خلال مؤتمر صحفي.. الرئيس السيسي يؤكد حرص مصر على تعزيز العلاقات مع بلغاريا وضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، حرص مصر على تعزيز العلاقات مع بلغاريا في كافة المجالات بما يجمع البلدين من علاقات تاريخية ممتدة على مدار أكثر من تسعة عقود شهدت العديد من أوجه التعاون والتنسيق المشترك.
وشدد الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم مع نظيره البلغاري رومن راديف عقب ختام مباحثاتهما بقصر الاتحادية، أهمية تضافر الجهود الدولية ووضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب والتعامل مع مختلف جوانب تلك الظاهرة، بما في ذلك التصدي للجهات والدول الداعمة والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية والمتطرفة.
وأعرب الرئيس السيسي عن خالص تقديره لمواقف بلغاريا المتوازنة إزاء التطورات الجارية في مصر، منوها بأنها تعكس تفهما واضحا لما نواجه من تحديات متصاعدة في خضم الواقع الإقليمي الصعب الذي نعيشه.. وأعلن عن إطلاق مجلس الأعمال المصري البلغاري المشترك كأحد أهم نتائج زيارة رئيس بلغاريا إلى مصر.
من جهته، أكد الرئيس البلغاري، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، ـن مصر وبلغاريا شريكتان في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، مشيدا بجهود مصر في دعم الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال إن بلغاريا تعتز بصداقتها مع مصر وشعبها، مشيرا إلى أن تاريخ مصر وحضارتها موضع تقدير كبير ببلاده”.. موجها ووجه الشكر للرئيس السيسى على دعوته لزيارة مصر وكرم الضيافة.
وشدد على دعم بلغاريا لجهود مصر الرامية إلى تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منوها بأن بلاده تدعم أيضا الجهود المصرية لتوسيع الحوار بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ودول الاتحاد الاوروبى، معربا عن أمله في ان يسود الأمن والاستقرار منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا.
وأوضح أن بلغاريا تقع عليها مسئولية توصيل صوت مصر ووجهة نظرها تجاه القضايا الإقليمية إلى دول الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط تؤثر بشكل كبير عن الاستقرار في دول الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس البلغارى إن مباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسى تناولت التحديات الإقليمية، مشيرا إلى “أنه والرئيس السيسى أكدا على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة تلك التحديات”.
وأضاف أن مصر وبلغاريها لديهما قاعدة تشريعية لاتفاقيات التعاون المشترك، لافتا إلى أن البلدين معنيان بتعزيز وتوسيع التعاون المشترك من خلال الاتفاقيات الثنائية، موضحا أن المباحثات ركزت أيضا على إطلاق مجلس الأعمال المصرى البلغارى المشترك، منوها بأن حجم التبادل التجارى بين البلدين تجاوز مليار دولار.
وأكد الرئيس البلغارى أنه توجد فرص مواتية لزيادة حجم التجارة في ضوء مشاركة 30 شركة بلغارية، إلى جانب شركات مصرية عديدة في مجلس الأعمال المشترك، وتوفر الرغبة في توسيع التعاون الاقتصادى والتجارى، علاوة على بحث إمكانيات التعاون في مجالات الاستثمارات والانتاج المشترك والخروج إلى أسواق ثالثة.
وبين أن مجالات التعاون المواتية بين البلدين تشمل التصنيع العسكرى، مشددا أنه على يقين أن البلدين سيتوصلان إلى عدد من اتفاقيات التعاون المشترك، مشيرا إلى أن المباحثات تناولت أيضا التعاون في مجالات النقل البحرى والسياحة والطاقة، كما نوه بالفرص المواتية لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال السياحة.
وشدد الرئيس البلغارى على أن مصر وبلغاريا مهتمتان بتنويع مصادر الطاقة والتعاون في مجال انتاج السيارات والمعدات الكهربائية، مؤكدا أنهما ستواصلان التعاون في مجالات الثقافة والعلوم والتعليم، موضحا أن التعاون بمجال التعليم يشكل ركيزة للتعاون المشترك بين البلدين.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي:
” فخامة الرئيس/ رومن راديف
رئيس جمهورية بلغاريا، والوفد المرافق
السيدات والسادة،
يسعدني في البداية أن أرحب بفخامة رئيس بلغاريا ضيفاً كريماً في زيارته الأولى لمصر، والتي تأتي تتويجاً لمسار التقارب الذي تشهده العلاقات الثنائية بين بلدينا خلال الأشهر الأخيرة، حيث استقبلتُ في أكتوبر الماضي بالقاهرة رئيس وزراء بلغاريا لبحث سبل الارتقاء بمختلف مجالات التعاون، ونستكمل اليوم تلك المباحثات المثمرة التي تعكس الإرادة القوية لدى الدولتين في المضي قدماً نحو تعزيز أوجه العلاقات الثنائية على شتي الأصعدة لا سيما السياسية والاقتصادية.
كما أود أن أؤكد اعتزازي بما يجمع بلدينا من علاقات تاريخية ممتدة على مدار أكثر من تسعة عقود شهدت العديد من أوجه التعاون والتنسيق المشترك، وهو الأمر الذي يؤكد قناعتنا الراسخة بتعدد فرص وإمكانيات التعاون التي تخدم صالح الشعبين المصري والبلغاري.
وفي هذا الإطار فإنه لمن دواعي سروري أن أعلن عن إطلاق مجلس الأعمال المصري البلغاري المشترك كأحد أهم نتائج زيارة فخامة رئيس بلغاريا إلى مصر، والذي نتوقع أن يكون له مردود إيجابي كآلية أساسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري الذي يتجاوز حالياً حاجز المليار دولار، وهو ما يجعل مصر الشريك التجاري الأول لبلغاريا في أفريقيا والشرق الأوسط.
الحضور الكريم،
لقد عقدنا اليوم جلسة محادثات بناءة، وتطرقنا خلالها لسبل تعزيز العلاقات الثنائية سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، فضلا عن التعاون في إطار المؤسسات والمحافل متعددة الأطراف، كما استعرضنا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد أظهرت هذه المناقشات توافقاً في الرؤي إزاء العديد من التطورات وسبل التعامل مع عدد من الأزمات الراهنة من أجل التوصل إلى حلول سلمية لها، الأمر الذي يؤكد ضرورة استمرار التنسيق والتواصل فيما بيننا دعما لاستقرار منطقتيّ الشرق الأوسط والبلقان.
كما شهد لقائي مع فخامة الرئيس رومن راديف تبادلاً للرؤى حول سبل تعزيز التعاون المشترك والتنسيق الأمني في مواجهة خطر الإرهاب، وقد أكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية في التصدي له والقضاء عليه من جذوره، كما عرضتُ الرؤية المصرية بشأن ضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب للتعامل مع مختلف جوانب تلك الظاهرة، بما في ذلك التصدي للجهات والدول الداعمة والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية والمتطرفة، وتطرقنا أيضا لأزمة المهاجرين غير الشرعيين وسبل معالجتها في إطار من المسئولية المشتركة وتقاسم الأعباء، وأوضحت في هذا السياق الجهود والمسئولية التي تقع على كاهل مصر سواء فيما يتعلق بتأمين حدودها أو استضافتها لأعداد كبيرة من اللاجئين. وأود بهذه المناسبة أن أعرب عن خالص تقديري لمواقف بلغاريا المتوازنة إزاء التطورات الجارية في مصر والتي تعكس تفهما واضحاً لما نواجه من تحديات متصاعدة في خضم الواقع الإقليمي الصعب الذي نعيشه.
وختاماً، أؤكد مرة أخرى اعتزاز مصر بما يجمعها ببلغاريا من روابط تاريخية عميقة، والتي تشكل أساساً قويا للانطلاق بعلاقاتنا الثنائية إلى آفاق أرحب وبما يلبي طموحاتنا المشتركة، كما أود أن أجدد ترحيبي بفخامة رئيس بلغاريا “رومن راديف”، وأشكره على دعوته لي لزيارة دولة بلغاريا الصديقة، وأن أعرب عن خالص اعتزازي بشخص فخامته، وتطلعي للعمل سويا لما فيه صالح بلدينا وشعبينا الصديقين.
وشكراً جزيلاً”.
المصدر: بيان من الرئاسة