شيخ الازهر يحتفي بذكرى تأسيس الجامع الأزهر: نتذكر اليوم تاريخا طويلًا من العلم والفكر والثقافة والرشد
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر،إنه يحل علينا اليوم السابع من رمضان ذكرى تأسيس الجامع الأزهر،لنتذكر معه تاريخًا طويلًا من العلم والفكر والثقافة والرشد، أمدنا به، ذلكم الصرح العظيم الخالد، والمحراب التليد العامر، الذي أوشك أن يقارب عمره المائة بعد الألف.
وأوضح شيخ الأزهر ، فى تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعى أن أول صلاة جمعة أقيمت في الجامع الأزهر عام 361 للهجرة ، مؤكدا أنه منذ ذلك التاريخ يتسنم الأزهرُ مكانته اللائقة به؛ منارة للثقافة، ومنهلًا للعلماء وطلاب العلم والباحثين، ومقصدًا للدارسين من كل بقاع الأرض، داعيا :” اللهم احفظ الأزهر الشريف وزده حفظا وتشريفًا وبارك في علمائه وأبنائه”.
فى وقت سابق، انطلقت فعاليات الاحتفالية التي يقيمها الأزهر الشريف، اليوم الأحد، بذكرى مرور (1084) عامًا هجريًّا على تأسيس الجامع الأزهر، والتي توافق السابع من شهر رمضان المبارك من كل عام، بحضور أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، ولفيف من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف.
وتتضمن الفعالية التي تقام في رحاب الجامع الأزهر مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تبرز تاريخ الجامع الأزهر وهيئاته العلمية والتعليمية المختلفة، ومساهمات أبرز شيوخه وعلمائه، ومواقف الأزهر من قضايا الأمة قديمًا وحديثًا، كما سيتم عرض فيلما وثائقيا عن الأزهر وتاريخه، وفي ختام اليوم ينظم الجامع إفطارًا جماعيًّا للمصلين.
وكان المجلس الأعلى للأزهر قد قرر فى مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر فى السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.
وفى كلمته خلال الاحتفال، قال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور عباس شومان، إن الأزهر الشريف بلغ اليوم 1084 عاما، ظل خلالها حاملا للواء الإسلام وشريعته، حاميا للغة القرآن، وظل منارة للعلم يبصر الناس ويعلم أبناء المسلمين من دول العالم كافة، ليظل منارة للعلم، وجندا مدافعا عن أوطان المسلمين، تتحطم في باحاته أحلام الطغاة والمحتلين، لقن شيوخه الحملة الفرنسية درسا قاسيا لتجرئهم على اقتحام باحاته، وعلى يد طالبه قتل قائدهم، وسيظل الأزهر مناضلا ضد الاحتلال إلى أن ينصر الله إخوننا الذين يقاومونه اليوم في غزة وفلسطين .
وأضاف أمين كبار العلماء أن الأزهر الشريف في العصر الحاضر، ومن فوق منبره اجتمع الهلال والصليب لحماية الأوطان والدفاع عنها ضد المحتلين، وهو من سعى بالسلام بين الفرقاء، داعيا لرأب الصدع ونزع فتيل الحروب والحفاظ على بني الإنسان أيا كان لونهم أو جنسهم .
وأوضح فضيلته، أن الأزهر الشريف بكامل هيئاته التي انطلقت من مشكاة الجامع الأزهر الشريف، منهلا ينهل منه الجميع، فجامعة الأزهر صرح من أقدم الجامعات مالم تكن أقدمها، وقطاع المعاهد الأزهرية المترامية خدماته التعليمية داخل مصر وخارجها سيظل رافدا للعلم، ومجمع البحوث الإسلامية سيظل لا يحرم علمه ولا يمنع عن أي بلد من بلدان العالم، وستظل هيئة كبار العلماء في عهديها القديم والجديد، ضمير العلم وحافظته، ولن نجد مؤسسة على ظهر الأرض استطاعت أن تتناغم مع كافة المؤسسات الإسلامية وغيرها دون أن تفرط أو تحدث صداما إلا مؤسسة الأزهر الشريف، سائلا الله -تعالى- أن يوفق إمامه الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للسداد والتوفيق والسير بسفينة الأزهر إلى السلام بسلام.
بدوره، قال المشرف العام على أروقة الجامع الأزهر الدكتور عبد المنعم فؤاد إننا مستمرون في تقديم رسالتنا للعالم أجمع بأن الإسلام دين السماحة والوسطية، مع مواصلة دورنا في تخريج أجيال جديدة قادرة على نشر رسالة الأزهر الوسطية والمتسامحة لمصر وفي كل ربوع الدنيا، مضيفا أن الأزهر يتحرك بخطى ثابتة لمحاربة الأفكار المتطرفة في مصر والعالم.
وأضاف الدكتور عبد المنعم فؤاد أن هذا يوم عظيم في تاريخ مصر والأزهر، ومن حق مصر أن تحتفي بهذا السراج الوضاء على أرضها، فالدنيا كلها تحتفل بأزهرنا الشريف على أرض مصر المحروسة.
وتابع “أن الأزهر الشريف ماض في أداء رسالته وتبليغها للناس منقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صافية بعيدة عن الانحرافات المذهبية أو الطائفية أو المطامع السياسية”.
وأكد أن أروقة الأزهر العلمية هي مصدر التبليغ الصافي في كل مكان، حيث أن فضيلة الإمام الأكبر قد وجه حديثًا بإعادة نشاط أروقة الجامع الأزهر مرة أخرى، وتم وضع السلم التعليمي لهذه الأروقة متدرجًا مع التخصصات المتنوعة؛ لمعالجة الأفكار والمستجدات التي تظهر يوميَا.
وأوضح أن عدد الأروقة الآن قد بلغ 1070 فرع رواق للعلوم الشرعية والقرآن الكريم، تستقبل الآن أكثر من 70 ألف دارس على مستوى الجمهورية، تغطي جميع محافظات مصر بما فيها المحافظات الحدودية والنائية.
ونوه بأن عدد حلقات تدريس القرآن بلغ 225 حلقة بالجامع الأزهر يدرس فيها 225 ألف دارس في الحلقات والأروقة، إضافة لـ3 آلاف من الدارسين للتجويد والقراءات، بجانب تنظيم الكثير من الفعاليات الفكرية والثقافية والدينية المتنوعة، وكل ذلك على يد ثلة من الباحثين المتميزين في الجامع الأزهر بمتابعة دقيقة من فضيلة وكيل الأزهر الشريف.
وأوصى الشباب بضرورة المحافظة على وطنهم والانتباه لكل ما يحيط به من مخططات ومحاولات تستهدف النيل منه، وأن يحرصوا على أخذ العلم النافع والصالح عن علماء الأزهر ليحصنوا أنفسهم من كل فكر دخيل وهدام.



المصدر : وكالات

