قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، اليوم الأحد، إنه بينما يصعد الرئيس دونالد ترامب من حربه التجارية ضد الصين، فإن المسافات بين البلدين تزداد ابتعدادا مع عدم وجود نهاية لنزاعهما التجاري تلوح في الأفق.
وذكرت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم، أن الحرب التجارية لترامب ضد الصين دخلت مرحلة جديدة اليوم مع بدء سريان جولة الرسوم الجديدة؛ ما أدى إلى تغيير قواعد التجارة بطرق لم يسبق لها مثيل تاريخي، حتى أنها ربما تؤدي إلى تفكيك أكبر اقتصادين في العالم.
وأوضحت أن الرسوم الأمريكية على البضائع الأجنبية قد ارتفعت بالفعل أكثر من أي وقت مضى منذ ستينات القرن الماضي، عندما فرضت الولايات المتحدة رسوما جديدة بنسبة 15%، وتأتي الرسوم المفروضة على المواد الغذائية والملابس وماكينات قص العشب وآلاف من منتجات “صنع في الصين” في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس لفرض ضريبة على كل شيء تقريبا تشحنه الصين إلى الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تجعل هذه الخطوة متوسط الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية تصل إلى 21.2 %، بعد أن وقفت عند نسبة 3.1 % فقط عندما تولى ترامب منصبه، وذلك وفقا لبيانات معهد (بيترسون) للاقتصاد الدولي.
من جانبها، ردت الصين على ذلك بزيادة العراقيل أمام الشركات الأمريكية ومنتجاتها، مع تخفيفها أمام الدول الأخرى حتى تراجعت التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، وتراجعت الصين – التي كانت منذ فترة طويلة أكبر شريك تجاري لأمريكا – إلى المركز الثالث في النصف الأول من العام الجاري، خلف المكسيك وكندا.
أما عن الشركات الأمريكية التي اعتقدت ذات يوم أن الحرب التجارية ستنتهي قريبا، قالت “نيويورك تايمز” إنها تسعى جاهدة الآن للتهرب من الصين، وفي بعض الحالات تحول إنتاجها إلى بلدان أخرى، مثل فيتنام، لتجنب الرسوم الجمركية التي ستصل قريبا إلى 30 %.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان تصريحات ترامب عندما بدأ حربه التجارية، حيث أكد وقتها أن هدفه هو تحسين ظروف الشركات الأمريكية العاملة في الصين، وتقليص العجز التجاري بين البلدين، وخلق مجال أكثر مساواة للشركات الأمريكية التي تتنافس مع نظيرتها الصينية.
وأضافت” إن نهجه القتالي سيؤمن اتفاقا تجاريا تاريخيا من شأنه أن يؤدي إلى شراء الصين المنتجات الزراعية الأمريكية بقيمة مليارات الدولارات ومنع بكين من سرقة التكنولوجيا من شركات الولايات المتحدة..لكن بعد أشهر من المفاوضات المتوقفة ورفض الصين الرضوخ لمطالب الولايات المتحدة، اتخذت استراتيجية ترامب منعطفاً أكثر عنفا ، وشدد على نظريته بأن البلدين ما هما إلا خصمين اقتصاديين ومنافسين جيوسياسيين، وأيد مبدأ “الفصل السريع بين الدول التي أصبحت تعتمد اقتصاديًا على بعضها البعض”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ أكثر من أسبوع، وصف ترامب نظيره الصيني شي جين بينج بالـ”عدو” وهدد باستخدام سلطات الطوارىء لديه لإجبار الشركات الأمريكية على الخروج من الصين، وزيادة الرسوم، كما أكد مساعدوه أن الأسف الوحيد الذي يبديه الرئيس هو أنه لم يرفع الرسوم أعلى مما هي باتت عليه الآن.
وتابعت أن الأهداف المتضاربة للرئيس ترامب – والتي تمثلت في محاولة جعل الصين مكانًا أكثر عدالة بالنسبة للشركات الأمريكية لممارسة الأعمال التجارية وفي الوقت نفسه يعاقب الشركات التي تعمل هناك – أصبحت تهدد بتحويل ما بدأ كمناوشات محدودة إلى مستنقع باهظ التكاليف وبلا معنى أو هدف يذكر ، فضلا عن وجود قدر ضئيل للغاية بشأن كيفية تراجع الولايات المتحدة أو الصين”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)