أكد الدكتور بدر عبدالعاطي وزيرالخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج أن مسار تعزيز العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي يمضى بشكل متميز..مشيدا بعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم /الخميس/ مع حاجة لحبيب المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات.
ورحب الوزير عبدالعاطي – في مستهل المؤتمر – بالمسئولة الأوروبية والوفد المرافق خلال زيارتهم الحالية إلى مصر..واصفا المباحثات التي عقدت اليوم مع المفوضة الأوروبية بانها “بناءة”.. مشيرا إلى أن المباحثات عكست خصوصية العلاقات التي تجمع بين مصر والاتحاد الاوروبي والتي تم ترفيعها الى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة.
وأشار وزير الخارجية في هذا الصدد إلى القمة الأولى بين مصر والاتحاد الاوروبي والتى عقدت قبل أسابيع بالعاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وقال الوزير عبدالعاطي : إنه حرص اليوم على مناقشة العديد من الملفات حول العديد من القضايا خاصة فى المجالات الإنسانية خاصة الأوضاع الإنسانية الكارثية في غرة وكذا الأوضاع في السودان بالإضافة إلى الأزمات الأخرى في سوريا والمنطقة العربية والأفريقية.
وأكد الدكتور بدر عبدالعاطي وزيرالخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج على الأعباء الجسيمة التي تتحملها مصر نتيجة للأزمات الجيوسياسية بالمنطقة ؛ إذ تمثل ظاهرة الهجرة غير الشرعية تحدياً مشتركا للجانبين المصري والأوروبي..منوها بالمقاربة التى تتبناها مصر على هذا الصعيد والتي تنطلق من ضرورة التعامل مع تلك الظاهرة من منظور شامل وبما يؤكد على أهمية معالجة هذه القضايا والأزمات من جذورها.
ونوه وزير الخارجية – خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده اليوم مع حاجة لحبيب المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات – بأهمية الدور المصري خاصة وأنه لم يخرج قاربا واحدا يحمل على متنه مهاجرين غير شرعيين من الموانىء المصرية منذ شهر سبتمبر 2016.. موضحا أنه تم الاتفاق فى هذا الصدد على أهمية تعزيز التعاون خلال الفترة القادمة لفتح مسارات قانونية للهجرة النظامية.
وقال الوزير عبدالعاطي : إنه أحاط المفوضة الأوروبية علماً بكل الأعباء التي تتحملها مصر نتيجة لاستضافة أكثر من 10 ملايين لاجىء وأهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليين فى تقاسم وتخفيف هذه الأعباء.
وقال الدكتور بدر عبدالعاطي وزيرالخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج : إنه تناول مع المسئولة الأوروبية أيضا الأوضاع المأساوية والكارثية في السودان وتداعياتها على دول الجوار والجهود المخلصة التي تقوم بها مصر لوضع حد لهذه الحرب المدمرة لمقدرات الشعب السوداني وما نبذله من جهود في إطار الرباعية الدولية في هذا الشان.
وأضاف وزير الخارجية – خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده اليوم مع حاجة لحبيب المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات – أنه حرص على إحاطة المفوضة الأوروبية علما بما بكل هذه التطورات والأهمية البالغة للحفاظ على المؤسسات الوطنية للدولة السودانية وفي القلب منها المؤسسة العسكرية السودانية..مشدداً على ضرورة معالجة الأوضاع الكارثية في دارفور على ضوء الجرائم التي ارتكبت عقب سقوط الفاشر.
وتابع : “تم أيضا الحديث عن الأهمية البالغة لإنشاء مقرات آمنة في غرب السودان في دارفور حتى تكون ملاذاً آمنا ومؤمنا للأشقاء السودانيين الذين هربوا من ويلات المجازر التي ارتكبت في حقهم عند سقوط الفاشر”.. موضحا أنه تم أيضا مناقشة الأهمية البالغة للتعزيز نفاذ المساعدات من خلال ممرات إنسانية آمنة في السودان مع الاحترام الكامل لسلامة السودان وسيادته الكاملة.
وأشار وزير الخارجية إلى أنه تم ادانة الفظائع التي ارتكبت في الفاشر .. مشيدا باهتمام مفوضة الاتحاد الأوروبي حاجة لحبيب بمستجدات الأزمة السودانية..موضحا أنه تم أيضا بحث العديد من الأزمات الإنسانية في المنطقة وبصفة خاصة الأوضاع في سوريا ولبنان والأزمات التي تمر بها القارة الأفريقية.
ومن جانبها .. قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات حاجة لحبيب : ان المباحثات مع الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج تركزت على العديد من الموضوعات وعلى رأسها الأوضاع في غزة والسودان .. مشيرة إلى أن هناك الملايين ممن فقدوا أرواحهم ونزحوا من أراضيهم..مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي أكبر مانح في مجال المساعدات الإنسانية.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي : إن مصر فتحت ذراعيها لآلاف الفلسطينيين الذين تأثروا بالحرب الضروس وقدمت لهم الإغاثة والعلاج، من بينهم 30 ألف طفل .. مؤكدة أن مصر صاحبة الدور الرائد في المساعدات الإنسانية.
وأعربت عن شكرها وتقديرها لمصر على تقديم المساعدات للفلسطينيين منذ اندلاع الحرب .. مشيرة إلى أن مكتب الاتحاد الأوروبي في غزة تم إغلاقه على وقع الحرب وهناك ضرورة لتوفير الدعم للشعب الفلسطيني.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي إنها ستقوم بزيارة إلى الجانب المصري من معبر رفح لمتابعة جهود إدخال المساعدات الإنسانية.. مؤكدة ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن ادخال المساعدات.
وأضافت لحبيب : “بعد انتهاء الحرب يجب أن تكون هناك عملية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار التي تمهد الطريق لتطبيق حل الدولتين” .. مشددة على ضرورة تضافر الجهود الدولية لذلك.. مشيرة إلى انخراط الاتحاد الأوروبي في تقديم الدعم لـ600 ألف فلسطيني يحتاجون الإغاثة حيث خصص 220 مليون يورو لدعم الشعب الفلسطيني.
وشددت مفوضة الاتحاد الأوروبي على أن الأمر الأكثر أهمية هو انفاذ الإغاثة دون عوائق عبر معبر رفح خاصة أن وصول المساعدات منصوص عليه في خطة السلام.
وبشأن الوضع السوداني .. قالت لحبيب : “إن ما يحدث في السودان أسوأ أزمة انسانية في العالم، حيث يعاني نصف الشعب السوداني من أزمة انسانية حادة”.. مضيفة : إن ما يقوم به الدعم السريع في الفاشر مذبحة وليست حربا وقد أدنا هذه الجرائم”.. مشددة على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية ووقف اطلاق النار.
وأكدت أن مصر تعمل منذ بداية الأزمة السودانية على وقف إطلاق النار وتقديم الدعم الانساني للسودانيين..مشيرة إلى أن نصف اللاجئين في مصر سودانيين من بينهم أطفال ونساء..مثنية على الجهد المصري لتوفير المأوى والمساعدات الإنسانية والطبية لملايين السودانيين..قائلة :”إن مصر تعول على الاتحاد الأوروبي وأيضا الاتحاد يعول على مصر في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين”.
ورداً على سؤال حول رؤية مصر إلى فرص نجاح دعوة التي أطلقها الرئيس الأمريكي لوقف التصعيد بالسودان.. قال وزيرالخارجية : “إننا نرحب ترحيباً كاملاً بانخراط الرئيس دونالد ترامب بشكل مباشر في الأزمة السودانية .. لقد سبق وأن طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي من الرئيس ترامب شخصياً خلال اللقاء الذي تم في مدينة السلام في مدينة شرم الشيخ أن ينخرط (ترامب) في هذه الأزمة ، ورحبنا باعلانه في هذا الشأن بعد لقائه مع الأمير محمد بن سلمان ، وبالتالي نأمل في أن يؤدي هذا الانخراط المباشر إلى وضع حد لهذه الكارثة التي تحدث في السودان”.
وأعرب عبدالعاطي عن الأسف لأن هذه الأزمة أصبح يطلق عليها الأزمة المنسية .. قائلا : “لا أحد في المجتمع الدولي يهتم رغم أنها أكبر كارثة انسانية موجودة الآن على وجه البسيطة”..معربا عن الأمل في أن يؤدي هذا الاهتمام والانخراط الأمريكي المباشر إلى وضع كافه الأطراف المعنية أمام مسؤولياتها وأن يتم وضع حد لهذه الجرائم والأعمال التي ترتكب بحق المدنيين وأن يؤشر ذلك إلى توفير البيئة المناسبة لتنفيذ إعلان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر 2025 “بحيث نتحرك في اتجاه الهدنة الإنسانية ووقف اطلاق النار وبدء العملة السياسية الشاملة التي لا تقصي أحداً”.
أ ش أ

