أكدت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن القمة العربية التي تُعقد في جدة اليوم سوف تكون قمة سوريا بامتياز، التي عادت إلى حضنها العربي بعد غياب 12 عاماً، لأسباب باتت معروفة للجميع، مع كل تداعياتها السلبية على الأمن العربي، والكوارث التي حلّت في أكثر من بلد عربي، ما زال بعضها يعيش مآسي الحروب والعنف والتدمير والانقسامات الجهوية والعشائرية والطائفية، وانتشار الميليشيات والجماعات المسلحة التي تخدم أجندات أجنبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القمة تحمل هذه المرة الأمل بعودة الروح إلى الأمة العربية، واستعادة التضامن بعد سنوات من ضياع البوصلة، والتقدم نحو المستقبل، وطي صفحة الماضي بكل ما حمله من آلام وضياع وتشتت.
وأضافت الصحيفة إنه من خلال التطورات التي شهدتها الأسابيع الماضية، من تواصل إيجابي بين الدول العربية، مهّد لاتخاذ قرار بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وعودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، إضافة إلى حجم التحديات التي تواجه المنطقة والعالم جراء الحرب الأوكرانية، والصراع على قمة النظام العالمي، إضافة إلى الحرب الاقتصادية التي تخوضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على العديد من دول العالم، ومن بينها دول عربية، وما قد يتأتى نتيجة ذلك من تحولات على صعيد العلاقات الدولية، ومن بينها منطقتنا العربية، فإن هناك إدراكاً عربياً بات متوفراً بضرورة الاستعداد للمرحلة المقبلة، بنهج عربي جديد، يقتضي تعزيز العمل العربي المشترك، سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً، والعمل على سد كل الثغرات التي يمكن أن تشكل نوافذ للتدخل الأجنبي والمؤامرات التي قد تحيكها قوى الشر المتربصة بالأمة.
طالبت الصحيفة تمكين النظام العربي من مواجهة التحديات والتهديدات، بموقف موحد قادر على إثبات حقيقة أن الأمة العربية لديها كل الإمكانات والقدرات التي تمكنّها من الدفاع عن الأمن القومي العربي، وتدشين عصر عربي جديد، يطلق عقال ما لدى الأمة من عوامل قوة قادرة على إحداث فرق في موازين القوى العالمية، تواجه به كل محاولات فرض المواقف والسياسات التي تتعارض مع مصالح الأمة، لتأكيد استقلالها عن أية اصطفافات خارجية في مسرى الصراع القائم.
ثم، المطلوب من القمة أن تدرك حجم ما تواجهه الأمة من مخاطر، في فلسطين بمواجهة صلف الاحتلال الإسرائيلي ورفضه مبدأ السلام العادل والشامل، بموجب المبادرة العربية لعام 2002، وقرارات الشرعية الدولية، وهناك الحرب في اليمن وتداعياتها على المنطقة وضرورة وقفها، إضافة إلى الاقتتال الجاري في السودان، وما قد يؤدي إليه من حرب أهلية وتدخلات أجنبية، وأيضاً الوضع الليبي والحلول السياسية المتعثرة، والمواجهات مع الجماعات الإرهابية في الصومال، والأزمات في كل من لبنان وتونس.
كل هذه القضايا يفترض أن تكون على رأس جدول أعمال القمة، من دون أن يسقط من اهتمامها أن سوريا تحتاج إلى جهد خاص، يتمثل في إعادة الإعمار، والتخلص من الاحتلالات والقواعد العسكرية الأجنبية، والجماعات المسلحة والإرهابية التي ما زالت تحتل مساحات واسعة من الجغرافيا السورية، من أجل تمكين الدولة السورية من فرض سيادتها واستقلالها على كامل ترابها الوطني، وإطلاق عجلة المصالحة الوطنية والحل السياسي المنشود.
واختتمت الصحيفة بأنه إذا صحّت التوقعات، فإننا على مشارف أمل جديد للأمة بعودة الروح إليها.
المصدر: وكالات