أكد سامح شكري وزير الخارجية، أن مصر تلعب دورا مؤثرا في استقرار المنطقة، مشددا على رفض التدخلات التركية في شمال سوريا، ووصفها بأنها بمثابة انتكاسة في جهود تسوية الأزمة السورية التي شهدت مؤخرا أجواء من التفاؤل.
وفي سياق محاضرة ألقاها اليوم الإثنين، في العاصمة النمساوية فيينا، أعرب الوزير عن قلق مصر إزاء التوترات التي تشهدها العديد من دول المنطقة مثل ليبيا واليمن، موضحا أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على ثوابت عدم التدخل في شئون الآخرين، وتعميق التعاون الدولي مع جميع دول العالم.
وشدد على سعي مصر الدؤوب لإنهاء معاناة الشعب السوري، وإيجاد حلول فاعلة لمواجهة الهجرة والنزوح، وبذل الجهود الممكنة لعودتهم إلى بلادهم، كما أنها تدعم الحل السياسي في ليبيا، عبر التوصل إلى اتفاقيات وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة لوقف حالة التدمير الواسعة التي تتعرض لها البلاد، جراء تصاعد الأعمال العسكرية، لافتا إلى دعم مصر إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا في أقرب فرصة، وأن مصر تساهم بكل الإمكانات المتاحة لإنهاء الأزمة في ليبيا، والمنطقة، ومنها الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدا أن حل الدولتين تدعمه مصر بالمساهمة في المفاوضات الدولية التي تدعم السلام والاستقرار.
وقال شكري، إن الاتحاد الأوروبي هو أحد اللاعبين الرئيسيين في السياسة الدولية في هذا الوقت الذي تشهد فيه الساحة الدولية الكثير من التحديات، منوها بأن مصر تؤمن بضرورة تعميق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، وشدد على تعاون مصر مع الاتحاد الأوروبي في إيجاد حلول ناجزة لمواجهة قضية الهجرة غير المشروعة، حيث تعاني مصر أيضا من تدفق اللاجئين، وتستضيف نحو 5 ملايين لاجىء من سوريا والصومال واليمن وغيرها، مؤكدا حاجة المجتمع الدولي للتوافق على آليات المواجهة مع احترام حرية الأشخاص في تقرير مصيرهم.
ونوه إلى أن مصر تعول كثيرا على دور الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة في اليمن، حيث أدى الصراع إلى تداعيات كارثية على الشعب اليمني، مشددا على الحاجة إلى مصالحة يمينة – يمنية، وأكد تضامن مصر مع السعودية ضد التدخلات الإيرانية في المنطقة.
كما أعرب وزير الخارجية عن الثقة في أن السودان يتحرك في الاتجاه الصحيح بما يلبي طموحات شعبه، وأن التحديات الأبرز التي تواجه السودان هي التحديات الاقتصادية، والحرب على الإرهاب، داعيا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمساندة السودان.
وبشأن قضية “سد النهضة” في إثيوبيا، أوضح الوزير شكري أن مصر تتعرض لمخاطر جراء السد، حسب تأكيدات خبراء دوليين، منوها بأن الشيء الإيجابي بهذا الصدد هو استعداد إثيوبيا للتفاوض مع مصر لتجنب تصعيد الأزمة بين الجانبين.
ونوه إلى أن مصر تدعم الاستقرار والتنمية في المنطقة العربية وأفريقيا، كما تعمل على توسيع التعاون والتكامل مع بقية دول العالم، وتعميق الشراكة مع القوى الدولية المختلفة، ودعم التكامل خاصة بين دول الجنوب.
كما أكد وزير الخارجية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه رؤى واضحة إزاء التحديات التي تواجه مصر، حيث قام بإصلاحات واسعة خاصة في المجال الاقتصادي والاستثمار والطاقة، وتوفير فرص العمل وخفض معدلات البطالة وتعزيز أسعار الصرف، لافتا إلى وجود خطط طموحة في الإصلاح الاقتصادي تشهدها مصر لتحقيق التنمية المستدامة، كما توقع قدوم المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر في الفترة المقبلة.
المصدر: أ ش أ