أكدت صحيفة الخليج الإماراتية فى افتتاحيتها أنه بينما ترفض إسرائيل تنفيذ القرار 1701، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، أو الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلتها، وتواصل اعتداءاتها اليومية براً وبحراً وجواً، ظهرت حركة استيطانية تدعى «أوري تسافون» تدعو إلى الاستيطان في جنوب لبنان، ونشرت خريطة عرضت فيها أراضي وعقارات للبيع، تحدد فيها مواقع هذه العقارات بدءاً من منطقة جنوب نهر الليطاني عند نقطة القاسمية وصولاً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشمل أربع مدن رئيسية، هي صور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا وكل القرى التابعة لها.
وقالت الصحيفة إن الحركة الاستيطانية دعت المستوطنين «للتوجه شمالاً»، على أن يبدأ سعر الأراضي من 300 ألف شيكل، أي ما يعادل نحو 80 ألف دولار.
ورغم أن هذه المحاولة ليست جديدة، إلا أن المتابعين للمخططات الإسرائيلية المرتبطة بمشروع «إسرائيل الكبرى» الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً في استثمار لنتائج الحرب على غزة ولبنان، لا يستبعدون أن يكون تحرك الحركة الاستيطانية له علاقة مباشرة بهذا المخطط، ويلقى تأييداً من جانب القيادة الإسرائيلية، إذ سبق لهذه الحركة أن نشرت إعلاناً مشابهاً في 29 سبتمبر 2024 تحت عنوان «حان الوقت للحصول على منزل في لبنان»، معلنة تأسيس حركة الاستيطان في جنوب لبنان التي أنشأتها مجموعة تدعى «إسرائيل سوكول».
يذكر أن مجموعة من المستوطنين من منظمة «عوري تسافون» كانت عبرت الحدود اللبنانية قبل فترة ونصبت خياماً قرب بلدة مارون الراس اللبنانية الحدودية كمقدمة لإقامة مستوطنة، حيث زعموا أن مارون الراس كانت تسمى «مي ماروم» في الماضي، و«كانت أرضاً عبرية قديمة عاش فيها كهنة، وسنعود إلى الأماكن التي عاش فيها اليهود في لبنان».
وقالت منظمة «عوري تسافون» التي تعني «أيقظوا الشمال» على موقعها، إن ست عائلات يهودية وصلت إلى جنوب لبنان للاستيطان فيه، ونصبوا الخيام وزرعوا أشجار الأرز.
ووفقاً لصحيفة «مافور ريشون» فإن المؤتمر الأول لمجموعة من المستوطنين عقد في 22 يونيو/ حزيران الماضي تحت شعار «نماذج ناجحة للاستيطان من الماضي، ودروس من جنوب لبنان»، مثّل تدشيناً لقيام منظمة «عوري تسافون»، وإن المؤتمر عقد بهدف «احتلال جنوب لبنان حتى نهر الليطاني وتوطين اليهود فيه». وقد تحدث في المؤتمر حاجي بن أرتسي شقيق سارة زوجة نتنياهو الذي زعم قائلاً «لسنا متطرفين، والحدود بين إسرائيل ولبنان مصطنعة، والجليل يمتد إلى الليطاني»!
يذكر أن شعار حركة «عوري تسافون» هو شجرة الأرز اللبنانية داخل نجمة داوود السداسية، وتحتها كتب «حركة الاستيطان في جنوب لبنان باسم يسرائيل سوكول».
هل حركة الاستيطان باتجاه جنوب لبنان تعتبر جزءاً من حرب نفسية وضغط سياسي كما يقول البعض»؟ أم هي ضغط فعلي على أهالي الجنوب للهجرة شمالاً وترك أرضهم كي تصبح خالية وسهلة الهضم بالنسبة للمستوطنين؟
ما يجري هو كل ذلك، فإسرائيل تحاول منع أهالي الجنوب من العودة إلى قراهم، وتمنع إعادة إعمارها، وتستهدف الآليات والجرافات التي تقوم بإزالة ركام المنزل، وتواصل توجيه الإنذارات لهم بإخلاء قراهم، ما يدل على أن هناك نية مبيتة لإخلاء الجنوب من أهله الذين يتمسكون بأرضهم، ويرفضون الإذعان لكل المخططات الإسرائيلية.
واختتمت الصحيفة بأن ما يجري هو تحرك استيطاني إسرائيلي واضح المعالم، ويحمل خطورة سياسية وأمنية لا يمكن الاستهتار بها، إذ إن هذه الحركة الاستيطانية هي جزء من مشروع إسرائيلي قديم، وهو عدوان صريح وفق كل المفاهيم القانونية الدولية، لأنه يستبيح أرضاً للبيع والاستثمار والاستيطان لها أصحابها الذين لن يتنازلوا عنها.
المصدر : وكالات

