حذرت طبيبة أمريكية من خطورة ملامسة إيصالات التسوق الورقية التي يحصل عليها المستهلكون بعد دفع الفواتير، مشيرة إلى أنها قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة يمكن أن تُسبب أضراراً صحية خطيرة عند امتصاصها من خلال الجلد.
وقالت الدكتورة تانيا إليوت، وهي أخصائية في الطب الباطني من مدينة نيويورك، في تصريحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن معظم إيصالات الشراء المطبوعة على الورق الحراري تحتوي على مواد تُعرف باسم بيسفينول أ (BPA) أو بيسفينول إس (BPS)، وهما من المركبات الكيميائية التي تؤثر على توازن الهرمونات في الجسم وتُعرف بقدرتها على التسبب في اضطرابات هرمونية خطيرة.
وأوضحت الدكتورة إليوت أن هذه المواد تُمتص بسهولة من الجلد إلى مجرى الدم، مما يجعل ملامسة الإيصالات خطراً حقيقياً، خصوصاً إذا تكررت عملية التعرض لها بشكل يومي. وأضافت أن مادة بيسفينول تُعد من أكثر المواد شهرة في ما يُعرف بملوثات الغدد الصماء، حيث يمكن أن تؤثر على الخصوبة وتزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
وأشارت إلى أن الكثير من الناس يعتقدون أن الخطر من مادة BPA يأتي فقط من عبوات المياه البلاستيكية أو حاويات الطعام، إلا أن الإيصالات الورقية تُعد مصدراً غير متوقع للتعرض لهذه المادة، وغالباً ما تكون مستوياتها فيها أعلى بكثير من غيرها.
وأظهرت دراسات علمية حديثة، أجرتها جامعة ميسوري الأمريكية، أن امتصاص الجسم لمادة بيسفينول يزيد بشكل كبير إذا تم استخدام منتجات العناية بالبشرة مثل معقم اليدين أو واقي الشمس قبل لمس الإيصالات، لأن تلك المنتجات تجعل الجلد أكثر نفاذية.
وحذرت الطبيبة من أن التعرض المتكرر حتى لكميات صغيرة من هذه المواد يمكن أن يؤدي إلى تراكمها في الجسم مع مرور الوقت، ما قد يسبب مشكلات صحية طويلة الأمد.
وأكدت أن هذه الأوراق يمكن التعرف عليها بسهولة لأنها تفقد لونها أو يتلاشى الحبر المطبوع عليها بعد فترة قصيرة، كما أن لمسها أحياناً يترك مسحوقاً أبيض على الأصابع، وهو في الغالب مادة بيسفينول ذاتها.
وللوقاية من هذه المخاطر، أوصت الدكتورة إليوت بضرورة تقليل التعامل مع الإيصالات الورقية قدر الإمكان، وتفضيل الإيصالات الرقمية عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية. كما نصحت بغسل اليدين مباشرة بعد لمس الإيصالات، وتجنب استخدام معقم اليدين قبل ذلك لأن الكحول الموجود فيه يساعد على امتصاص المواد الكيميائية بشكل أسرع.
من جانبه، دعا أحد الخبراء الإسبان في مجال الصحة البيئية إلى التعامل مع إيصالات التسوق بحذر، قائلاً: “يجب ألا نجعد الإيصالات أو نلعب بها أو نستخدمها لكتابة الملاحظات، كما لا يُنصح بالاحتفاظ بها في الحقائب أو السيارات لفترات طويلة. الأفضل هو التخلص منها فوراً وبطريقة آمنة”.
وتشير هذه التحذيرات إلى ضرورة زيادة الوعي بين المستهلكين حول المخاطر الخفية التي قد تبدو بسيطة في الظاهر، لكنها تحمل في طياتها تأثيرات صحية حقيقية، خصوصاً مع ازدياد اعتماد المتاجر على الإيصالات الورقية الحرارية في تعاملاتها اليومية. ومع تطور التكنولوجيا الرقمية، يبدو أن التحول إلى الإيصالات الإلكترونية قد يكون خطوة ضرورية لحماية الصحة العامة والبيئة على حد سواء.
