طالب المشاركون في أعمال الدورة الوزارية السابعة بعد المائة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية ، بتضافر جهود الدول العربية للنهوض بالعمل العربي المشترك وتكثيف الجهود لدعم الاقتصادات العربية وإعادة الإعمار للدول العربية التي تضررت جراء أحداث العنف والإرهاب.
وانطلقت اليوم الخميس أعمال الدورة الوزارية السابعة بعد المائة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية في القاهرة برئاسة موريتانيا.
وفي كلمته، قدم السفير محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، التحية والشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على احتضانه ودعمه للعمل العربي المشترك وبدور مصر التي تحتضن مؤسسات العمل العربي المشترك وتقدم الدعم دائما للدول العربية، مؤكدا ان الرئيس السيسي بدأ يسطر للاقتصاد العربي، وأشاد بالمؤتمر الإفريقي الذي انعقد بشرم الشيخ مؤخرا، مؤكدا أن هذا المؤتمر يؤطر لعلاقات جديدة مع إفريقيا.
وقال الربيع -في كلمته- إن هذه الدورة ستكون محورا للتطلع إلى ما يشهده العالم والتحالفات الاقتصادية والبحث عن مصالح الدول العربية، وشدد على أهمية تحالف الدول العربية لتحقيق تطلعات أبنائها لأنها تمتلك المقدرات لتكون قوة اقتصادية هائلة، وأكد أهمية أن تتم مشروعات إعادة إعمار الدول العربية بالاعتماد على الصناعات والاقتصادات العربية، موضحا ان الاستثمارات العربية بلغت 5ر2 تريليون دولار ما يؤكد أن الدول العربية تتمتع بمناخ استثماري آمن.
ودعا الدول العربية إلى البحث عن تكامل مصالحها الاقتصادية، مشيدا بالمؤتمر الذي انعقد بالمملكة العربية السعودية لتعاون الدول الواقعة على البحر الأحمر مؤخرا، وأكد أن الدول العربية التي تحتاج إلى إعادة الإعمار يجب أن تعتمد على الصناعات العربية.
وشدد الربيع على أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي للوطن العربي من الغذاء والمنتجات الزراعية، ولفت إلى أن معدل الزيادة في سكان الدول العربية يبلع 85ر2% سنويا، وأن تعداد سكان الدول العربية يقترب من 600 مليون شخص، مشيرا إلى أهمية التعامل مع القضايا الاقتصادية بالدول العربية بوعي ومنها قضايا الدعم.
وأشاد بمبادرة الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي الذي تبنى مبادرة المجلس الخاصة بالاقتصاد الرقمي الذي يعتمد على ثورة التكنولوجيا والاعتماد على ثورة العلم لتنمية الاقتصاد العربي داعيا الى ان تكون للدول العربية الريادة المطلوبة لتحقيق نهضة حقيقية تنهض بالإنسان العربي.
وقال إن إسرائيل تتعمد تحقيق مصالحها على حساب الاقتصاد العربي، ودعا إلى دعم الاقتصاد الفلسطيني وضخ الاستثمارات هناك لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
بدوره، قدم الدكتور محمد عبدالواحد المتيمي وزير الصناعة والتجارة اليمني، الشكر والعرفان إلى مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي لما قدمه ويقدمه من دعم لليمن، وأكد أن ما يربط مصر باليمن ضارب في جذور التاريخ وأن البلدين تربطهما علاقات قديمة وأن مصر وقفت إلى جانب اليمن في محنته لاستعادة وحدته وحريته.
وقال الوزير اليمني إن ما تعانيه بلاده أدى إلى تراجعها إلى الوراء لأكثر من 60 عاما وإنها تحتاج أكثر من 100 مليار دولار لإعادة إعمار ما تم تدميره خلال السنوات الخمس المقبلة، واستعرض ما تعرض له اليمن منذ اندلاع ما سمي بـ”ثورات الربيع العربي”، وأوضح أن البداية كانت بثورة سلمية لمدة عام للبحث عن حياة جديدة دون طلقة واحدة حتى وقعت أحداث مارس وأطلقت مبادرة لتجنب الصراع المسلح وحققت النجاح وتم ابرام عقد اجتماعي جديد وتنظيم مؤتمر شامل وصياغة دستور جديد اتفقت عليه جميع الأطراف.
وأضاف أنه عندما تم الاحتكام إلى السلاح لم يستطع اليمنيون السيطرة على الأوضاع ما أدى إلى تضرر أكثر من 22 مليون شخص يمني يحتاجون إلى معونات إلى جانب وجود أكثر من 12 مليون يمني من اللاجئين ونحو 70% من البيوت تحتاج إلى إعادة إعمار.
وتابع أنه تم وضع استراتيجية لإعادة الإعمار وبناء رؤية جديدة ومن هنا تكمن أهمية وجود استراتيجية عربية لإعادة الإعمار في اليمن، مشيرا إلى أهمية وجود دراسة علمية للدول العربية المتضررة من أحداث العنف، وأكد أنها تحتاج إلى مائة تريليون دولار لإعادة الإعمار.
بدوره، ركز رئيس الدورة الحالية للمجلس ودادي ولد سيدي هيبة المندوب الدائم لموريتانيا لدى جامعة الدول العربية -في كلمته- على محورين أساسيين هما الاستراتيجية العربية للاقتصاد الرقمي لأهميتها للعمل العربي المشترك وإعداد الدراسات إلى جانب دراسات إعادة الإعمار للدول العربية التي تعرضت للدمار.
وأشار إلى أهمية دعم القطاع الخاص الذي يتبنى مشروعات إعادة الإعمار بهذه الدول، ودعا إلى أهمية التكاتف بين الدول العربية بالواقع العملي وليس فقط الإطار النظري وأن تكون نتائج هذه الدورة محققة للتطلعات وطموح الشارع العربي.
فيما أعرب فتحي عبد العظيم مستشار وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي وممثل مصر في أعمال الدورة، عن تمنياته أن تخرج هذه الدورة بنتائج ايجابية ليظل المجلس حاضنا للعمل العربي المشترك، وأشار إلى حاجة المجلس لتطوير آلياته لمواكبة التطلعات العربية والنهوض بالعمل العربي المشترك وزيادة التجارة البينية العربية، مؤكدا أن العالم لا مكان فيه إلا للتكتلات الاقتصادية خاصة في مجال الاستثمار.
بدوره، دعا مندوب الأردن حسن العمري إلى تعاون عربي وسوق عربية مشتركة ووحدة اقتصادية مشتركة واستراتيجية عربية لإعادة إعمار الدول العربية المتضررة، وقال إن الأردن يحتضن نحو 3ر1 مليون لاجئ سوري رغم قلة الدعم الدولي مما يرتب عبئا اقتصاديا كبيرا على الأردن.
واعتبر العمري الاتحادات العربية المتخصصة ذراعا مهمة من أذرع المجلس إلى جانب التشارك بين القطاع الخاص العربي، مشيرا إلى وجود نحو 70 اتحادا عربيا متخصصا، ودعا إلى الارتقاء بها وتنشيط دورها وضرورة إخراج قانون عمل الشركات العربية المشتركة بالدول العربية إلى النور للنهوض بالعمل العربي المشترك لهذه الشركات، مشيرا إلى دور الشركات العربية المشتركة في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي.
أ ش ا