تواصل دول في جنوب أوروبا اليوم الخميس مكافحة حرائق غابات إذ تستعر النيران في البرتغال واليونان وإيطاليا وخصوصا في إسبانيا حيث سُجِّلت حالة وفاة ثالثة في خضم موجة حرّ شديدة.
وشدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على أن “التهديد لا يزال شديدا” في البلاد فيما أرسلت باريس طائرتي “كانادير”.
تدخل إسبانيا يومها الثاني عشر من حال التأهب لموجة الحر.
واضطر سكان في اسبانيا لإخلاء منازلهم على عجل مع تمدد النيران. ومنذ اندلاع الحرائق أُجلي 10,700 شخص في البلاد، بحسب وزارة الداخلية.
وتشهد اسبانيا الدولة الأكثر تضررا من ظاهرة الاحترار المناخي في أوروبا درجات حرارة قصوى عادة، لكنها تواجه في السنوات الأخيرة تزايدا في عدد موجات الحر وقسوتها.
منذ بداية العام، التهمت النيران أكثر من 148 ألف هكتار من الأراضي في البلاد، بحسب النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات (إيفيس)، وسجلت اسبانيا 200 حريق.
بالإضافة إلى قشتالة وليون، تُعدّ غاليسيا في شمال غرب البلاد، ومنطقة فالنسيا في شرقها وإكستريمادورا في الغرب مصدر قلق خاص، حيث أُغلق حوالى 15 طريقا، بحسب خريطة صادرة عن الإدارة العامة للمرور.
وأوقف ثلاثون شخصا يشتبه بأنهم تسببوا بالحرائق، إما عمدا وإما اهمالا.
وفي البرتغال استخدمت 15 طائرة لمكافحة أربعة حرائق غابات كبيرة في شمال ووسط البلاد. وفي وسط البلاد، استنفر اكثر من 800 عنصر إطفاء لمكافحة حريق أرغانيل وحده بينما يستمر حريق ترانكوسو المستعر منذ السبت، في التمدد الخميس.
وفى اليونان، حيث أتت الحرائق على 20 ألف هكتار منذ يونيو، تمكن عناصر الإطفاء من احتواء حريق هدد مدينة باتراس الساحلية ثالث أكبر مدن البلاد.
وفي أنحاء أخرى من البلاد، كافح 600 فريق على الارض ونحو 30 طائرة حرائق مستعرة في جزيرة زاكينثوس الأيونية في غرب البلاد وفي جزيرة خيوس الواقعة في بحر إيجه شرقا، وقرب مدينة بريفيزا الغربية.
وفى البلقان، أودت حرائق بشخصين على الأقل وأجبرت آلاف السكان على إخلاء منازلهم.
وفي ألبانيا، إحدى أكثر الدول تضررا، يكافح عناصر الإطفاء حرائق فيما سمحت الأحوال الجوية والجهود التي بذلت في السيطرة على حرائق غابات كبرى في مونتينيجرو المجاورة.
وما زالت إيطاليا تشهد موجة حرّ لكنها نجت نسبيا من الحرائق هذا الصيف، علما أن 16 مدينة بينها روما والبندقية وضعت في حال تأهب قصوى. ويتوقع أن ترتفع الحرارة في فلورنسا إلى 39 درجة مئوية، وفي ميلانو إلى 38.
ولم تنج انجلترا من الحرائق، وخصوصا في منطقة يوركشاير شمالا على امتداد حوالى خمسة كيلومترات مربعة.
وأكد الاتحاد الأوروبي الخميس أنه يعمل “بلا كلل” لمساعدة الدول التي تواجه حرائق ضخمة جدا هذا الصيف، مثل اليونان وإسبانيا وبلغاريا.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية إيفا هرنسيروفا “نعمل بلا كلل لمساعدة الدول المتضررة” عبر الآلية الأوروبية للحماية المدنية.
وتتولى بروكسل مسؤولية تنسيق المساعدات بين الدول الأعضاء في هذا الشأن، وآخر مثال إرسال فرنسا طائرتي “كانادير” إلى إسبانيا الخميس لتعزيز جهود مكافحة الحرائق.
وأوضحت هرنسيروفا أن “الدول الأعضاء الأخرى تعرض مساعدتها، ونحن نغطي تكاليف هذه العمليات”.
وأوضحت المفوضية أن الطائرات متمركزة “في كل أنحاء أوروبا” ويمكنها التوجه “أينما دعت الحاجة إلى وجودها”. وتُدار هذه العمليات من مركز أزمات في بروكسل.
وأكدت المفوضية الأوروبية أن آلية الحماية المدنية فُعِّلت 16 مرة منذ بداية موسم الحرائق.
المصدر: وكالات

