يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام أنشطة ثقافية وفنية وفكرية متنوعة، تتضمن متحفا للمخطوطات من مقتنيات مكتبة الأزهر يتجاوز عمر بعضها ألف عام.
ويعرض المتحف مجموعة من أبرز المخطوطات منها مخطوطة (غريب الحديث) لأبي عبيدة القاسم -وهي أقدم مخطوطة في مكتبة الأزهر يرجع تاريخ نسخها إلى العام 311 هجري، ويضم أيضا مصحفا شريفا مرسوما باليد للرسام علي لطفي سنة 1313 هجرية، ويضم في أولى صفحاته مجموعة من المآذن بنقش يمكن قراءته من اليمين ومن اليسار “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وأكثر ما يميز المصحف أن راسمه جمع القرآن الكريم في 19 صفحة فقط.
كما يضم المتحف مخطوطة (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) للقزويني وهي أشهر كتاب إسلامي يتناول الكوزموجرافيا، كما يحتوي على رسومات تخطيطية عديدة للكواكب، وأكثر من 400 منمنمة ولوحة، وأكثر ما يميز هذه المخطوطة مجموعة من الرسوم الملونة، ووضوح هذه الألوان رغم مرور مئات السنين على رسمها، فضلا عما تعنيه من استخدام الإنسان المسلم للصور، وإيمانه بأهميتها في إيصال المعلومات وتوثيقها، وتأكيدها في ذهن القارئ منذ قديم السنين.
ومن بين المخطوطات (هداية أولي البصائر والإبصار إلى معرفة أجزاء الليل والنهار) للمؤلف السجاعي، وهي من المخطوطات المهمة والبارزة التي تهدف إلى تعليم فاقدي البصر كيفية معرفة الأوقات؛ ما يؤكد أن العلماء المسلمين دخلوا عالم الفلك وعلوم الدنيا، وقدموا فيها علمًا تعود فائدته على الجميع.
ويحتوي الجناح أيضا على مخطوطة خاصة برصد مراحل القمر لابن يونس المصري، وقد كان ابن يونس -الذي توفى في عام 399هـ/1009م بالقاهرة- راصدا رفيع المنزلة للظواهر السماوية، وعالما نظريا، وهو ينتمي إلى أسرة اشتهرت بالعلم.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثالث على التوالي- بجناح خاص به في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ انطلاقا من مسئوليته التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر في قاعة التراث بالمعرض رقم “4”، حيث يمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربي، فضلا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
