رفعت أم صينية دعوى قضائية ضد ابنتها مطالبة بإعادة مبلغ ضخم يصل إلى 680 ألف دولار، وهو النزاع الذى أثار جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعى يتعلق باتفاق سابق بين الطرفين بشأن رعاية المسنين والتزامات مالية ضخمة، فالقصة بدأت عام 2021 عندما احتاجت الأم، واسمها جين، إلى رعاية طبية بسبب مشاكل صحية، طلبت من ابنتها أن تترك عملها فى مدينة قوانجتشو وتعود إلى بكين لرعايتها، ولتعويضها عن خسارة عملها، حولت لها 4.9 مليون يوان، وهو كامل المبلغ الناتج عن بيع شقتها المكونة من غرفتى نوم فى منطقة شيسانتشى بالعاصمة.
تم توثيق الاتفاق رسميا فى ديسمبر 2023، ونص العقد على أن تتحمل لو جميع نفقات رعاية والدتها حتى وفاتها، بما فى ذلك تكاليف العلاج والإيجار والمعيشة، إضافة إلى مصاريف الجنازة، واعترفت الابنة بتلقى المبلغ، واستخدمته لاحقا لشراء عقار باسمها.
لكن بعد سنوات من الرعاية، تفجرت الخلافات بين الأم وابنتها، فقد اتهمت جين ابنتها بالتقصير بعدما فشلت فى دفع إيجار منزل فى منطقة شانغزوانغ، وأكدت أن الأموال التى دفعتها للابنة لم تُستخدم بالكامل لرعايتها، ورفعت دعوى قضائية للمطالبة بإلغاء الاتفاق واستعادة المبلغ.
فى المقابل دافعت لو عن نفسها مؤكدة أنها التزمت بواجباتها، وقالت إنها وفرت الطعام والملابس لوالدتها، وسددت إيجار شقة أخرى بين عامى 2021 و2023، وغطت تكاليف طبية واستعانت بمقدمى رعاية، وقدمت للمحكمة ما يثبت أنها تحملت جانبا كبيرا من المسؤولية.
مع ذلك، حكمت المحكمة فى البداية بإلغاء الاتفاق وألزمت الابنة بإعادة 4.9 مليون يوان، وفى الاستئناف أوضحت الأم أن المبلغ الفعلى المحول كان 4.8 مليون يوان، وأيدت المحكمة الشعبية المتوسطة الأولى فى بكين الحكم وأمرت لو بإعادة كامل المبلغ إلى والدتها.
القضية أشعلت نقاشا واسعا على المنصات الصينية، فقد انقسمت الآراء بين من رأى أن رعاية الأم واجب لا نقاش فيه، وبين من اعتبر أن استقالة الابنة من عملها كانت تضحية تستحق تعويضا، فيما ذهب آخرون إلى أن شخصية الأم نفسها لعبت دورا فى تعقيد العلاقة داخل العائلة.
المصدر: وكالات

