بالفيديو.. مؤتمر صحفى مع نظيره الإيطالى.. وزير الخارجية يؤكد عمق علاقات التعاون بين البلدين
أكد بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة، اليوم الخميس، عمق علاقات التعاون التى تربط بين مصر وإيطاليا.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم مع أنطونيو تايان نائب رئيس الوزراء وزير خارجية إيطاليا بحضور وزير الكهرباء والطاقة محمود عصمت .
ورحب الوزير عبد العاطى، فى مستهل المؤتمر الصحفى، بنظيره الإيطالي والوفد المرافق خلال زيارته الحالية إلى مصر والتى تعكس عمق العلاقات التى يحرص الجانبان على تعزيزها فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
وقال إن نظيره الايطالي شرف اليوم باستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له فى وقت سابق اليوم، فى لقاء عكس العلاقات الوثيقة بين البلدين والشعبين وأيضا بين الرئيس ورئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلونى، لافتا الى انه دار حوار مطول حول العلاقات الثنائية، كما استمع الجانب الايطالى الى رؤية السيد الرئيس حيال العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وارساء الاستقرار والامن فى القارة الافريقية والشرق الاوسط.
وأضاف الوزير عبد العاطي انه عقد مع نظيره الايطالى لقاء ثنائيا اعقبه جلسة مباحثات موس بحضور وفدى البلدين، مشيرا الى مشاركة وزير الكهرباء والطاقة فى اللقاء حيث قام الدكتور عصمت بالتوقيع على اتفاقية مع ايطاليا فى قطاع الكهرباء.
وأشار الوزير عبد العاطي إلى أن المباحثات تناولت العلاقات بين مصر وإيطاليا وسبل تعزيزها في مختلف المجالات والالتزام الكامل من الجانبين لدفع العلاقات قدما خاصة فى المحال الاقتصادي والتجارى والاستثماري.
وقال الوزير عبد العاطى إنه تم التطرق خلال المباحثات حول دور الشركات الايطالية في دعم عملية التنمية بمصر من خلال مشاركتها الفاعلة في العديد من القطاعات وعلى رأسها قطاع الطاقة والجهد الذي تقوم به شركة “إيني” الإيطالية في عمليات البحث والاستكشاف.
وأضاف عبد العاطى، – خلال المؤتمر الصحفى، أنه تم خلال المباحثات تناول المشروعات القائمة فيما يتعلق بالربط الكهربائي بين مصر وإيطاليا عبر كوابل بحرية تحت مياه البحر المتوسط لتصدير الكهرباء المصرية المولدة من طاقة الرياح والشمسية بإجمالي 3 آلاف ميجاوات، جنبا إلى جنب مع الربط الذي يتم مع القارة الأوروبية من خلال اليونان مما يعكس عمق العلاقات بين مصر وأوروبا.
ولفت إلى أنه تم التطرق إلى تفعيل مجلس الأعمال المصري الإيطالي، حيث أشار الوزير الإيطالي إلى التزام العديد من الشركات الإيطالية بضخ استثمارات إضافية في مصر، وقال إن المباحثات تناولت كذلك التعاون في المجال الصناعي ومساهمة الشركات الإيطالية في دعم مساعي مصر لتوطين الصناعة خاصة بما لدى إيطاليا من خبرات طويلة، وأيضا التعاون في قطاعات الزراعة والأمن الغذائي والرقمنة والذكاء الاصطناعي والمنتجات الجلدية.
وأوضح أنه تم التطرق أيضا إلى قضية الهجرة، وقال إن هناك تقديرا كبيرا من الجانب الإيطالي للدور المصري في منع خروج أي مركب تحمل على متنها مهاجرين غير شرعيين من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016.. مضيفا أنه تم التأكيد على أهمية زيادة الدعم الأوروبي إلى مصر في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال ضخ استثمارات جديدة وبما يمكن من خلق فرص عمل خاصة في ضوء استضافة مصر الآن لنحو 10 ملايين لاجىء على أراضيها.
وأشار الوزير عبد العاطي إلى أن المباحثات تناولت أيضا دعم مسارات الهجرة النظامية والشرعية من خلال توفير التدريب لأكبر عدد ممكن من الشباب المصري في قطاعات مختلفة.. وتابع أنه قام بالتوقيع على اتفاقية مع الوزير الإيطالي حول تعزيز فرص العمل اللائق وانتقال العمالة النظامية المصرية إلى إيطاليا من خلال إنشاء المركز المصري الإيطالي بالقاهرة.
وأعرب عن شكره لإيطاليا على دعمها المرشح المصري لمنصب مدير عام “اليونسكو” الدكتور خالد العناني، وكذلك الدعم الإيطالي الكامل لمصر داخل أروقة الاتحاد الأوروبي ولدعمها عملية تسريع ونقل وتحويل الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي المقدمة من الاتحاد إلى مصر.
أشار الوزير عبد العاطى إلى أن المباحثات تناولت العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الوزير الإيطالي نقل خلال المباحثات دعم بلاده للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، ودعمها الجهود الصادقة التي تقوم بها مصر لوقف إطلاق النار في غزة وتثبيته والعمل على نفاذ المساعدات الإنسانية.
وأكد أهمية الالتزام الكامل بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وأن يكون هناك أفق سياسي وإقامة الدولة الفلسطينية .
وأشار عبد العاطى إلى أن المباحثات شهدت الحديث عن الأوضاع في ليبيا، مؤكدا موقف مصر الراسخ بأهمية عقد الانتخابات في ليبيا والرفض الكامل لأي تواجد أجنبي على الأراضي الليبية.
وأوضح أنه تم التطرق إلى الأوضاع في البحر الأحمر حيث أكد الوزير الايطالي على تضامن بلاده مع مصر في التأكيد على أهمية الحفاظ على حرية الملاحة، والتأثير شديد السلبية للوضع الحالي في البحر الأحمر على قناة السويس والملاحة الدولية، “لأن إذا كانت مصر هي الطرف المتضرر الأول من التصعيد الحالي فى البحر الأحمر وانعكاساته السلبية على عائدات قناة السويس، فأن الوزير الإيطالي تحدث عن تضرر مجتمع الاعمال الإيطالي من جراء انخفاض المرور بقناة السويس واللجوء إلى خط آخر طويل للغاية يؤدى إلى رفع التكلفة، وهناك ضرورة لخفض التصعيد في البحر الأحمر “.
ولفت إلى أنه تحدث مع نظيره الإيطالي، حول قضية المياه ونقل موقف مصر الثابت فيما يتعلق بالأمن المائي، “أننا لن نسكت عن المساس بالحصة المائية أو حدوث أي ضرر مائي على مصر في ضوء اعتمادنا الكامل على مياه النيل” .
وقال وزير الخارجية إن مباحثاته مع وزير الخارجية الإيطالي، تطرقت إلى الأوضاع في سوريا ولبنان واليمن، مشيرا إلى أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد على أن النقطة الرئيسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة هي سرعة وقف إطلاق النار في غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية وخفض التصعيد.
ومن جانبه، ذكر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي أن زيارته الهامة لمصر تهدف في الأساس لتشيد جسور بناء السلام، مؤكدا دعم بلاده الكامل للوساطة المصرية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار .
وأشار إلى أن بلاده مستعدة لبذل كل ما في وسعها لوقف إطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني والإفراج عن الرهائن والمحتجزين والعمل على إعادة بناء غزة، مؤكدا أن الهدف هو الوصول للسلام مع إمكانية تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية تعترف بها إسرائيل.
وأضاف أن الشعب الإيطالي متخصص في التجارة والتصدير وبدون السلام لن تنتقل البضائع، ونحن ندعم جهود مصر في المرحلة الصعبة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف أنه أكد علي الالتزام الإيطالي بدعم ضمان حرية الملاحة عبر قناة السويس والبحر الأحمر خاصة، وأن هجمات الحوثيين والقراصنة في البحر الأحمر تضر بإيطاليا وبكل دول العالم وطالما لم يتم حل هذه المشكلة ستظل هناك خسائر.
وأكد أنه بالنسبة للوضع في الشرق الأوسط “فكلنا يد واحدة” مع مصر لدعم الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكل قارة إفريقيا، لأن ذلك يعد أمراً مهماً يعتمد عليه استقرارنا و نمونا الاقتصادي، مشيرا إلى أن بلاده ستعمل مع ليبيا لإيجاد حل للوصول إلى عقد الانتخابات في أقرب وقت ممكن بالاتفاق مع الأمم المتحدة، لأن عدم الاستقرار يؤدي للهجرة غير الشرعية الأمر الذي يشكل أزمة وهي مهمة صعبة لكلا من مصر وإيطاليا لمحاربة الهجرة غير الشرعية.
وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنه قدم الشكر لمصر لالتزامها وجهودها لمحاربة الهجرة غير الشرعية وجهودها في هذا الإطار التي أسهمت بشكل واضح في منع الهجرة غير الشرعية من شواطئها وهناك التزام من كلا البلدين بالاستمرار في تلك الجهود ونشكر مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية على الجهد المبذول، مضيفاً أننا سنستمر في العمل علي مواجهة الإرهاب .
وقال إن بلاده تدعم بقوة وجود الشركات الإيطالية للاستثمار في مصر التي تضمن الأمان والاستقرار، والقواعد الأمنية وهي عناصر مهمة لتشجيع الشركات على الاستثمار .
وأشاد وزير الخارجية الإيطالي، بـ”الكتيب” الذي أعده سفير إيطاليا في مصر لتوجيه الشركات الإيطالية لفرص الاستثمار في مصر، مؤكدا أن مصر شريك مهم لبلاده وتم اليوم توقيع اتفاقيات لتأكيد أهمية مصر في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة كما يمكن أن نتقل لمصر خبراتنا في عدة مجالات.
وذكر أنه شاهد اليوم معرضا مصغرا عن العلاقات المصرية الإيطالية، مشيرا إلي أن الطلاب الإيطاليين يدرسون معلومات عن الحضارة المصرية القديمة في المدارس الابتدائية بإيطاليا، ويعلمون أن العلاقات المصرية الإيطالية تمتد لآلاف السنين، وليست وليدة اليوم، مضيفا أنه يمكن التعاون في مجال التدريب وإرسال العاملين المصريين إلي ايطاليا للعمل بشكل شرعي في مجالات الصناعة و الزراعة.
وأكد أن مصر دولة كبيرة ومهمة وأساسية لاستقرار الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقارة الإفريقية والبحر المتوسط، مؤكدا بدون مصر سيكون من الصعب التقدم في مجال تحقيق السلام ودعم التبادل الاقتصادي والصناعي، مشيرا إلى تنظيم معرض كبير قريبا في روما بإيطاليا يحكي ويروي تاريخ مصر القديمة في متحف الكوريلاني والقصر الرئاسي بإيطاليا.

