نشرت مكتبة كلينتون الرئاسية نصوص بعض الاتصالات الهاتفية والمقابلات الشخصية التي جرت بين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وذكرت محطة “سي إن إن” الأمريكية أن نص الاتصالات والرسائل التي تقع في 532 صفحة احتوت على أحاديث دارت بين الرجلين حول الأزمات السياسية التي كانت مشتعلة خلال فترة وجودهما بالسلطة كما أنها تنُم عن مدى قُرب العلاقة بينهما.
وقالت المحطة الأمريكية إن الاتصالات التي تم نشرها بناءَ على طلب من هيئة الإذاعة البريطانية بموجب مبدأ حرية المعلومات كشفت عن شعور الرئيس الأمريكي الأسبق بالإحباط إزاء صدام حسين ونشر قوات أمريكية في الصومال.
فقد ذكر كلينتون خلال اتصالاته ببلير انه يشعر بالخوف من إرسال قوات أمريكية إلى الصومال متذكرًا كيف أضر التدخل العسكري الأمريكي في الصومال خلال فترة رئاسته الأولى بموقفه السياسي بعد مقتل الأمريكيين هناك. وقال كلينتون إن هذه كانت أسوأ فترة في رئاسته وشبهها بالكابوس ، مشيرًا في اتصال مع بلير إلى أنه يشعر بالمسئولية إزاء سحل أحد الجنود الأمريكيين بالشوارع الصومالية.
كما أشار نص الاتصالات إلى كيفية تفكير كلينتون تجاه العراق حيث أخبر بلير أنه ليس له مصلحة في قتل صدام أو ملاحقته إذ إنه يريد فقط وقف برامج صدام الكيماوية والبيولوجية من المضي قدمًا. وفي اتصال جرى بين كلينتون وبلير في ابريل عام 2000، دار الحديث حول انطباعاتهما إزاء الزعيم الروسي الجديد حينئذ فلاديمير بوتين.
وقد أبلغ بلير خلال اتصال بكلينتون أنه يعتقد أن بوتين يريد أن يرى الولايات المتحدة شريكة لروسيا.
بينما رد كلينتون قائلاً إنه يعتقد أن بوتين رجل لديه كثير من القدرات والطموحات لصالح الروس وان نواياه صادقة ومباشرة وصريحة بصفة عامة غير أنه لم يتخذ قراره بعد.
كما حذر كلينتون من أن بوتين يمكن أن يقمع الديمقراطية ، كما كشف نص الاتصالات عن رؤية كلينتون إزاء تنامي تهديدات الإرهاب الدولي إذ قال في اتصال مع بلير في أغسطس 1998 بعد مقتل 28 شخصًا من جراء تفجير نفذه الجيش الجمهوري الأيرلندي إنه علينا أن نواجه إرهابيين لا علاقة لهم بدول ، مشيرًا إلى تصديه لهجمات تنظيم القاعدة ضد السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا.
وقال كلينتون إنه ربما سنتعامل مع هؤلاء مثل أفلام جيمس بوند القديمة ، مشيرًا إلى أن العالم سيشهد نسخة القرن الحادي والعشرين من هؤلاء. وفيما يتعلق بحادث وفاة الأميرة ديانا، وصف كلينتون في اتصال جرى مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق في الأول من سبتمبر 1997 الحادث بأنه مؤسف ومروع معربًا عن قلقه إزاء نجلي الأميرة الراحلة ويليام وهاري بينما رد بلير قائلاً إن ديانا عاشت حياتها وأخبارها تملأ الصحافة ، مشيرًا إلى أنه سيفتقدها شخصيًا فهي كنجم يسقط من السماء.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )