كشف عازف البيانو المصري أحمد أبو زهرة رئيس مهرجان «صدى الأهرامات» الموسيقي عن الاستعدادات الأخيرة لإطلاق المهرجان الذي يقام بمصر خلال الفترة من 24 نوفمبر الجاري، وحتى 13 ديسمبر المقبل.
ويشغل الموسيقار خالد داغر، منصب مدير المهرجان، الذي يترأسه شرفياً عالم الآثار زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، وأكد أبو زهرة أن المهرجان سيجمع كبار موسيقي العالم بمصر للمرة الأولى، مشيراً إلى أن “هذا الحدث سيقام سنوياً بداية من العام القادم”، ولمح إلى مشاركة ابنتيه عازفتي الكمان أميرة ومريم أبو زهرة، اللتين لفتتا الأنظار خلال حفل افتتاح المتحف الكبير قبل أيام.
وقال أحمد، نجل الفنان المصري عبد الرحمن أبو زهرة، إن “المهرجان يعد حلماً قديماً يتحقق أمام أهم أحد أهم المعالم الأثرية في العالم، وسوف يضع مصر على خريطة المهرجانات الموسيقية العالمية، إذ يشارك به كبار الموسيقيين، ويقدم عروضاً تتجاوز حدود الموسيقى لتصبح علامات ثقافية راسخة من فرق الأوركسترا المرموقة، وفي حفل الافتتاح سيعزف أحد أهم فناني العالم وهو عازف البيانو الصيني (لانج لانج)، بمصاحبة الأوركسترا الملكية البريطانية والمايسترو بن بالمر تحت ظلال الأهرامات».
ويتضمن المهرجان 6 حفلات موسيقية، من بينها حفل “الألحان الخالدة”، الذي تعزف فيه الأوركسترا الملكية البريطانية بقيادة هاني فرحات مع بن بالمر مؤلفات كل من عمار الشريعي وهشام نزيه، حيث يحتفي بإرث عمار الشريعي المتجذر في الوعي المصري، جنباً إلى جنب مع إبداع هشام نزيه المعاصر، وتحل السوبرانو أميرة سليم ضيفة شرف على الحفل الذي يلفت أنظار العالم للمؤلفين الموسيقيين المصريين.
ويشير رئيس المهرجان إلى أن الأوركسترا الملكية البريطانية ستشارك في حفل آخر تعزف خلاله موسيقى أشهر أفلام هوليوود التي دارت أحداثها في مصر، على غرار: “المومياء”، و”لورانس العرب”، و”جريمة على النيل”، وتحل المطربة اللبنانية كارلا شمعون ضيفة عليه، كما يتضمن حفل “ليلة عربية” مع المطربتين عبير نعمة وفايا يونان بقيادة المايسترو أحمد عويضة.
ويجمع حفل “جالا” نخبة من الفنانين المصريين العازفين والمغنين الذين حققوا نجاحاً خارج مصر، ويشارك به 6 من المواهب الاستثنائية، من بينهم الميتزو سوبرانو جالا الحديدي، والتينور رجاء الدين، والباص – باريتون أشرف سويلم، وعازفتا الكمان أميرة ومريم أبو زهرة، وعازفة الفيولا سيندي محمد، وتقود الأوركسترا كريستيان بيرفي، وهناك أيضاً حفل يقام بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة التي يعمل أحمد أبو زهرة مستشاراً فنياً لها.
ويلفت أبو زهرة إلى أن “حفل الختام سيحييه المطرب الكازاخستاني ديماش كودايبرجن الذي يعد معجزة صوتية، حيث يمتلك نطاقاً صوتياً نادراً يجمع بين الفن والتجريب، وسيقدم الأغاني الخاصة به وأغاني فرق البوب التي انتشرت بأوروبا فترة السبعينات”.
ولن يقتصر المهرجان على الموسيقى والغناء، بل سيشمل أيضاً فنون الأوبرا، مثلما يؤكد أحمد أبو زهرة، قائلاً: “نقيم حفلين في ديسمبر ، حيث تقدم إحدى أشهر فرق الباليه الروسية عرضاً مسرحياً يجمع بين جرأة التجريب وقوة التعبير الجسدي وصدق السرد الدرامي في باليه (بوريس إيفمان)”.
وكان أحمد أبو زهرة قد حضر حفل افتتاح المتحف الكبير برفقة ابنتيه أميرة ومريم، اللتين قدمتا فقرة موسيقية على الكمان أثارت الإعجاب، وعَدّ الحفل مشرفاً لأقصى درجة، مؤكداً أن ابنتيه شعرتا بالفخر لمشاركتهما في هذا الحفل التاريخي، منتقداً من يحاولون إفساد فرحة المصريين.
وبدت العازفتان الشابتان في حالة انطلاق خلال الفقرة التي قدمتاها ولفتتا الأنظار إليهما، كما يقول الأب: “كانتا كأنهما تطيران بتفاعلهما مع الموسيقى، لأن هذا الحفل له حيثيات ومثّل لهما دفعة كبيرة، فقد شعرتا بالفخر لاختيارهما للمشاركة في حدث تاريخي عظيم”
وكان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد تحدث إلى أميرة ومريم، ووجه لهما التحية عقب حفل افتتاح المتحف الكبير، وقد سألهما عن دراستهما وكيف وصلتا لهذا المستوى في العزف، وقال إنهما تمثلان حلقة وصل بين مصر وألمانيا.
ويشير عازف البيانو الشهير إلى أن “والده الفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهرة كان في غاية السعادة والفخر بحفيدتيه، وتابع الحفل بتأثر كبير، وقد رفع الحفل كثيراً من معنوياته، في ظل معاناته من أمراض الشيخوخة، لكنه سعد كثيراً لأنه يرى في حفيدتيه امتداداً لرسالته الفنية الراقية”.
وكالات

