وتحت عنوان ” فرصة إسرائيل الذهبية ” نقرأ مقال على قباجة بصحيفة الخليج الإماراتية .. يقول المقال إن إسرائيل لا زالت تتمسك بوصف نفسها بأنها في أتون حرب وجودية، بعدما أشعلت عدة جبهات بعد السابع من أكتوبر 2023، إذ ترى أن هذا التاريخ وتداعياته يعد تحولاً استراتيجياً يمنحها الفرصة الذهبية لإعادة تشكيل المنطقة كما تريد.
وأشارت الصحيفة أن هذا الواقع من منظورها منطقي جداً، إذ إن تل أبيب رأت أن هذه الحروب لن تمر مرور الكرام، ولا بد أن يُبنى عليها لتحقيق أهداف كبرى لم تكن تحلم بتحقيقها سابقاً، وهي توسيع رقعتها وإضعاف أعدائها إلى الحد الأقصى، واستخدام سياسة الضرب المتواصل بلا مدى، منعاً لإعادة التوازنات التي كانت قائمة قبل عامين.
وأشارت الصحيفة إن إسرائيل تمد أذرعها إلى ما تصل إليه أعينها، فهي تتطلع إلى تغيير الجغرافيا والديمغرافيا في محيطها الأقرب، الضفة الغربية وغزة وسوريا ولبنان. ففي القطاع، شنت إبادة وأعلنت صراحة ولا تزال تعلن نيتها تهجير سكانه، كما أنها تقصف كلما ارتأت ذلك، دون أدنى التزام أو اعتبار لاتفاقيات أو ضامنين أو ظروف إنسانية بائسة، فضلاً عن قضمها أكثر من نصفه رغم كثافته السكانية الأعلى عالمياً. أما في الضفة، فعمليات الإعدام الموثقة للسكان، وإطلاق يد المستوطنين بدعم الجيش، وإعلان المخططات الاستيطانية الكبرى، خير شاهد على نوايا العزل والتضييق لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة.
أما على مستوى الإقليم، فإن إسرائيل تواصل تمددها في سوريا، وقد أصبح جيشها قاب قوسين أو أدنى من دمشق تحت ذرائع «الأمن». بل إنها تضع شروطاً تعجيزية على حكومة دمشق، وتتدخل وكأن لها «الجمل بما حمل» في هذا البلد. ويواصل نتنياهو تصريحاته، وآخرها قوله إن ما تتوقعه إسرائيل من الجانب السوري هو إقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد من دمشق حتى المنطقة العازلة في الجولان. لكن ترامب، ورغم دعمه الثابت والعميق لإسرائيل، فإنه وجه تحذيراً للحكومة الإسرائيلية من اتخاذ أي إجراءات قد «تعوق مسار الانتقال السياسي في سوريا»، في محاولة منه لكبح جماحها وحمايتها من ردود فعل قد تقلب الحسابات الإسرائيلية وتحول مكاسبها إلى خسائر.
وكذلك تشن إسرائيل الغارات، وتحتل مناطق، وتتوعد باستئناف عملياتها في لبنان والعودة إلى الحرب مع إيران، إذ إنها عازمة على تغيير الوقائع لمصلحتها بشكل نهائي، بما يضمن لها البقاء مدة طويلة من دون تهديد حقيقي وحاسم. فهذه الظروف قد لا تتكرر لاحقاً بهذه الكيفية من ضعف خصومها، بما يتيح لها تحقيق أهدافها.
واختتمت الصحيفة بأن إسرائيل لن تتوقف إلا في حالتين، أولاهما، وهو الأهم، ضغط عالمي، لمنعها من مواصلة طموحاتها التدميرية للفلسطينيين والمحيطين بها، إذ إن ما تقوم به ليس ردود أفعال بقدر ما هو توسع أبدي تحت قوة السلاح. وثانيتهما، تفاعلات داخلية في إسرائيل قد تطيح الحكومة اليمينية الحالية لمصلحة حكومة أقل تشدداً، وهذا مستبعد راهناً في ظل معارضة ضعيفة، ومجتمع ينسجم بمعظمه مع توجهات نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.
المصدر : الخليج

