ألغت دار الباليه والأوبرا الملكية البريطانية (RBO) عرض أوبرا توسكا الذي كان مقرراً عرضه العام 2026 في الأوبرا الإسرائيلية بمدينة تل أبيب، وذلك استجابةً لرسالة وقّعها 182 من موظفي المؤسسة، عبّروا فيها عن رفضهم لتواطؤ المؤسسة مع حكومة متورطة في جرائم ضد الإنسانية، على حدّ تعبيرهم.
وجاء هذا الإعلان، الذي يعتبر من أقوى أشكال التضامن الفني مع ضحايا الحرب، في رسالة داخلية وجهها الرئيس التنفيذي للدار، السير أليكس بيرد، أبلغ فيها الموظفين بالقرار، معترفاً بتلقي رسالة مفتوحة من العاملين في الدار، بينهم راقصون وموسيقيون ومغنون وموظفو كواليس، عبّروا فيها عن إدانتهم للصمت المؤسسي إزاء ما وصفوه بالإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023، وفقا ليورنيوز.
وتضمنت الرسالة انتقاداً حاداً لعرض توراندوت الذي قدّم مؤخراً في إسرائيل بإذن من المؤسسة الملكية الهولندية، ووصفت هذا القرار بأنه ليس حيادياً بل انحياز واضح، مؤكدة أن السماح بعرض الأعمال الفنية في مؤسسات تحتفي بجيش متورط في مجازر هو موقف سياسي صريح.
وكتب الموقعون: نرفض تقديم أي عروض حالية أو مستقبلية في إسرائيل، في موقف قاطع أثار ردود فعل واسعة، خصوصاً أنه يأتي في وقت تُتهم فيه الأوبرا الإسرائيلية بتقديم تذاكر مجانية لجنود الجيش الإسرائيلي، ما اعتبره الموقعون إضفاءً للشرعية على القتل اليومي للمدنيين في غزة.
ومن أبرز الوقائع التي استحضرتها الرسالة حادثة رفع الفنان دانيال بيري لعلم فلسطين على مسرح دار الأوبرا الملكية خلال عرض إل تروفاتور الشهر الماضي، إذ امتدح الموظفون تصرفه واعتبروه موقفاً شجاعاً، في مقابل إدانتهم لسلوك المدير الفني أوليفر ميرز، الذي حاول انتزاع العلم بالقوة على مرأى من الجمهور، وقال لبيري لاحقاً: لن تعمل مجدداً في الدار.
وطالب الموظفون بمحاسبة ميرز، مؤكدين أن تصرفه بعث برسالة واضحة بأن أي تعبير عن التضامن مع فلسطين سيُقابل بالقمع والعداء.
كما شبّهت الرسالة موقف الدار المتخاذل إزاء الحرب في غزة باستجابتها السريعة والحازمة العام 2022 عند غزو روسيا لأوكرانيا، حيث سارعت آنذاك إلى إدانة العدوان وقطع العلاقات الفنية.
وعقب انتشار خبر الإلغاء، سارعت الأوبرا الإسرائيلية إلى حذف أي إشارة إلى دار الأوبرا الملكية البريطانية أو أوبرا توسكا من موقعها الإلكتروني.
المصدر: وكالات

