ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم السبت أن الرئيس الأفغاني أشرف غاني يعتزم زيارة واشنطن الأسبوع المقبل للقاء مسئولين أمريكيين، وذلك في الوقت الذي يترنح فيه اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان وتتصاعد فيه أعمال العنف في بلاده من جديد.
قالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني – إنه بينما تمر محادثات السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان بلحظة حرجة تصاعدت معها أعمال العنف من جانب المتمردين، أكد غني أنه من المقرر أن يسافر في غضون أيام قليلة إلى واشنطن بعد أن كانت مقررة اليوم السبت، لكنها تأجلت لعدة أيام.
وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت ذاته، عاد كبير مفاوضي السلام الأمريكيين زلماي خليل زاد إلى دولة قطر أمس الأول للاجتماع بمسئولي طالبان بعد انتهاء الجولة الأخيرة من المحادثات هناك، وذلك وفقًا لمسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
وأضافت” إن المجتمع الأفغاني يعاني من موجة هجمات تشنها طالبان في العاصمة كابول وفي أماكن أخرى، حتى بعد أن أعلن خليل زاد ومسئولين أمريكيين آخرين أن اتفاق السلام أصبحت وشيكا، وقد خلفت الهجمات العشرات من القتلى والمصابين”.
ورصدت الصحيفة مخاوف الشعب الأفغاني من استمرار أعمال العنف، فقال كمال خان (32 سنة)” لا أحد يريد الذهاب إلى العمل أو إرسال الأطفال إلى المدرسة لأنه قد يكون هناك المزيد من الانفجارات في الفترة القادمة..لقد كنا جميعا نتوق إلى السلام، لكن طالبان تريد أن تستعرض قوتها عن طريق القتل، ورغم إننا نرغب في إجراء انتخابات، إلا أن الجميع خائف من الأوضاع الأمنية أثناء عملية التصويت، كل شىء عالق الآن”.
وتعليقا على ذلك، قالت (واشنطن بوست) إن الأفغان، وبعد سنوات من الصراع، اعتادوا على رؤية مشاهد العنف في بلادهم – فالقتلى أصبحوا في كل مكان، وباتت القبور تُحفر على عجل…لكن مع تصاعد احتمالات السلام وخطط إجراء انتخابات رئاسية في وقت لاحق من هذا الشهر، سمحت للناس بتخيل حياة خالية من الحرب لأول مرة منذ عقود.
وبشأن المشهد السياسي الداخلي، أبرزت الصحيفة الأمريكية أن هناك إشارات متضاربة من طالبان والولايات المتحدة على حد سواء حول اتفاق السلام، فضلا عن المعركة الشرسة بين النخب السياسية حول من سيتفاوض لاحقا مع المتمردين، والشكوك حول ما إذا كان ينبغي إجراء انتخابات على الإطلاق، جميعها أمور تركت العديد من الأفغان في حيرة وغضب.
كما عبر مسئولون أفغان عن مخاوف جدية بشأن الاتفاق المطروح، بزعم أنه لا يقدم ضمانًا كافًيا بأن المدنيين الأفغان وقوات الأمن سيتم حمايتهم إذا انسحبت القوات الأمريكية كما هو متفق عليه، وها هي موجة العنف الجديدة أدت إلى تعميق هذا القلق، ويبدو أنها كانت الدافع وراء زيارة غني إلى واشنطن.
ومما زاد من الفوضى، اضطر رئيس وكالة الاستخبارات الأفغانية إلى التنحي أمس الأول بعد تفجير كابول في اليوم ذاته ووقوع غارة جوية أمنية أفغانية في إقليم جلال أباد أسفرت عن مقتل أربعة أشقاء وأثارت احتجاجات محلية.
المصدر: أ ش أ