فى العاصمة البلجيكية بروكسل أعمال النسخة الثانية من المنتدى العالمي لمبادرة “البوابة العالمية” (Global Gateway Forum) ويستمر على مدار يومين، ويهدف إلى تعزيز الترابط الاقتصادي والاستثماري بين الاتحاد الأوروبي وشركائه حول العالم، في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة.
وصلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من منتدى البوابة العالمية (Global Gateway Forum 2025)، الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري، بمشاركة رفيعة المستوى من قادة الحكومات وممثلي مؤسسات التمويل الدولية وشركاء التنمية من مختلف دول العالم.
وتأتي مشاركة الدكتورة رانيا المشاط، في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ومؤسساته التنموية، وتوسيع آفاق التعاون في مجالات التحول الأخضر وتمويل التنمية والبنية التحتية المستدامة والاستثمار في رأس المال البشري، وذلك في ضوء العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، كما تتزامن المشاركة مع الاستعدادات لانعقاد القمة المصرية الأوروبية نهاية أكتوبر الجاري.
ويتضمن جدول أعمال وزيرة التخطيط، خلال مشاركتها زخمًا من الفعاليات واللقاءات الثنائية، فضلًا عن استعراض ما قامت به الحكومة على مدار الأشهر الماضية لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، والمضي قدمًا في الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية، حيث تشارك في عدد من الأنشطة واللقاءات المهمة ضمن أجندة المنتدى، كما تشارك في الجلسة الافتتاحية الرسمية التي تتحدث خلالها رئيسة المفوضية الأوروبية.
كما يتضمن الجدول، أيضًا عقد لقاءات ثنائية مع عدد من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وممثلي مؤسسات التمويل الدولية، من بينهم بنك الاستثمار الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية، فضلًا عن مسؤولين من وزارات التعاون الدولي في الدنمارك والسويد وهولندا وألمانيا وسلوفاكيا.
كما تشارك وزيرة التخطيط، في عدد من الجلسات الموضوعية المتخصصة التي تناقش الاستثمار في البنية التحتية والتحول الأخضر، بالإضافة إلى حضور فعاليات جانبية تجمع صناع القرار والخبراء لمناقشة فرص التعاون بين إفريقيا وأوروبا في إطار مبادرة البوابة العالمية.
يأتي انعقاد المنتدى هذا العام بعد النجاح الذي حققته النسخة الأولى عام 2023، والتي ركزت على مبادرات الاتحاد الأوروبي للاستثمار الخارجي، فيما تتمحور نسخة 2025 حول “تعزيز الاتصال العالمي في عصر التحديات الجيوسياسية والاقتصادية”.
ويشارك في المنتدى رفيع المستوى قادة دول وحكومات، وممثلون عن المؤسسات المالية الدولية، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، لبحث استراتيجيات مبتكرة لتوسيع نطاق الاستثمارات ضمن مبادرة “البوابة العالمية” في الدول الشريكة، وتعزيز الشراكات الاقتصادية المستدامة.
ومن المقرر أن تلقي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين كلمة رئيسية في الجلسة الافتتاحية اليوم الخميس، يعقبها تصريح للممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، إلى جانب كلمات ومداخلات من عدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين.
ويشمل اليوم الثاني من أعمال المنتدى جلسات استراتيجية وحلقات نقاش حول تعزيز الشراكات العالمية، وتوسيع الربط في منطقتي البحر المتوسط والبحر الأسود، وتطوير البنى التحتية للنقل والطاقة الرقمية، بالإضافة إلى مناقشة العلاقة بين أمن الطاقة والتنافسية الصناعية في إطار استراتيجية الاتحاد الأوروبي.
ويختتم المنتدى بكلمة المفوض الأوروبي للشراكات الدولية جوزيف سيكيلا، الذي سيستعرض أبرز نتائج الاجتماعات وخطط العمل المستقبلية لتوسيع نطاق الاستثمارات الأوروبية على الصعيد العالمي.
كما يشهد الحدث عددًا من الفعاليات الجانبية، أبرزها اجتماع اللجنة التوجيهية لممر الهند–الشرق الأوسط–أوروبا (IMEC) الذي سيبحث الخطوات التنفيذية المقبلة، إلى جانب المؤتمر الثالث بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الكاريبي حول تنمية سلاسل القيمة للطحالب البحرية (السارجاسوم)، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام.
وتعد مبادرة “البوابة العالمية” استراتيجية شاملة أطلقها الاتحاد الأوروبي لتعزيز الاتصال الذكي والنظيف والآمن في مجالات الرقمنة والطاقة والنقل، إلى جانب دعم الأنظمة الصحية والتعليمية والبحثية حول العالم. وتهدف المبادرة إلى تعبئة استثمارات تصل إلى 300 مليار يورو، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة واتفاق باريس للمناخ.
ومن المنتظر أن يُسهم المنتدى في تسريع تنفيذ مشاريع أوروبية كبرى مثل مشروع الربط الكهربائي الإقليمي في أمريكا اللاتينية والكاريبي، وممر “لوبِيتو” للنقل في إفريقيا، ومبادرة الطاقة المتجددة في القارة الإفريقية، ومشروع الربط الرقمي “بلو رامان” بين أوروبا والهند، وشبكة الحوسبة الفائقة الأوروبية–اللاتينية (EU-LAC) لتطوير الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد المنظمون أن المنتدى هذا العام يشكل فرصة لإعادة صياغة الحوار الاستراتيجي بين أوروبا وشركائها الدوليين، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى شراكات اقتصادية مرنة ومستدامة تُسهم في تعزيز النمو العالمي والحد من الانقسامات الاقتصادية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)

