أوضحت دراسة حديثة أن الوزن الزائد لا يمثل خطراً كبيراً على صحة الإنسان بل ان النحافة المفرطة ترفع احتمالات الوفاة المبكرة بشكل لافت.
وعرض فريق بحثي دنماركي تحليلاً موسعًا شمل أكثر من 85 ألف مشارك، جرى تتبعهم لفترة خمس سنوات متواصلة، لمعرفة العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم ومعدلات البقاء على قيد الحياة.
وكشفت الأبحاث ان الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن (مؤشر كتلة 18.5 أو أقل) واجهوا خطر وفاة أعلى بمقدار 2.7 مرة مقارنةً بذوي الوزن المتوسط.
حتى الأفراد في الحدود الدنيا من “المعدل الصحي” (18.5 – 20) واجهوا خطرًا مضاعفًا.
على العكس، فإن من لديهم وزن زائد بسيط أو سمنة خفيفة (مؤشر كتلة بين 25 و35) لم يسجلوا خطورة مماثلة، بل ظهر أنهم يعيشون أحيانًا فترة أطول.
هذه الظاهرة تُعرف أحيانًا باسم “بدين لكنه لائق بدنيًا”.
وأشار الباحثون إلى أن الأمر قد يكون مرتبطًا بأمراض خفية تؤدي إلى فقدان الوزن دون أن يلاحظ الشخص، مما يعطي انطباعًا أن النحافة بحد ذاتها قاتلة. لكن رغم ذلك، تتماشى النتائج مع دراسات سابقة أكدت أن الصحة العامة قد تتضرر بشدة إذا كان الجسم نحيفًا بشكل مبالغ فيه.
ورغم أن بعض الأوزان الزائدة قد لا تشكل خطرًا فوريًا، إلا أن السمنة المفرطة تبقى مشكلة باهظة التكلفة على أنظمة الصحة العامة. في بريطانيا مثلاً، تُنفق هيئة الخدمات الصحية الوطنية مليارات سنويًا لعلاج أمراض القلب، الفشل الكلوي، والسكري الناتجة عن السمنة.
وترافقت الدراسة الحديثة مع أبحاث أخرى أظهرت أن ما يُعرف بالدهون الحشوية تلك التي تختبئ في أعماق البطن وتحيط بالأعضاء قد تسبب الشيخوخة المبكرة للأوعية الدموية حتى لدى الأشخاص الذين يبدون نحيفين ظاهريًا.
النتائج تكشف أننا بحاجة لإعادة النظر في مفهوم “الوزن المثالي”. فالحفاظ على توازن صحي، بعيدًا عن نقص الوزن الشديد أو السمنة المفرطة، هو الطريق الأضمن لحياة أطول وأكثر استقرارًا.
المصدر: وكالات

