أثارت واقعة طرد رجل صينى من عمله بعد اكتشاف أنه سار 16 ألف خطوة أثناء إجازته المرضية موجة واسعة من الجدل حول حقوق الموظفين فى الصين، ووفقا لتفاصيل نشرتها وزارة العدل الصينية فى 29 أكتوبر، تعود الحادثة إلى عام 2019، عندما تقدم موظف يدعى “تشين” من مقاطعة جيانغسو بشرق البلاد بطلب للحصول على إجازة مرضية مرتين بسبب إصابة فى الظهر تعرض لها أثناء العمل، وقدم المستندات الطبية اللازمة لتبرير غيابه.
بعد استراحة استمرت نحو شهر، عاد تشين إلى عمله لكنه سرعان ما طلب إجازة جديدة بسبب ألم فى قدمه اليمنى، وقدم تقريرا طبيا يوصى بالراحة لمدة أسبوع، وبعد انتهاء الأسبوع، زار المستشفى مجددا وتلقى تشخيصا يفيد بإصابته بتورم فى الكعب، مما استدعى تمديد إجازته المرضية، طلبت الشركة منه الحضور لتقديم المستندات الأصلية، لكنه واجه رفضا من حارس الأمن عند وصوله إلى مقر العمل، ليفاجأ لاحقا بإشعار رسمى يفيد بفصله بدعوى الغياب المتكرر وتقديم معلومات صحية “غير دقيقة”.
رفع تشين دعوى تحكيم عمالى ضد الشركة، وأثبتت السلطات المختصة بعد التحقيق أن فصله تم بطريقة غير قانونية، صدر قرار يلزم الشركة بدفع تعويض قدره 118,779 يوانا أى ما يعادل 16,700 دولار لصالح الموظف، إلا أن الشركة لم تتراجع، وقدمت استئنافا مدعوما بأدلة من كاميرات المراقبة تظهر تشين وهو يسير باتجاه مقرها فى اليوم نفسه الذى طلب فيه الإجازة، إضافة إلى بيانات من تطبيق ذكى تظهر أنه قطع أكثر من 16 ألف خطوة فى ذلك اليوم.
جادل تشين بأن الأدلة غير موثوقة، مؤكدا أنه زود الشركة بتقارير طبية رسمية تثبت حالته الصحية، وبعد جلستين قضائيتين، أيدت المحكمة قرار التعويض لصالحه، معتبرة أن الشركة تجاوزت حدودها القانونية بفصله استنادا إلى بيانات شخصية، وأثار الحكم نقاشا حادا على الإنترنت، حيث اعتبر العديد من المستخدمين أن الشركة انتهكت خصوصية موظفها، مشيرين إلى أن عدد الخطوات المسجلة على التطبيقات لا يعكس بدقة مدى النشاط البدنى الفعلى، وكتب أحد المعلقين: “حتى لو سار 16 ألف خطوة، ربما كان ذلك أثناء ذهابه إلى المستشفى أو الصيدلية، وهذا لا يعنى أنه لم يكن مريضا”.
المصدر: وكالات

