فاينانشيال تايمز: ترامب يدافع عن سياساته الاقتصادية قبل انتخابات الكونجرس وسط شكاوى من ارتفاع الأسعار
ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) اليوم ، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سعى إلى طمأنة الأمريكيين بشأن صحة الاقتصاد خلال تجمع انتخابي؛ بالتزامن مع استعداد في الجمهوريين لمعركة صعبة للحفاظ على سيطرتهم على الكونجرس خلال انتخابات منتصف الولاية العام المقبل.
وخلال كلمة له في شمال شرقي بنسلفانيا، قال ترامب “إن سياساته الاقتصادية – بما في ذلك فرضه تعريفات جمركية واسعة على الواردات – تؤدي إلى خلق وظائف، وتعزيز سوق الأسهم، وجذب المزيد من الاستثمارات إلى الولايات المتحدة.. وأنه لا أولوية لديه أهم من جعل أمريكا ميسورة التكلفة مجددا”.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن نمو الوظائف تباطأ خلال الولاية الثانية لترامب، فيما ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى في أربع سنوات، وظلت أسعار المستهلك مرتفعة ورغم ذلك، عاد النمو الاقتصادي للارتفاع قليلا بعد انكماش سجله في الأشهر الأولى من العام.
وقد نسب ترامب لنفسه الفضل في خفض أسعار البنزين والطاقة والبيض، بينما ألقى باللوم على سلفه الديمقراطي جو بايدن في ارتفاع أسعار سلع أخرى، رغم مرور نحو عام على توليه المنصب، كما كرر ترامب اتهامه للديمقراطيين بأنهم يصنعون أزمة تكلفة المعيشة لأهداف سياسية، لكنه أقر بأن “الأسعار مرتفعة”.. مشيرا إلى أن تأثير سياساته قد يحتاج وقتا ليلمس: “لدينا وقت طويل”، على حد قوله، ولفت إلى أن أمامه ثلاث سنوات متبقية في ولايته، وقد شهدت كلمة ترامب مبالغة كبيرة في تقييمه لأداء الاقتصاد.
وأظهر استطلاع جديد، ارتفاع نسبة الموافقة على أداء ترامب إلى 41%، بعد تراجعه عن بعض التعريفات على واردات غذائية وتوسيع حديثه عن مكافحة التضخم.. لكن نسبة الرضا عن طريقة تعامله مع تكلفة المعيشة لم تتجاوز 31%.
وتشير البيانات إلى أن التضخم السنوي، الذي سجل أدنى مستوى له في أربع سنوات عند 2.3% في أبريل، عاود الارتفاع منذ ذلك الحين، وبلغ في سبتمبر 3.0%، الأعلى منذ يناير، وبمستويات تفوق أي فترة في ولاية ترامب الأولى.
ورغم تحذيرات الاقتصاديين في بداية ولايته، فإن تأثير تعريفاته الجمركية على التضخم لم يكن كبيرا كما كان متوقعا، إذ توزعت كلفتها بين المنتجين الأجانب والمستوردين والمستهلكين الأمريكيين.
وسارع ترامب إلى الإشارة إلى تراجع أسعار البيض والبنزين عن ذروتها، لكن بيانات حكومية حديثة تظهر ارتفاعات في سلع أخرى كلحم البقر والموز والقهوة والبنزين الذي كان أقل بـ 30 إلى 50 سنتا للجالون مقارنة بعام 2024، لم يعد اليوم سوى أقل ببضعة سنتات فقط.
وأقيم التجمع في الدائرة الثامنة في بنسلفانيا، وهي منطقة تنافسية يراها الجمهوريون حاسمة للحفاظ على أغلبيتهم في انتخابات 2026.
ومن المتوقع أن يجري ترامب ومسؤولون آخرون مزيدا من هذه الفعاليات العام المقبل؛ وفق ما نشرته الصحيفة البريطانية.
وقبل خطاب ترامب، عبر عدد من سكان المنطقة عن استيائهم من ارتفاع أسعار السلع الأساسية؛ وقال روبرت ستيوارت (70 عاما)، وهو مستقل: “الأسعار ارتفعت 20 إلى 30% في عهد ترامب.. ترامب يعمل لمصلحة نفسه فقط، وهذا مؤسف”، مضيفا أنه لن يصوت لأي مرشح جمهوري مرتبط بترامب.
أما بوب جواريني (56 عاما)، وهو جمهوري حضر التجمع، قال إن مجتمعه “يشعر بالألم” بسبب ارتفاع الأسعار، لكنه يرى أن سياسات ترامب بدأت تحسن الوضع، قائلا “عليه الاستمرار في إظهار أن الأسعار تنخفض”.
المصدر: أ ش أ

