أعلنت السلطات فى هندوراس أن أعضاء المجلس الوطني للانتخابات الرئاسية في هندوراس سيقومون بإعادة فرز الأصوات .
ويجري التدقيق في نحو 28 ألف تقرير من مراكز الاقتراع تظهر “تناقضات”. وتمثل هذه التقارير نحو 500 ألف صوت، بينما لا يفصل سوى 40 ألف صوت بين رجل الأعمال المحافظ نصري عصفورة، 67 عامًا، المدعوم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومقدم البرامج التلفزيونية الليبرالي سلفادور نصر الله، 72 عامًا.
ويشارك مراقبو الانتخابات من منظمة الدول الأمريكية والاتحاد الأوروبي في ضمان سير العمليات بسلاسة، والتي تُبث على قناة اللجنة الوطنية للانتخابات على يوتيوب. ويتولى الجيش حراسة مقر إعادة الفرز كما أوردت قناة “فرانس 24” الإخبارية الفرنسية.
وقد أثارت عمليات تعليق فرز الأصوات المتكررة، والتي تعزى، وفقًا للجنة الوطنية للانتخابات، إلى مشاكل فنية بسبب الشركة الخاصة المسئولة عن نقل النتائج ونشرها، شكوكًا حول تزوير الانتخابات.
وقد فرضت وزارة الخارجية الأمريكية، قيودا على منح تأشيرة السفر لاثنين من مسئولي الانتخابات في هندوراس، ينتميان إلى حزب “الحرية وإعادة التأسيس” اليساري الحاكم.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية – في بيان أوردته شبكة (إيه بي سي نيوز) الأمريكية اليوم /السبت/ – أنها ألغت تأشيرة القاضي بمحكمة العدالة الانتخابية ماريو مورازان، ورفضت طلب عضو المجلس الوطني للانتخابات في هندوراس مارلون أوتشوا بالحصول على تأشيرة.
وأوضح البيان أن “الولايات المتحدة لن تتسامح مع الأفعال التي تقوض أمنها القومي واستقرار المنطقة”، مشيرا إلى أنه سيتم النظر في جميع التدابير المناسبة لردع أولئك الذين يعيقون فرز الأصوات في هندوراس.
وبعد مرور نحو 20 يوما على إجراء الانتخابات الرئاسية في هندوراس، لم يتم الإعلان عن نتائج نهائية رسمية للتصويت. إذ أجرى مسئولو الانتخابات ، بسبب الفارق الضئيل بين المرشحين المتصدرين للسباق الرئاسي، مراجعة خاصة لـ2792 صندوق اقتراع، أظهرت وجود تناقضات وأخطاء.
ومع فرز 99.85% من الأصوات حتى الآن، تصدر المرشح الرئاسي نصري عصفورة المنتمي للحزب الوطني المحافظ – الذي حظي بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترة ما قبل إجراء الانتخابات – السباق الرئاسي بحصوله على 40.24% من أصوات الناخبين. فيما حل المرشح المنتمي للحزب الليبرالي سلفادور نصر الله ثانيا بحصوله على 39.64%، في حين رفضت ريكسي مونكادا مرشحة حزب “الحرية وإعادة التأسيس” الحاكم – التي جاءت في المرتبة الثالثة بحصولها على نسبة 19.12% من الأصوات – الاعتراف بهذه النتائج.
وفي وقت سابق من الأسبوع، نددت الرئيسة اليسارية، شيومارا كاسترو، بـ”تزوير” النتائج و”تدخل” دونالد ترامب.
ويوم الخميس، أكدت كاسترو مجدداً أن العملية الانتخابية “موضع شك كبير” بسبب “انعدام الشفافية”، وإكراه الناخبين من قبل أفراد العصابات، و”تهديدات” ترامب. ويطالب حزبها، حزب الحرية، بـ”إلغاء كامل” للانتخابات، مستنداً إلى “تدخل” الولايات المتحدة.
وحذر الرئيس الأمريكي من وقوع “عواقب” على هندوراس إذا لم تكن النتيجة في صالح المرشح الذي يدعمه البيت الأبيض.
ورغم دعوات الحشد والمظاهرات والاعتصامات التي فضتها الشرطة، وأجواء التشكك السائدة، فقد خفف بدء “إعادة الفرز الخاصة” من حدة التوتر.
كما عمل رئيس الأركان الجديد، هيكتور فاليريو، على ضمان سير هذه المرحلة الأخيرة سلميًا، مصرحًا يوم الخميس بأنه “سيدعم بحزم ومسئولية إرادة الشعب السيادية” خلال مراسم تغيير القيادة التي تُقام كل عامين.
وبحسب الدستور، أمام المجلس الوطني للانتخابات مهلة حتى ٣٠ ديسمبر، أي بعد شهر من الانتخابات، لإعلان النتائج.
وبينما من المتوقع أن تستغرق إعادة فرز 28 ألف ورقة اقتراع بضع ساعات فقط، وفقًا لما ذكره المدير المشارك للمجلس الوطني للانتخابات، بلاديمير باستيدا، فإن الإعلان الرسمي لن يكون فوريًا.
ويؤكد سلفادور نصر الله أنه بمجرد الانتهاء من “إعادة الفرز الخاصة”، “سيتم فحص التناقضات التي شابت العملية الانتخابية برمتها”، وهو ما يعني، بحسب قوله، فحص 8 آلاف ورقة اقتراع من مراكز الاقتراع.
أ ش أ

