أكد مستشار الدولة وزير خارجية الصين وانج يي، أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والاحترام المتبادل، وتحقيق عدم انتشار الأسلحة النووية والأمن الجماعي، وتسريع وتيرة التنمية والتعاون، مشددا على نية الصين الصادقة لتعزيز السلام والأمن بالمنطقة ومسؤوليتها بصفتها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
وقال وانج، في حوار مع وكالة أنباء دولة الإمارات (وام) اليوم السبت،”نتمسك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونشجع دول الشرق الأوسط على استكشاف طرق تنموية ذات خصائص الشرق الأوسط بإرادتها المستقلة، وندعو إلى إقامة منظومة أمنية تراعي الهموم المشروعة لجميع الأطراف كما ندعو إلى الحوار الشامل، ونشجع على تسوية الخلافات عبر طريق الكسب المشترك”.
وأضاف: “الصين ودول الشرق الأوسط شريكان في تحقيق التنمية المشتركة. ويرى الجانب الصيني أهمية القضاء على منبع الاضطرابات في المنطقة من خلال تحقيق التنمية، وندعو إلى إيلاء اهتمام أكثر للتنمية والتركيز على معيشة الشعب ودفع إعادة الإعمار”، مشيرا إلى دخول الصين مرحلة جديدة من التنمية بما سيوفر مزيدا من الفرص للشرق الأوسط.
ودعا الوزير الصيني إلى الحوار بين الحضارات، مؤكدا رفض “نظرية الصراع بين الحضارات” و”نظرية تفوق حضارة على حضارة أخرى”، وربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه، مشيرا إلى حرص بلاده على بذل جهود مشتركة مع دول الشرق الأوسط لزيادة الانفتاح والتسامح وتعميق التعاون في مكافحة الإرهاب ونزع التطرف.
وحول العلاقات الثنائية مع الإمارات، أكد وزير خارجية الصين أن النمو المستمر في علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين يستند إلى ثلاثة جوانب أساسية تشمل الثقة السياسية المتبادلة القوية بين قيادتي البلدين؛ فقد جرى عقد عدة لقاءات بين الرئيس الصيني شي جين بين والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث اتفقا على تطوير العلاقات الثنائية كـ “خطة مئوية”؛ والجانب الثاني يتمثل في التعاون الرائد والمبتكر بداية من التعاون في لقاح “كوفيد-19” إلى استئناف الأعمال والإنتاج ومن التعاون في الطاقة التقليدية والاقتصاد والتجارة والاستثمار إلى اتصالات الجيل الخامس وغيرها من مجال التكنولوجيا المتقدمة؛ ويتمثل الجانب الثالث في الأساس الشعبي المتين إذ يعيش في الإمارات أكثر من 220 ألف مواطن صيني، وفي عام 2019، وزار ما يقرب من مليوني سائح صيني دولة الإمارات.
وأكد أن الإمارات صديق وثيق للصين في الشرق الأوسط والخليج والعالم العربي والإسلامي، وهناك حرص مستمر على التواصل والتعاون الدائم على الساحة الدولية، مشيرا إلى أنه خلال زيارته الحالية للإمارات سيلتقي مع مسؤولي الدولة لبحث تنفيذ التوافق المهم بين القيادتين؛ بما يعزز المواءمة بين مساعي الصين لإقامة معادلة تنمية جديدة واستراتيجية التنمية الوطنية الإماراتية للخمسين سنة القادمة، والتأكيد على تعزيز التواصل والتنسيق مع الإمارات لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والخليج بشكل مشترك.
وقال وانج: “نجحت الصين ودولة الإمارات في إجراء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الدولية على أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد في العالم… وسنعمل على تسريع الإنتاج المشترك للقاحات، بما يقدم مساهمات أكبر لجعل اللقاحات متاحة وميسورة التكلفة للعالم، وثانيا سنعمل على استكشاف سبل تطوير التعاون الثلاثي الأطراف في مكافحة الجائحة، وخاصة التعاون الثلاثي مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا في مجال اللقاحات، وسنعمل على إنشاء آلية دولية لتبادل الاعتراف بالشهادات الصحية، بما يسهّل تبادل الأفراد في ظل الإجراءات الوقائية اليومية لاحتواء الفيروس”.
وأكد وزير خارجية الصين أهمية زيادة تعزيز التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية وحسن تنفيذ المشاريع النموذجية في إطار التعاون في بناء “الحزام والطريق” مثل رصيف الحاويات في المرحلة الثانية لميناء خليفة والمنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية ومحطة حصيان لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف، بما يجسد روح المبادرة المتمثلة في التشاور والتعاون والمنفعة للجميع ويجب تبني الأفكار المبتكرة للبحث عن سبل بناء “طريق الحرير الأخضر” و”طريق الحرير للصحة”.
وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة باعتبارها ركيزة أساسية، وكذلك تعميق التعاون في مجال النفط والغاز والعمل على توسيع نطاق التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والنووية، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة والحديثة وفي مجالات تقنية الجيل الخامس والبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي والطيران والفضاء، ورفع مستوى التعاون في القطاعات المالية والاستثمارية، والعمل سويا على إنشاء بورصة “الحزام والطريق” الدولية.
المصدر : أ ش أ