أطلقت الولايات المتحدة اليوم الجمعة عشرات من صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية قالت إن هجوما مميتا بأسلحة كيماوية انطلق منها هذا الأسبوع.
وقال مسؤولون أمريكيون إن سفينتين حربيتين أمريكيتين أطلقتا 59 صاروخ كروز من شرق البحر المتوسط على القاعدة الجوية التي تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد ردا على هجوم بالغاز السام في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة يوم الثلاثاء.
وهذا أعنف تحرك أمريكي مباشر حتى الآن في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ست سنوات في خطوة تضع ترامب في مواجهة أكبر أزمة تتعلق بالسياسة الخارجية منذ تنصيبه في 20 يناير كانون الثاني الأمر الذي زاد خطر حدوث مواجهة مع روسيا وإيران أهم داعمين عسكريين للأسد.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم أخطروا القوات الروسية بأمر الضربات الصاروخية قبل حدوثها وإنهم حرصوا على تفادي إصابة جنود روس في القاعدة. وأضافوا أنه لم تقع ضربات على أجزاء من القاعدة كان جنود روس موجودين فيها. لكنهم قالوا إن الإدارة الأمريكية لم تسع لنيل موافقة موسكو.
وقال ترامب وهو يعلن الهجوم من منتجع مار الاجو في فلوريدا حيث كان يجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ “المحاولات السابقة على مدى أعوام لتغيير سلوك الأسد فشلت كلها فشلا ذريعا”.
وأمر ترامب بالهجوم بعد يوم من إلقائه بالمسؤولية على الأسد في الهجوم الكيماوي الذي وقع هذا الأسبوع وأدى لمقتل 70 شخصا على الأقل بينهم كثير من الأطفال في بلدة خان شيخون. ونفت الحكومة السورية مسؤوليتها عن الهجوم.
وانطلقت الصواريخ، وهي من طراز توماهوك، من السفينتين الحربيتين بورتر وروس حوالي الساعة 0040 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة وأصابت عدة أهداف بينها مدرج الطائرات ومحطات للتزود بالوقود في قاعدة الشعيرات الجوية التي تقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها استخدمت لتخزين أسلحة كيماوية.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي بأن الهجوم هجوم “مُفرد” مما يعني أنه من المتوقع أن يكون ضربة واحدة وأنه لا توجد خطط حاليا للتصعيد.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن الضربة لا تعنى تغير السياسة الأمريكية الأشمل بشأن سوريا.
وأضاف قائلا للصحفيين “هذا يدل بوضوح على أن الرئيس مستعد لاتخاذ تحرك حاسم عندما يتطلب الأمر… لن أحاول بأي شكل أن أفسر ذلك بأنه تغير في سياستنا أو موقفنا فيما يتعلق بأنشطتنا العسكرية في سوريا حاليا. لم يحدث تغيير في هذا الوضع.”
المصدر: رويترز