كشف الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن وجود تحقيقات جارية من قبل مكتب النائب العام في قضية تهريب تابوت للكاهن (نچم عنخ) من مصر للولايات المتحدة الأمريكية ، والمعروض حاليا بقاعة العرض المؤقت بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، مشيرا إلى أنه سيتم إعلان نتائج التحقيقات فور الانتهاء منها.
وقال – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء – إن التابوت ليس من مفقودات مخازن أو متاحف وزارة الآثار بل هو ناتج من الحفر خلسة وتم تهريبه في أعقاب ثورة يناير ٢٠١١، مشيدا بالجهود التي تبذلها إدارة الآثار المستردة بالوزارة في استرداد القطع الأثرية المصرية التي تم تهريبها للخارج.
وتابوت (نچم عنخ) يعد قطعة ثمينة تمثل إضافة مهمة للمتاحف المصرية، وهو مصنوع من الخشب المغطى بالذهب، على شكل مومياء، يبلغ طوله مترين، ويعود تاريخه إلى نهاية الأسرة البطلمية ( من عام ١٥٠ إلى عام ٥٠ قبل الميلاد) ، وكان “نچم عنخ” كاهنا كبيرا للإله “هيرشيف” فى مدينة هيراكليوبوليس (مركز أهناسيا ببني سويف حاليا) ولم يعد التابوت يحتوي على مومياء الكاهن.
وقد عرض المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط التابوت الذهبي للكاهن «نجم عنخ»، بعد استراداه وعودته إلى مصر من الولايات المتحدة الأمريكية.
نجحت مصر في استرداده من أمريكا بعد جهود مشتركة مع وزارة الخارجية، واستعادة التابوت الذي جاء نتيجة تعاون السلطتين المصرية والأمريكية على مدار عام مضى، حيث تم التنسيق بين قنصلية مصر في نيويورك والمدعي العام الأمريكي ووزارة الآثار ومكتب النائب العام في مصر.
مصر استعادة التابوت الذهبى للكاهن الفرعونى نجم عنخ، المسروق إلى مصر مرة أخرى، بعدما تم بيعه عن طريق الاحتيال لمتحف ميتروبوليتان للفنون فى نيويورك، وذلك في إطار الجهود على الجهود الدولية المتنامية لمكافحة السوق السوداء في الآثار، والجهود التي تقوم بها الدولة المصرية من أجل عودة تراثنا المسروق في الخارج.
اشترى المتحف القطعة من تاجر فنون في باريس عام 2017، مقابل 4 ملايين دولار، واعتذرت إدارة المتاحف للسلطات المصرية، كما أنهم وجدوا أدلة سرقة مئات الآثار الأخرى.
وقال الامين العام لوزارة الاثار د. مصطفي وزيري، أن التابوت على شكل مومياء له قاعدة مثبت عليها، يبلغ طوله 6 اقدام، أي ما يعادل 2 متر، مصنوع من الخشب والمعدن، مغطى بصفائح من الذهب، لاعتقاد القدماء ان اللون الذهبي يرمز لاشعة الشمس، بالإضافة إلى ارتباطه بالطقوس الجنائزية والمعتقدات .
وأضاف وزيري أنه يعود التابوت إلى كاهن مصري قديم يدعي«نجم عنخ»، ويعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد، اثناء حكم الاسرة البطلمية لمصر، وهو كاهن بارز للاله «حرى شف»، في مدينة هيدراكليوبوليس، إلا انه لم يعد التابوت يحتوى على مومياء الكاهن، مزخرف بشكل دقيق للمشاهد والنصوص الهيروغليفية، والتي هدفها توجيه الكاهن في رحلته إلى الحياة الأبدية.
يرمز الذهب المطلي للتابوت إلى علاقة الكاهن الخاصة بالالهة المصرية، توجد طبقات رقيقة من الفضة داخل النعش لحماية وجه الكاهن في رحلة الأبدية، سٌرق التابوت في عام 2011، كان التمثال مدفونا في محافظة المنيا لقرابة 2000 عام، تم تهريب التابوت من مصر إلى دولة الامارات ثم إلى المانيا حيث تم ترميمه هناك، إلى أن وصل فرنسا، وتم شراءه من قبل متحف«المتروبوليتان» من تاجر فنون في باريس في 2017، بمبلغ 4 ملايين دولار، وحقق التمثال اثناء عرضه بالمتحف نجاحا كبير، زاره ما يقرب من 5800 الف شخص على رغم قصر مدة العرض.
وتعاونت وزارة الاثار مع وزارة الخارجية لاستعادة التابوت مرة أخرى، ووصل التابوت بالفعل السبت الماضي لأرض الوطن.
المصدر:وكالات – أ ش أ