أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن الأدلة على وجود جرائم حرب فى غزة تتراكم يومًا بعد يوم، ومع ذلك، يستمر الجوع ويشتد الهجوم.
ورأت الصحيفة أن العديد من الأسئلة مطروحة أمام إسرائيل وحلفائها ينبغى الإجابة عنها بشأن هذه الكارثة، رغم أن حلها يتلخص ببساطة فى وقف فورى لإطلاق النار وإدخال مساعدات عاجلة للقطاع.
وذكرت الصحيفة، فى افتتاحيتها أن المآسى تتراكم فى غزة، ومع ذلك، لا يزال هجوم إسرائيل على مستشفى ناصر- المستشفى العام الوحيد الذى لا يزال يعمل فى الجنوب- بارزًا، تلا ذلك غارة جوية أخرى فى غضون دقائق، أصابت مَن سارعوا لمساعدة الجرحى. ووصفت هجوم مجمع ناصر بأنه كان سلسلة من الأعمال الشنيعة فى آن واحد: استهداف مستشفى، ومدنيين مصابين، وعمال إنقاذ، وصحفيين.
وأشارت الصحيفة إلى وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الهجوم بأنه حادث مأساوى، متسائلة هل يمكن لأحد أن يصدق أن كل هذا كان خطأ، فى حين أن مثل هذه الضربات المزدوجة أصبحت روتينية، وفى حين أن الضحايا هذه المرة يشكلون نموذجًا تقليديًا للغاية لكل من قُتلوا طوال هذه الحرب.
وفيما يتعلق بما زعمه نتنياهو من أن إسرائيل تُقدر عمل الصحفيين والكوادر الطبية وجميع المدنيين، تساءلت الجارديان: فلماذا إذن قُتل صحفيون فى غزة خلال العامين الماضيين أكثر من عددهم عالميًا فى الأعوام الثلاثة السابقة؟ لماذا قتلت إسرائيل مئات العاملين فى المجال الطبى، ما أثار اتهامات بارتكاب جريمة إبادة صحية جديدة؟ ولماذا يُعتقل هذا العدد الكبير من الأطباء؟، ولماذا وبناء على بيانات الجيش الإسرائيلى نفسه يُشكل المدنيون نسبةً مذهلةً تبلغ ٨٣٪ من القتلى؟.
وقالت إن الفلسطينيين يموتون أيضًا فى مجاعة من صنع الإنسان ناجمة عن عرقلة إسرائيل المساعدات، مبينة أن هناك ربع مليون شخص يتضورون جوعًا بالفعل، وفقًا لتقدير الأمم المتحدة المعروفة بحذرها فى تحليلاتها، متسائلة: كم عدد الذين يجب أن يموتوا بعد؟.
كما طرحت تساؤلًا آخر حول كيف يُمكن للفلسطينيين أن يعيشوا مستقبلًا دون أرضهم؟ وكيف يُمكنهم الدفاع عن مجتمعهم بينما يُقصى مَن هم فى صميمه، يُجسدون معرفته وثقافته، بمن فيهم الأطباء والصحفيون؟ وكيف يُمكنهم أن يتطلعوا إلى الغد بينما لا يستطيع أطفالهم الذهاب إلى المدارس وتُدمر جامعاتهم؟
وتساءلت كذلك هل يعتقد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، صاحب السلطة الفريدة لوقف هذه الحرب، أنه قادر على الفوز بجائزة نوبل للسلام يومًا ما عندما يُشيد بالرجل الذى صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، ويصفه ببطل حرب، ويرفض التدخل لوقف المذبحة؟، هل يعتقد أن اتفاق سلام فى الشرق الأوسط يُمكن أن يُبنى على دماء أكثر من ٦٢ ألف فلسطينى فى غزة؟، وهل تُدرك الولايات المتحدة أن موظفيها أيضًا قد يُحاسبون على المساعدة فى ارتكاب جرائم حرب من خلال تعاونهم مع إسرائيل؟.
وقدمت الجارديان تساؤلات أخرى لحلفاء إسرائيل الآخرين، حول ما الأعذار المتبقية لهم، وما إذا كانوا على استعداد للدفاع عن مؤسسات ومبادئ القانون الدولى، التى أسهمت فى حماية شعوبهم، أم سيشاهدونها تتقوض أكثر بسبب أفعال إسرائيل فى غزة والعداء الأمريكى؟
وفى ختام افتتاحيتها، أوضحت الصحيفة أن الأسئلة تطول، لكن الإجابات الفورية لهذه الكارثة بسيطة: وقف إطلاق نار دائم، وإعادة الرهائن، وإيصال كميات هائلة من المساعدات العاجلة إلى غزة.

