تجمع آلاف من المتظاهرين الذين يرتدون ملابس سوداء في شوارع هونج كونج اليوم الأحد في دلالة على الدعم الكبير للاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي تعصف بالمدينة منذ ستة أشهر.
وتجمع نشطاء مناهضون للحكومة من الشباب والمسنين يرددون هتافات تقول ”حاربوا من أجل الديمقراطية، قفوا إلى جانب هونج كونج“ وخرجوا في مسيرة من متنزه فيكتوريا بارك في منطقة التسوق المزدحمة في خليج كوزواي إلى طريق تشاتر بالقرب من قلب الحي المالي.
ومنحت السلطات الضوء الأخضر للجبهة المدنية لحقوق الإنسان، وهي الجهة التي نظمت مسيرات مليونية سلمية إلى حد كبير في يونيو، لتنظيم المسيرة وهي المرة الأولى التي تحصل فيها الجبهة على تصريح للاحتجاج منذ 18 أغسطس.
وتحكم الصين هونج كونج، المستعمرة البريطانية السابقة، بصيغة ”دولة واحدة ونظامان“ التي تعطي المدينة حريات أكبر من المتاحة في البر الرئيسي لكن الكثيرين يخشون من أن تكون بكين تشدد قبضتها على المدينة وتتدخل بشكل متزايد في شؤونها.
وأدانت بكين، التي تنفي التدخل، الاضطرابات وألقت باللوم على حكومات أجنبية منها الولايات المتحدة وبريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة، في التدخل في شؤون البلاد الداخلية.
وترددت أصداء شعار يقول ”خمسة مطالب لا تقل واحدا“ في الشوارع في إشارة إلى دعوات المحتجين لاقتراع عام لاختيار زعيم للمدينة إلى جانب مطالب أخرى.
وقالت الشرطة اليوم إنها ألقت القبض على 11 شخصا تتراوح أعمارهم بين 20 و63 عاما وصادرت أسلحة بينها سكاكين وألعاب نارية و105 طلقات ومسدس نصف آلي وهي أول مرة يتم فيها ضبط أسلحة خلال الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أشهر.
وبدت الشوارع قرب وسط المدينة، التي عادة ما تكون مزدحمة يوم الأحد، خاليه في حين أغلق حشد كبير يضم أسرا وطلابا ومهنيين ومسنين الشوارع.
وتصاعدت أعمال العنف في الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أشهر فأحرق المحتجون مركبات ومبان وألقوا قنابل حارقة على الشرطة كما ألقوا الحطام من فوق الجسور على شوارع أسفلها وخربوا مراكز تسوق وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع ومدافع الماء واستخدمت الذخيرة الحية في بعض الأحيان.
وتشير الأعداد الكبيرة التي خرجت يوم الأحد إلى استمرار التأييد واسع النطاق للاحتجاجات المناهضة للحكومة رغم تصاعد الاضطرابات في مدينة تندر فيها أعمال العنف.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أسبوعين من حصول المرشحين الديمقراطيين على نحو 90 بالمئة من مقاعد المجلس المحلي في انتخابات عامة شهدت إقبالا قياسيا مما يشكل تحديا لبكين ويزيد الضغوط على كاري لام الرئيسة التنفيذية لهونج كونج.
وفي بيان صدر يوم السبت، حثت الحكومة على الهدوء وقالت إنها ”تعلمت الدرس وستصغي بتواضع للنقد وتتقبله“.
وشهدت هونج كونج هدوءا نسبيا منذ انتخابات يوم 24 نوفمبر التي حقق فيها الديمقراطيون فوزا كاسحا.
واعتقلت السلطات نحو ستة آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات في يونيو أكثر من 30 بالمئة منهم تتراوح أعمارهم بين 21 و25 عاما.
المصدر: رويترز

