ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يظهر التزامًا حقيقيًا وجدية بدفع اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس، رغم استمرار الخلافات حول بعض البنود.
وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير إخباري إن ترامب سيرسل مبعوثيه ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى القاهرة هذه الأيام، في محاولة لدفع جهود إتمام صفقة إطلاق سراح الرهائن، حيث تأتي هذه الخطوة بعد أن أبدت كل من حماس وإسرائيل موافقة مبدئية على الاقتراح الأمريكي المكون من 20 بندا لإنهاء الحرب، إلا أن الجانبين أعربا عن تحفظات على بعض النقاط، ما يستدعي تسوية الخلافات قبل التوصل إلى اتفاق نهائي.
وأضافت الصحيفة أنه رغم ورود تقارير فلسطينية عن انفجارات ووفيات في غزة، مما يزيد من حالة عدم اليقين المحيطة بخطة الرئيس ترامب للسلام، يُظهر الوفد رفيع المستوى جدية ترامب في التوصل إلى اتفاق حيث ساعد كوشنر، صهر الرئيس، في صياغة الخطة الحالية، وسيسعى الآن إلى سد الفجوات وتنفيذها.
وكتب ترامب يوم أمس السبت على موقع “تروث سوشيال”: “بعد المفاوضات، وافقت إسرائيل على خط الانسحاب الأولي، الذي عرضناه على حماس وشاركناه معها”.
وأضاف: “عندما تؤكد حماس ذلك، سيسري وقف إطلاق النار فورًا، وسيبدأ تبادل الأسرى والرهائن، وسنهيئ الظروف للمرحلة التالية من الانسحاب، والتي ستقربنا من نهاية هذه الكارثة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل وحماس أعلنتا قبولهما لاتفاق إطلاق سراح الرهائن، إلا أن كليهما ألمح إلى نقاط خلاف جوهرية.
وجاءت موافقة حماس على إطلاق سراح جميع رهائنها الإسرائيليين مصحوبة بتحذيرات حول الجدول الزمني لانسحاب القوات الإسرائيلية، ومطالب بتسليم أسلحتها، بالإضافة إلى ضمانات بإنهاء الحرب.
وفي غضون ذلك، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستمهد الطريق لإطلاق سراح الرهائن، لكنه أشار إلى أنه سيعمل فقط على إنهاء الحرب وفقًا لشروط إسرائيل وترامب.
وقال نتنياهو يوم أمس السبت : “آمل أن نتمكن، خلال الأيام المقبلة، من الإعلان عن عودة جميع رهائننا، الأحياء منهم والأموات، دفعة واحدة، بينما يبقى الجيش الإسرائيلي متمركزًا في عمق القطاع”.
وقال مصدر مطلع على الأمر للصحيفة إنه سيتم إرسال وفد إسرائيلي للمحادثات في الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن يضم رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، إلى جانب رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ومسؤولين كبار آخرين.
وعلى الرغم من التحفظات والمحاذير، رحب ترامب برد حماس باعتباره قبولاً لخطته، وقال إنه يجب تأمين ساحة المعركة لإطلاق سراح الرهائن كما أشار إلى ضرورة إجراء محادثات لسد الفجوات بين الطرفين.
و قال الرئيس في خطاب من البيت الأبيض: “علينا أن نحسم الأمر بشكل قاطع، أتطلع إلى عودة الرهائن إلى ديارهم”.
ولعب ويتكوف، مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، دوراً قيادياً في التفاوض على مقترحات اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وقبل توليه منصبه في إدارة ترامب، عمل ويتكوف مستثمراً عقارياً، وقد وازن أيضا بين مهمته في الشرق الأوسط والتوسط في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وكان اتفاق يناير الماضي بين إسرائيل وحماس، وهو آخر اتفاق رئيسي بين الطرفين المتحاربين، والذي توسط فيه ويتكوف جزئياً، قد أدى إلى تهدئة مؤقتة في القطاع، وأعاد 33 رهينة، أحياءً وأمواتاً، مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
لكن بدأت إسرائيل قصف غزة مجددًا في مارس الماضي، بعد أن أعلنت انهيار محادثات تمديد وقف إطلاق النار.
واستمر الصراع دون التوصل إلى اتفاق كبير منذ ذلك الحين، مع بقاء 48 رهينة داخل غزة، من بينهم حوالي 20 تعتقد إسرائيل أنهم ما زالوا على قيد الحياة، وبعضهم في مدينة غزة.
وخلال الساعات الماضية، واصلت قوات الجيش الإسرائيلي، محاصرة مدينة غزة، حيث تعمل إسرائيل على إخلاء السكان المدنيين في هجوم واسع النطاق جارٍ.
وحذّر متحدث عسكري إسرائيلي الفلسطينيين صباح أمس السبت من أن المنطقة المحيطة بمدينة غزة لا تزال منطقة قتال خطيرة، وأن البقاء فيها يشكل خطرا كبيرا، ورفض الجيش الإفصاح عما إذا كان سيواصل هجومه، لكنه قال إن قواته يجب أن تبقى متأهبة وجاهزة للرد على التهديدات.
ويطالب الفلسطينيون في غزة بوقف القتال، الذي أودى بحياة أكثر من 67 ألف شخص، منهم العشرات في اليوم الماضي، وفقًا للسلطات الصحية المحلية، التي لم تحدد عدد المقاتلين، نزح مئات الآلاف عدة مرات بسبب الحرب، وواجه الكثيرون نقصًا مستمرًا في الغذاء، ودُمرت أجزاء كبيرة من القطاع بفعل القتال.
ونقلت الصحيفة عن هاني رمضان، وهو أب لطفلين يعيش في شقة بمنطقة النصيرات بغزة قوله إن خطة ترامب، على أقل تقدير، ستوقف الحرب، مضيفا :” لقد وصلنا إلى مرحلة لا نريد فيها سوى أي حل لا يُستهدفنا، نريد أن نأكل ونشرب ونعيش”.
المصدر : أ ش أ

