أثارت تجربة عائلة صينية جدلا كبيرا بعد أن أنفقت 960 ألف يوان ما يقارب 140 ألف دولار على رحلة فاخرة عبر قطار “باندا إكسبريس”، لتكتشف أن ما وُعِد به فى المواد الترويجية كان أقل بكثير من الواقع، حيث بدأت القصة فى 25 أغسطس، عندما نشر أحد أفراد العائلة، من مقاطعة جيلين شمال شرق الصين، مقطع فيديو يوثّق تفاصيل الرحلة، وأوضح أن العائلة المكونة من 26 فردا، بينهم رجل يبلغ من العمر 88 عاما وطفلان صغيران، شاركوا جميعا فى جولة استمرت 17 يوما خلال يوليو الماضى.
تضمنت الرحلة، التى قُدمت على أنها تجربة سفر مميزة، جولة ذهاب وعودة من تشنغدو فى سيتشوان إلى شينجيانغ، مرورا بعدة وجهات خلابة، وقد وُعد الركاب بإقامة فى غرف قطار مجهزة بحمامات خاصة، إضافة إلى فنادق 5 نجوم، مع برنامج متكامل من الوجبات والعروض الثقافية وخدمات الإرشاد.
لكن الواقع كان مختلفا. اشتكت العائلة من أن الوجبات لم تكن قريبة مما ظهر فى المواد الترويجية، حيث قُدمت صور وجبات مزينة برسومات الباندا فى المؤتمرات الصحفية فقط وليست مخصصة للركاب، كما أن الرحلة كانت مرهقة للغاية، وُصفت بأنها “أشبه بمهمة للقوات الخاصة”، إذ كان الجدول مليئا بالأنشطة من الصباح حتى وقت متأخر من الليل.
قال أحد أفراد العائلة: “كنا نصل إلى القطار بعد الساعة 11 ليلا ونضطر للاستحمام فى حمامات المحطة، وفى الصباح نغادر فى السادسة، ثم ننتظر أكثر من ساعتين على الطريق حتى تأتى الحافلة، الأمر كان مرهقا جدا، خصوصا لكبار السن”.
المشكلات لم تتوقف عند هذا الحد، فقد عانى بعض الركاب من دوار المرتفعات، لكن الاتصالات برقم الخدمة المخصص لم تلقَ ردا ليلا، وأشار أحدهم إلى أن وجود طبيب مرافق طوال الوقت كان أمرا ضروريا، محذرا كبار السن من خوض هذه التجربة دون تفكير مسبق.
فى المقابل، أوضحت وكالة السفر أن الصور الترويجية لم تكن واقعية، بل مجرد “دعائم للمؤتمرات الصحفية”، بينما تسعى العائلة حاليا إلى “المطالبة بحقوقها” بعد هذه التجربة.
يُذكر أن قطار “باندا إكسبريس” يُدار من قبل مجموعة سكك حديد الصين فى تشنغدو، وقد بدأ تشغيله التجريبى فى مارس 2021، وحقق شعبية بين العائلات التى غالبا ما تحجز الرحلة خصيصا لآبائها.
القصة أثارت صدمة واسعة على الإنترنت، كتب أحد المعلقين: 960 ألف يوان للسفر بالقطار؟ هذا يكفى لشراء منزل”، بينما قال آخر: “بمبلغ كهذا تستطيع عائلة القيام بجولة أوروبية كاملة والاحتفاظ ببعض المال.”
المصدر: وكالات أنباء
