أحيا فلسطينيون في الداخل والشتات، اليوم الأحد، اليوم الوطني والعالمي نصرةً لغزة والأسرى، ورفضا للإبادة الجماعية، وجريمة التجويع، والاستعمار، وسياسات التهجير القسري، وللتصدي للعدوان المتواصل على شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده.
وشهدت محافظات الضفة الغربية، اليوم الأحد، وقفات ومسيرات ضمن فعاليات “اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى”.
ويبلغ إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من (10,800)، بينهم 49 أسيرة، وأكثر من 450 طفلا، فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال نحو (3,629)، وبلغ عدد من صنفتهم سلطات الاحتلال بـ(المقاتلين غير الشرعيين) أكثر من (2,454)، بحسب مؤسسات الأسرى.
واستُشهد في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 75 أسيرًا، تم الكشف عن هوياتهم والإعلان عنهم، من بينهم 46 شهيدًا من معتقلي غزة، بالإضافة إلى العشرات من معتقلي غزة الذين استُشهدوا في السجون والمعسكرات ولم يُفصح الاحتلال عن هوياتهم وظروف استشهادهم، وهم رهن الإخفاء القسري، إلى جانب العشرات الذين تعرّضوا لعمليات إعدام ميدانية.
يُذكر أن الاحتلال يحتجز جثامين 72 أسيرًا من بين الشهداء الذين أُعلن استشهادهم منذ بدء حرب الإبادة، وهم من ضمن (83) شهيدًا يواصل الاحتلال احتجاز جثامينهم.
شارك الآلاف في الفعالية المركزية التي أقيمت وسط مدينة رام الله، بالتزامن مع إضراب تجاري مؤقت أغلقت بموجبه المحلات التجارية أبوابها حتى الواحدة ظهراً.
وتجمّع المواطنون في محيط ميدان المنارة، رافعين أعلام فلسطين وصورا لعدد من ضحايا سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فيما ارتدى آخرون ملابس مطبوعا عليها هياكل عظمية، في إشارة إلى حال أجساد الغزيين الذين يعانون سوء التغذية بفعل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر.
وحمل عدد من المشاركين مجسمات لأكفان أطفال، للدلالة على أنهم يشكلون والنساء، أغلبية ضحايا حرب الإبادة المتواصلة في القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، كما رُفعت صور العشرات من الأسرى في سجون الاحتلال.
وفي مستهل الفعالية، انطلق المشاركون في مسيرة جابت الشوارع الرئيسية في المدينة، رددوا خلالها شعارات ركزت على التنديد بجرائم الاحتلال والدعوة إلى تحقيق الوحدة الوطنية.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، فقد أكد أن فعاليات اليوم الوطني والعالمي هدفها إعلاء الصوت من أجل وقف حرب الإبادة في قطاع غزة، والجرائم المتصاعدة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وإسناد الأسرى في سجون الاحتلال.
وقال، إن الشعب الفلسطيني موحد جميعا في مواجهة هذا الاحتلال المجرم والمستعمرين، ومتمسك بحقوقه وثوابته في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، ويستمد العزم والإصرار من خلال هذه الفعاليات، التي تنظم في عدد من مخيمات اللجوء والشتات ومعظم عواصم العالم.
وشدد أبو يوسف على أن الجهود يجب أن تنصبّ على وقف حرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعمل على فك الحصار وإدخال المواد الإنسانية إلى من يتضورون جوعا وعطشا، وتعزيز الصمود والمقاومة للوصول إلى الحرية والاستقلال.
من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين رائد أبو الحمص، إن المنظومة الحقوقية الدولية باتت أدوات للإمبريالية وتستخدمها دولة الاحتلال.
وأكد أن أهمية فعاليات اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى، هي إعلاء الصوت الموحد للعمل على تعزيز الجبهة الداخلية وتشكيل جبهة إسناد لكل القضايا الوطنية الملحة.
شاركت فعاليات طوباس وأهاليها، وأسرى محررون، في وقفة تضامنية نصرةً لغزة والأسرى، وذلك ضمن اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى.
ورفع المشاركون في الوقفة عبارات منددة باستمرار جريمة الإبادة الجماعية والتجويع التي تنفذها إسرائيل بحق المواطنين العزل في قطاع غزة، وأخرى منددة باستمرار الحرب التي تقودها إدارة سجون الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين.
وقال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد: “نقف اليوم لنوصل رسالتنا إلى العالم، ليعلم الجميع أن ما يجري في غزة والضفة الغربية هو جرائم حرب ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وقد آن الأوان لهذه المجازر أن تتوقف”.
وأردف أن أسرانا يموتون قهرا في سجون الاحتلال، ومخيماتنا تُهدم، وأغوارنا تُسلب، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني مع السلام الشامل الذي يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار إلى أنه لا سلام دون حل للقضية الفلسطينية، ولا استقرار دون سلام عادل وشامل في فلسطين، مضيفا أن الاعترافات الدولية المتتابعة بدولة فلسطين، دليل على عدالة قضيتنا، وحنكة قيادتنا الحكيمة.
وأشار إلى أن الاحتلال يمارس على أسرانا الفلسطينيين في السجون شتى أنواع العذاب والقهر والتجويع.
كما شارك المئات من أبناء محافظة نابلس في مسيرة لمناسبة اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى.
وانطلقت المسيرة من شارع فلسطين نحو ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس، بمشاركة الفعاليات الرسمية والشعبية والوطنية وأهالي الأسرى في المحافظة.
ودعا المشاركون المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لإيقاف حرب الإبادة في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى، وفرض العقوبات على حكومة الاحتلال، والتوقف عن بيانات الشجب والإدانة والتعاطف.
وقال محافظ نابلس غسان دغلس، إن قطاع غزة يتعرض لأبشع أنواع التجويع والحصار والقتل، كما كل أرجاء الوطن الذي يواجه سياسة الاحتلال، فاليوم في نابلس نودع شهيد عقربا الذي ارتقى برصاص المستعمرين، فالكل الفلسطيني يتعرض للقتل والتجويع، إضافة إلى ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال.
وأضاف أن نابلس تقول للعالم بصوت واحد إن هذا الشعب صامد ولن تستطيعوا النيل من عزيمتنا، ووحدة الحال في مواجهة أشرس حرب ضد الشعب الفلسطيني، نرحب بالجهود الدولية والدول التي تريد الاعتراف بدولة فلسطين.
وطالب دغلس بوقف الحرب فورا ورفع الحصار، وإفشال مخططات الاحتلال ومشروعه في الضفة، في ظل الهجمات الاستعمارية.
بدوره، قال أمين سر حركة فتح بنابلس محمد حمدان، في كلمة فصائل منظمة التحرير، إن محافظة نابلس انتصرت لغزة والحركة الأسيرة والقدس وكل شهداء الوطن، وسط ما تشهده غزة من حرب الإبادة والتجويع، ووسط تخاذل العالم والصمت الدولي.
وأضاف أن حكومة الاحتلال تحاول فصل غزة عن الوطن، وتعزيز التقسيم، لكن نقول لكم إن غزة شقيقة الضفة ومدنها وقراها، لكن سنُفشل هذا المشروع، ونرفض كل هذه المعادلات الوهمية ضد الشعب الفلسطيني.
وتابع حمدان: نقول للأسرى في سجون الاحتلال من ضحوا بحياتهم نقول لكم نحن معكم وإلى جانبكم وأنتم ما زلتم، تواجهون سياسة المحتل بالإرادة والوحدة في كل الميادين، ونؤكد للعالم أن الشعب الفلسطيني يقف خلف منظمة التحرير بقيادة الرئيس محمود عباس الذي رفض التنازل عن الثوابت الوطنية.
من جانبه، قال ممثل اللجنة الوطنية العليا لدعم الأسرى محمد دويكات، اليوم نطلق صرخة إلى العالم الذي وقف عاجزا عن حماية أهالي غزة والأسرى، ولم يستطع التحريك ساكنا والذي يشاهد المذابح وسياسة التجويع. آن الأوان لتحرك الشعوب التي تؤمن بالإنسانية، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته.
وأضاف: رسالتنا إلى حكومة الاحتلال سنواصل النضال والصمود اللذين ضحى من أجلهما الشهداء والأسرى، نحن موحدون في مواجهة جرائمه متمسكون بحقوقنا من أجل الحرية والاستقلال.
وأحيا أهالي محافظة الخليل، اليوم الوطني والعالمي نصرة لغزة والأسرى في سجون الاحتلال، ورفضا للإبادة الجماعية والتجويع وإعدام الاسرى، والجرائم المستمرة التي يتعرض لها أبناء شعبنا الفلسطيني على يد الاحتلال ومجموعات المستعمرين الإرهابية، وذلك بوقفة جماهيرية غاضبة على دوار ابن رشد وسط مدينة الخليل.
وقال الناطق باسم حركة فتح ماهر النمورة: “تأتي هذه الفعالية في اليوم الوطني والعالمي نصرةً لغزة والأسرى في سجون الاحتلال، التي تنظم في أنحاء العالم كافة للتعبير عن الغضب الشديد من الاحتلال، وحرب الإبادة التي يشنها على شعبنا الفلسطيني والتي طالت كل شيء، وللتضامن أيضا مع أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، وما يتعرضون له من أبشع أشكال الإجرام وأقساها على مرأى ومسمع من العالم ومؤسسات حقوق الإنسان.
وفي كلمة القوى الوطنية، قال فهمي شاهين: “إن وقفة اليوم هي صرخة في وجه الاحتلال والعنصرية والقتل الجماعي، وهي موقف وفاء لأهلنا في غزة ولأسرانا البواسل، نُسمع من خلالها صوتنا الرافض للتهجير”، مؤكدا أن حقنا في العودة ثابت لا يسقط، وسنتصدى لكل مشاريع التهجير والاستعمار، الرامية إلى تصفية قضيتنا الوطنية”.
وأكد متحدثون آخرون أن الصمت والعجز الدوليَين المستمرَين منذ سنوات شجعا الاحتلال على الاستمرار في جرائمه وتوسيعها، مطالبين العالم أجمع شعوبا ودولا ومؤسسات وجمعيات، كي لا يكونوا شركاء بصمتهم على ما يحدث، بالوقوف عند مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية، والعمل بشكل جدي وسريع على وقف هذه الحرب والجرائم فورا، وإغاثة أهلنا وأبناء شعبنا، ولجم الاحتلال ومحاسبته على تلك الجرائم.
ونظّمت القوى الوطنية في محافظة قلقيلية، وقفة جماهيرية أمام ميدان الشهيد أبو علي إياد، رفضا للإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واحتجاجا على جريمة التجويع المتعمدة، ودعما لصمود الأسرى في سجون الاحتلال، وتنديدا بسياسات الاستعمار المتواصلة في الضفة الغربية.
ورفع المشاركون خلال الوقفة الأعلام الفلسطينية، ورددوا الهتافات الغاضبة المنددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على الأرض الفلسطينية.
وفى سلفيت، نظمت المحافظة بمشاركة فصائل العمل الوطني ومؤسسات الأسرى وفعاليات المحافظة، اليوم الأحد، وقفة دعم وإسناد لأهالي غزة والأسرى في سجون الاحتلال، وذلك في ساحة جامعة القدس المفتوحة – فرع سلفيت.
وأكد محافظ سلفيت مصطفى طقاطقة خلال كلمته، صمود أهالي غزة في وجه حرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، مشيدا بالتضحيات التي يقدمها أبناء الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقهم الوطنية.
وقال إن الوحدة الوطنية هي الطريق نحو النصر، وحيّا صمود الأسرى في سجون الاحتلال وتحديهم لكل سياسات القمع الإسرائيلية.
وشدد المشاركون على أن هذه الوقفة بمثابة وفاء لأهلنا الصامدين في غزة ولأسرانا الأبطال، وتجديدا للعهد على مواصلة النضال حتى نيل الحقوق الوطنية المشروعة، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
المصدر : وكالات

