أصبحت آلام الرقبة الناتجة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية من أكثر مشاكل الوضعية شيوعًا في العصر الرقمي المنتشرة بين النساء اللواتي يجمعن بين أدوار متعددة ويقضين ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية.
وترتبط آلام الرقبة عادة بالصداع وتيبس أعلى الظهر، ويلاحظ الأطباء أن الجلوس لفترة طويلة بهذه الوضعية المنحنية للأسفل قد تؤثر أيضًا على الأنسجة الحساسة في الرقبة، بما في ذلك الغدة الدرقية.
وأشارت الدراسات إن آلام الرقبة الناتجة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية من النساء بشكل خاص تؤثر على الغدة الدرقية، لأن الغدة الدرقية تقع في الجزء السفلي الأمامي من الرقبة ومحاطة بالعضلات والأعصاب والأوعية اللمفاوية والدموية، فعندما يميل الرأس للأمام باستمرار بزاوية تتراوح ما بين 45 و60 درجة أثناء النظر إلى الشاشات، يزداد الضغط على عضلات الرقبة بشكل ملحوظ، ومع مرور الوقت قد يسبب هذا الإجهاد الميكانيكي التهابًا وتشنجًا عضليًا وضعفًا في الدورة الدموية في هذه المنطقة.
ويعتقد الأطباء أن التغيرات الفسيولوجية الثانوية قد تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية بطرق غير مباشرة، لأن وضعية انحناء الرقبة المزمنة قد تسبب شدا في العضلة القصية الترقوية الخشائية والعضلات الأخمعية في عضلة مزدوجة وكبيرة تقع في الطبقات السطحية من جانبي العنق، مما يعيق تصريف الدم الوريدي وتدفق الدم الشرياني إلى الغدة الدرقية وقد يؤثر ضعف الدورة الدموية على نشاط الغدة أو يعيق نقل الهرمونات بكفاءة.
و بالنسبة للنساء اللواتي لديهن بالفعل استعداد أكبر لاضطرابات الغدة الدرقية بسبب التقلبات الهرمونية والحمل وتغيرات ما بعد الولادة وأمراض المناعة الذاتية، قد يُساهم هذا الضغط الإضافي في اختلال التوازن ومن العوامل الأخرى، فالجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات قد يؤدي إلى تهيج الأنسجة الموضعي واحتقان الجهاز اللمفاوي.
ويشير بعض أطباء الغدد الصماء إلى أن الإجهاد الميكانيكي المستمر قد يفاقم مشاكل الغدة الدرقية الموجودة مسبقًا، مثل قصور الغدة الدرقية تحت السريري أو التهاب الغدة الدرقية أو الأمراض العقدية، ورغم أن الأدلة لا تزال قيد التطور، إلا أنها تساهم في فهم أوسع لكيفية تفاعل عادات نمط الحياة مع صحة الغدد الصماء.
كما أن الإجهاد يلعب دورًا حاسمًا و يؤدي الإفراط في استخدام الشاشات وسوء الوضعية إلى تحفيز الجهاز العصبي الودي، مما يرفع مستويات الكورتيزول، ومن المعروف أن الإجهاد المزمن يخل بتوازن هرمونات الغدة الدرقية، وقد تسبب النساء اللواتي يقضين ساعات طويلة في العمل على الأجهزة الإلكترونية دون فترات راحة كافية، دون علمهن، حلقة مفرغة من الإجهاد البدني والاضطرابات الهرمونية.
ويؤكد الأطباء أن الهدف ليس إثارة الذعر بل التوعية ويمكن تصحيح آلام الرقبة الناتجة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية بتعديلات بسيطة وهى الآتي:
-الحفاظ على وضعية مستقيمة.
- رفع الأجهزة إلى مستوى النظر
-استخدام كراسي مريحة.
- ممارسة تمارين التمدد كل 30-40 دقيقة وتقوية عضلات الرقبة والظهر والكتفين.
-بالنسبة للنساء المصابات بمشاكل في الغدة الدرقية، فإن دمج تحسين وضعية الجسم في الروتين اليومي يسهم في تحسين التوازن الهرموني والسيطرة على الأعراض.
-ينصح بإجراء فحص سنوي للغدة الدرقية للنساء اللواتي يتعرضن للأجهزة الإلكترونية بكثرة وخاصةً من يعانين من التعب، وتقلبات الوزن، وتساقط الشعر، وعدم انتظام الدورة الشهرية، أو آلام الرقبة المستمرة.
المصدر: وكالات

