اتهمت روسيا الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية اليوم الخميس بتخريب محادثات السلام في جنيف وذلك بعد يوم من اجتماع مسؤولين بالخارجية الروسية مع ممثلين عن المعارضة في محادثات نادرة لتضييق هوة الخلافات.
والتقى أعضاء في الهيئة التي تحظى بدعم دول غربية وعربية وتركيا مع جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي يوم الأربعاء لبحث ما تقول الهيئة إنها وعود موسكو بوقف إطلاق النار وللضغط على وفد الحكومة السورية.
وأبلغت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية مؤتمرا صحفيا في موسكو قائلة “للأسف نلاحظ بناء على نتائج الأيام القليلة الأولى أن المحادثات تثير مجددا الشكوك بشأن قدرة ممثلي المعارضة السورية على إبرام اتفاق.”
وفي إشارة إلى وفدين معارضين أصغر حجما قالت زاخاروفا “ترفض ما تسمى الهيئة العليا للمفاوضات التعاون بشكل متساو مع منصتي موسكو والقاهرة وتفسد في الحقيقة عملية حوار شامل.”
ورغم إعلان وقف إطلاق النار منذ أواخر ديسمبر برعاية روسيا وتركيا وإيران زاد العنف منذ انطلاق المحادثات قبل نحو أسبوع وبدا أن الأطراف المتحاربة بعيدة عن الدخول في مفاوضات فعلية.
وترى المعارضة أن الانتقال السياسي يعني ضرورة تنحي الأسد. وقالت المعارضة يوم الأربعاء بعد الاستماع للمبعوث الدولي ستافان دي ميستورا إنهم يعتقدون أن روسيا أقنعت مفاوضي الحكومة السورية بأن الانتقال ينبغي أن يدرج في أجندة المحادثات.
ولم يقبل بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة بمناقشة موضوع الانتقال السياسي من قبل.
وتجرى المحادثات وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يحدد أطر عملية انتقال سياسي تشمل خططا لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة وحكما يتسم بالشفافية والمحاسبة.
ويرغب دي ميستورا في وضع القضايا الثلاث في ثلاثة ملفات. وقال دبلوماسيون ومصدر مقرب من الحكومة إن دمشق وافقت على دراسة القضايا الثلاث لكنها طالبت بإدراج ملف رابع عن “الإرهاب”.
وتتردد المعارضة في قبول ذلك خشية أن تستخدمها الحكومة لكسب الوقت وإعاقة المفاوضات.
وقال دبلوماسي غربي كبير “البعض داخل المعارضة قالوا إنهم محبطين للغاية من الاجتماع مع الروس الذين واصلوا … التمسك بموقفهم بأن المعارضة غير موحدة.”
وأضاف “ربما يشعر الروس بالإحباط من أنهم بعد الضغط على السوريين (وفد الحكومة) لن يحصلوا في المقابل على الكثير من المعارضة.”
المصدر: رويترز