أكد وزير السياحة والآثار الدكتور شريف فتحي، اليوم الجمعة، أن مشروع ترميم معبد إسنا بالأقصر، يعكس حرص الدولة على إحياء التراث المصري وروائع الفن القديم؛ بما يعزز من مكانة الأقصر، كأهم مقصد للسياحة الثقافية، مشيراً إلى دعم الوزارة الكامل لاستكمال المشروع، مثمناً الجهود التي يبذلها الأثريين والمُرممين المصريين في مشروع ترميم المعبد.
جاء ذلك خلال جولة للوزير بمدينة إسنا؛ لتفقد أعمال الترميم الجارية بمعبد إسنا بالأقصر؛ لمتابعة تفاصيل العمل على الطبيعة، حيث استمع إلى شرح المختصين حول ما تم إنجازه من أعمال إظهار الألوان والنقوش الأصلية التي كانت مطموسة بفعل عوامل الزمن.
وحرص الوزير – خلال جولته – على معاينة ومشاهدة مستجدات أعمال التطوير الجارية لمشروع ترميم معبد إسنا، والذي تقوم به البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة بين مركز تسجيل الآثار المصرية بقطاع حفظ وتسجيل الأثار بالمجلس الأعلى للآثار وجامعة توبنجن بألمانيا منذ عام 2018، بهدف تنظيف وإظهار المناظر والألوان الأصلية للمعبد وترميمها، لاستعادة رونقها كما كانت خلال العصور المصرية القديمة.
وخلال الجولة، شاهد الوزير نماذج من الأعمال المنجزة التي شملت استعادة ألوان السقف الفلكي بالكامل، وتنظيف 18 عموداً داخلياً من أصل 24 عموداً، إضافة إلى الكشف عن تفاصيل جديدة في تصميمات ملابس الملوك والآلهة وتيجانهم وعروشهم، والتي ظهرت لأول مرة على الجدران الجنوبية والغربية للمعبد.
كما تفقد أعمال التطوير تفعيل نظام إضاءة جديد متخصص للمعبد بما يشمل الإضاءة الخارجية والداخلية ومراجعة عناصر الإضاءة بالمنطقة المحيطة بالمعبد لتلافي تأثيرها على إضاءة المعبد، وإضاءة السلالم والممرات (بصورة غير مؤثرة على المعبد)، وإضاءة منطقة الدخول، وساحة الخروج، ومبنى خدمات الزائرين.
وقال وزير السياحة والآثار – خلال جولته التفقدية بمعبد إسنا – إن الاهتمام ليس فقط بالمعبد، بل بأهالي مدينة إسنا والنهوض بالمدينة ككل والحفاظ على الموروث الثقافي والأثري للبلاد ورفع القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري، وتعزيز المشاركة المجتمعية، ورفع كفاءة الموارد البشرية، من خلال تنظيم برامج تدريبية للفئات المتعاملة بصورة مباشرة مع السائحين لرفع الوعي السياحي والأثري لهم وتعريفهم بالسلوكيات المناسبة للتعامل مع السائح، بالإضافة إلى دمج وإشراك المجتمعات المحلية المحيطة بالمناطق الأثرية والسياحية في إسنا في عملية التنمية المستدامة.
وعقب تفقد أعمال ترمميم معبد إسنا، توجه الوزير إلى وكالة “الجداوي” الأثرية؛ لتفقد ما يتم من أعمال لإعادة تأهيلها، حيث زار عدداً من البازارات السياحية المتواجدة بجوار المعبد وأجري حديثاً ودياً مع بعض أصحابها والعاملين بها، وتبادلا أطراف الحديث.. واستمع إلى مشاكلهم ومطالبهم، ووعد بمناقشة غرفة الشركات ووكالات السفر والسياحة؛ بما يسهم في إدراج المنطقة الأثرية وسوقها السياحي بشكل أوسع ضمن البرامج السياحية، وبما يعزز من معدلات الإقبال والحركة السياحية إليها.
وخلال جولته، تفقد الوزير، ما شهدته وكالة “الجداوي” من أعمال ترميم وتطوير؛ الأمر الذي ساهم في استعادة الوكالة لرونقها الأصلي وافتتاحها عام 2021، ضمن مشروع “إعادة إحياء إسنا التاريخية”، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وبتنفيذ مؤسسة “تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة”، تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.
كما تفقد الوزير معرض الصور التراثية بوكالة “الجداري”، والذي يحكي تاريخ إسنا والحرف والصناعات التراثية بها والعادات والتقاليد الأصيلة لأهلها.. واستمع أيضا إلى شرح مفصل حول مكونات مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية، الذي تميز برؤية تنموية شاملة تمزج بين الحفاظ على التراث العمراني وإحياء الأنشطة الاقتصادية والثقافية في المدينة، والذي تضمن ترميم وكالة الجداوي وفتحها للجمهور لأول مرة منذ عقود، وتحسين موقع معبد خنوم، فضلا عن تطوير سوق القيسارية التقليدي، وتجديد واجهات 15 مبني تراثي وتطوير البازارات التاريخية، بالإضافة إلى تدريب أكثر من 400 شاب وفتاة من إسنا في مجالات الحرف التقليدية والترميم والإرشاد السياحي.
وفي ختام الجولة، حرص وزير السياحة والآثار على لقاء الأثريين والمرممين العاملين بإسنا، حيث استمع إلى أرائهم وأفكارهم لتطوير العمل الأثري وأبرز المشكلات والتحديات التي تواجه العمل الأثري.. واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم لتطوير بيئة العمل ورفع كفاءتها، مشددًا على أهمية تضافر الجهود بين جميع الأطراف للارتقاء بقدرات العاملين وتعزيز إمكاناتهم، مؤكداً حرص الوزارة على العمل لحل مختلف التحديات ذات الصلة، وفي مقدمتها تحسين الموارد المالية للأثريين والمرممين؛ بما ينعكس إيجابًا على بيئة العمل.
وأعرب عن سعادته بما لمسه من جهود مخلصة يقوم بها الأثريون والمرممون، في صون والحفاظ على الآثار المصرية، مؤكدًا أنهم حماة الحضارة المصرية العريقة وخط الدفاع الأول عن تاريخها العظيم.
رافق الوزير – خلال جولته التفقدية بمدينة إسنا بالأقصر – الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمهندس أحمد يوسف مساعد الوزير لشئون الإدارات الاستراتيجية والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، وهشام زايد نائب محافظ الأقصر.
المصدر: بيان وزارة السياحة والآثار

