ذكرت صحيفة اليوم السعودية فى مقال لها أن غزة ليست مجرد مدينة تُقصف، بل نصّ مفتوح على الألم والدهشة معاً.
وتابعت , حين تقصف الطائرات الإسرائيلية مبانيها وأطفالها وذكرياتها، يظن العالم أن الحكاية انتهت، لكنّ الركام هناك يعرف كيف يتكلم، وكيف يعلن أن تحت كل حجر طفل ينتظر الغد، وأمّاً تحفظ أسماء الشهداء كما تحفظ أسماء أبنائها الأحياء.
إسرائيل تضرب، وكأنها تكتب بيان قوة فوق جسد ضعيف. لكنها تعلم، في سرّها، أن هذا الضعف ليس كما يبدو، فالقدرة على البقاء بعد كل هذا الحصار والتجويع أعظم من أي تفوق عسكري.
كل صاروخ يسقط على غزة لا يختفي في الغبار، بل يتحول إلى سؤال يطاردها: إلى متى تستطيع أن تُخضع شعباً لا يملك سوى صلابته.
السياسة هنا ليست بعيدة عن الميدان. حكومة مأزومة تبحث عن إنجاز عسكري يعيد لها صورتها أمام جمهورها لكنها تنسى أن صور غزة المدمّرة لا تنكسر في ذاكرة الشعوب بسهولة، وأن العالم كلما تجاهل المأساة ازداد تورطاً في صمته.
أما غزة، فهي تعيش يومها بين فقدان جديد وأمل لا ينطفئ.
في قلب الليل، حين يهدأ القصف قليلاً، يبقى السؤال معلّقاً: من يملك المستقبل؟ من يكتب السطر الأخير؟
غزة، في النهاية، ليست مساحة جغرافية محاصرة، بل امتحان يومي للقوة والعدالة والإنسانية. الذين يظنون أن الدمار هو الكلمة الأخيرة، ينسون أن التاريخ لا يكتبه الأقوى دائماً، بل يكتبه من يعرف كيف ينهض بعد كل سقوط.
المصدر : اليوم السعودية

