل الخاص للرئيس شي جينبينج، نائب الرئيس وانغ كيشان، مراسم جنازة الملكة إليزابيث الثانية التي ستُقام في لندن في 19 سبتمبر”.
وكان مصدر في وزارة الخارجية البريطانية قد قال الجمعة إن جنازة الملكة إليزابيث سيحضرها نحو 500 ضيف من 200 دولة ومنطقة تقريبا.
وأضاف أن ما يقرب من 100 رئيس ورئيس حكومة وأكثر من 20 من أفراد عائلات مالكة سيحضرون الجنازة.
ومن بين الضيوف المتوقع حضورهم ولي عهد البحرين وأمير قطر وسلطان عمان. وقال المصدر إن ممثلا عن العائلة المالكة السعودية سيحضر أيضا.
وقد ألقى عدد من القادة بينهم رؤساء وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن وأستراليا أنتوني ألبانيزي وكندا جاستن ترودو النظرة الأخيرة على النعش في قاعة وستمنستر.
وأشاد ألبانيزي في تغريدة بأداء الملكة الراحلة “تجاه الواجب والإيمان والعائلة والكومنولث”.
وبدوره اعتبر ترودو، بعد توقيع سجل العزاء، أن الملكة إليزابيث الثانية “عملت طوال حياتها وتحملت وزر واجباتها بلباقة لا تضاهى”.
ويشكل تدفق المسؤولين العالميين ومئات آلاف المشيعين من مختلف أنحاء بريطانيا والعالم تحديا هائلا للشرطة البريطانية.
وتم استدعاء أكثر من ألفي شرطي من مختلف أنحاء البلاد لمؤازرة شرطة لندن.
وعقب الجنازة، سينقل نعش الملكة إليزابيث الثانية إلى كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور في غرب لندن، حيث ستدفن في مراسم عائلية إلى جانب والدها الملك جورج السادس ووالدتها وزوجها فيليب.
وبدأ بعض المشيعين يتجمعون على طول مسار الجنازة في وسط لندن لحجز موقع جيد لمشاهدة المراسم. وسيتولى 142 بحارا جر عربة سيوضع عليها نعش الملكة. وستختتم الجنازة حدادا رسميا لمدة 11 يوما في المملكة المتحدة.
وكانت الملكة إليزابيث الثانية التي اعتلت العرش على مدار 7 سبعة عقود توفيت في 8 سبتمبر عن 96 عاما، وتقاطر مئات آلاف الاشخاص لإلقاء النظرة الأخيرة على نعشها المسجى بالبرلمان البريطاني.
وتنتهي الفترة المخصصة للراغبين بوداع الملكة التي لف نعشها بالعلم البريطاني والمسجّى في قاعة وستمنستر بالبرلمان الساعة 6,30 من صباح الإثنين.
وينتظم الراغبون بوداع الملكة في طوابير بطول كيلومترات على ضفاف نهر التايمز مع فترات انتظار تصل إلى 25 ساعة.
وتعتبر مراسم جنازة الملكة إليزابيث هي الأولى التي تنظم في بريطانيا منذ وفاة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل في 1965.