تصاعد التوتر بين كاراكاس وواشنطن موضوع ناقشته صحيفة نيويورك تايمز اليوم .. حيث طرحت سؤال محوري : هل يمتلك مادورو شبكة حلفاء تستطيع مساعدته عسكريًا إذا اندلع صدام مباشر؟
ورغم أن فنزويلا نسجت على مدى عقدين شبكة من العلاقات مع خصوم الولايات المتحدة، من روسيا والصين إلى إيران وكوبا، فإن قدرة هذه القوى على التدخل العسكري الحقيقي تبدو أدنى بكثير من قدرتها على إطالة عمر النظام أو رفع تكلفة إسقاطه ، بحسب صحيفة نيويورك تايمز
وقد استثمرت كاراكاس مليارات الدولارات في تسليح قواتها عبر صفقات مع روسيا، والحصول على التكنولوجيا الأمنية من الصين، والاستفادة من المهندسين الإيرانيين والخبراء الكوبيين.
هذه العلاقات منحت مادورو شبكة دعم في أوقات الأزمات ، خصوصًا حين تخلّى المقرضون الغربيون عن فنزويلا.
فالصين مثلاً وفرت عشرات المليارات من القروض خلال حقبة تشافيز ومادورو، ولا تزال حتى اليوم تشتري معظم النفط الفنزويلي، ما يجعلها الشريان المالي الأهم للنظام.
أما الروس، فدورهم كان أساسيًا في الحفاظ على صادرات النفط، وتوفير منظومات عسكرية حديثة مكّنت الجيش الفنزويلي من إظهار قوة ردع نسبية.
إلا أن القيمة الاستراتيجية لفنزويلا تراجعت في نظر هذه الدول مع انهيار اقتصادها منذ عام 2014، وتحوّلها إلى شريك مرهق ماليًا وسياسيًا.
ومع انشغال موسكو في أزمات عسكرية واقتصادية متصاعدة، وتقليص إيران لكثير من نشاطها الخارجي بسبب الضغوط، وتدهور الوضع الاقتصادي في كوبا، تقلصت قدرة هذه الدول على تقديم دعم ميداني حقيقي.
حتى الخطوات الروسية الأخيرة، مثل توقيع “معاهدة شراكة استراتيجية” وهبوط طائرات شحن في كاراكاس، بدت أقرب إلى رسائل سياسية رمزية وليست مؤشرات على دعم عسكري نوعي.
ويؤكد محللون روس أن هامش قدرة موسكو على التدخل محدود للغاية، معتبرين أن “فنزويلا في نهاية المطاف بمفردها”.
وخلصت الصحيفة إلى أن الحلفاء قد لا يمتلكون استعدادًا أو قدرة لتغيير ميزان القوة عسكريًا، لكنّهم لعبوا دورًا حاسمًا في منع سقوط مادورو داخليًا.
المصدر: وكالات أنباء

