أظهرت بيانات صادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية هذا الأسبوع تراجع الإيرادات الشهرية المحصلة من الرسوم الجمركية للمرة الأولى منذ فرض التعريفات الجديدة مطلع العام، ما يشير إلى أن عائدات الولايات المتحدة في ظل نظام الرسوم الحالي ربما بلغت ذروتها في أكتوبر.
ومنذ أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل تعريفات جمركية واسعة النطاق، وُصفت ب”يوم التحرير”، سجلت إيرادات الرسوم اتجاهاً تصاعدياً، حيث بلغ إجمالي ما تم تحصيله من يناير حتى نوفمبر نحو 236.15 مليار دولار، مقارنة بـ72.1 مليار دولار خلال الفترة نفسها من عام 2024، وفقا لصحيفة “فايننشال بوست”.
غير أن شهر نوفمبر شهد أول انخفاض شهري، إذ بلغت الإيرادات 30.76 مليار دولار، مقابل 31.35 مليار دولار في أكتوبر.
ويأتي ذلك بعد إعلان ترامب في 13 نوفمبر خفض الرسوم على نحو 12 سلعة غذائية، من بينها القهوة واللحوم والطماطم والموز، استجابة لتزايد استياء المستهلكين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكاليف المعيشة. وبلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة 3 في المئة في سبتمبر، وفق أحدث بيانات متاحة في ظل الإغلاق الحكومي.
ولا تزال الرسوم الجمركية مفروضة على واردات من دول عدة، فيما بدأت آثار الحرب التجارية بالظهور في المؤشرات الاقتصادية. وبحسب لجنة الاقتصاد المشتركة في الكونجرس، كلفت الرسوم الأسرة الأميركية المتوسطة نحو 1200 دولار منذ تولي ترامب الرئاسة. وأرجع رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تجاوز التضخم المستهدف إلى ضرائب الاستيراد، متوقعاً تراجعه في النصف الثاني من عام 2026، بعد خفض الفائدة إلى نطاق 3.5 3.75 في المئة.
وفي سياق متصل، أعلنت الإدارة الأميركية حزمة دعم بقيمة 12 مليار دولار للمزارعين، لمواجهة تداعيات مقاطعة الصين لفول الصويا الأميركي، في وقت أسهمت فيه إيرادات الرسوم بخفض عجز الموازنة إلى 173 مليار دولار الشهر الماضي، مقارنة بـ367 ملياراً قبل عام.
المصدر : أ ش أ

