تضمنت الصحف العربية الصادرة هذا اليوم عددا من المواضيع من أهمها بالطبع الأزمة في أوكرانيا وتطورات الموقف العسكري هناك.
وفي هذا الشأن, تناولت سوسن الشاعر في صحيفة الشرق الأوسط ما قاله المستشار السابق لـ«البنتاغون»، دوغلاس ماكريغور، إن «الآلة العسكرية الأوكرانية قد تنهار قريباً ، وانه على ثقة بأن زيلينسكي سينتهي به المطاف إلى الإقامة في ميامي»!, مضيفا أن «الجيش الأميركي تعوَّد أن يوفر الدعم والغطاء للحلفاء إلى حين يحقق أهدافه ثم يترك حليفه ليواجه خصمه وحده كما فعل في أفغانستان والعراق وفيتنام ، مبديا خشيته من ان يتكرر ذلك قريباً في أوكرانيا».
إنما السؤال – حسب سوسن الشاعر في الشرق الأوسط – إلى متى سيستمر الدعم الغربي ؟ فيما ينفذ المخزون الأوروبي من السلاح والذخيرة , إضافة الى تصاعد الاضطرابات في أهم الدول الأوروبية ، والمصانع تتوقف ، والمخزون الغذائي يتناقص ، والتضخم يزيد، والبطالة كذلك.
بالطبع، هناك خسائر في الجيش الروسي ، ولكن الشعب الروسي يمارس حياته بشكل طبيعي ، والعقوبات جاءت بنتيجة عكسية، الحسابات الأوكرانية والأوروبية كلها كانت خاطئة.
أما الولايات المتحدة فقد سعت لاستنزاف الجيش الروسي، وسعت لمزيد من الاعتماد الأوروبي عليها، كأمن وطاقة، وتمكنت من تحقيق تلك الأهداف، وحين تكتفي أمريكا بهذا القدر، فإنها ستتوقف عن إرسال مزيد من الدعم، وستترك الأوكرانيين ليواجهوا الموت وحدهم.
من المؤكد أن الحرب لم تمتد إلى هذا اليوم إلا لسببين؛ عدم استخدام روسيا لكامل قواتها وأسلحتها، أما السبب الثاني فهو استمرار الدعم وتدفق الأسلحة الغربية لأوكرانيا.
فمنذ البداية، أطلق بوتين على دخول القوات الروسية للأراضي الأوكرانية تسمية «عملية عسكرية»، وتعمد أن يوصل من خلال هذا العنوان رسالة لـ«الناتو» بأن مَن سيدخلون هم قوات محدودة، بل إنه اعتمد بشكل كبير على قوات الانفصاليين الأوكرانيين من الأقاليم الأربعة التي احتلها فيما بعد، لا على الجيش الروسي إلا في المراكز القيادية.
بالمقابل، منذ البداية، تعهدت الدول الأوروبية وأميركا بتزويد الجيش الأوكراني بما يحتاج إليه من سلاح ودعم لوجيستي (معلومات استخباراتية، تدريب، مساعدة مدنية… إلخ).
لهذا امتدت فترة القتال لمدة عام، وها هي تمتد للعام الثاني على غير المتوقَّع، نظراً إلى الفارق الشاسع بين قدرات أوكرانيا وروسيا العسكرية لصالح القوات الروسية، ولو تُركت أوكرانيا دون دعم غربي، لكان احتلال الأقاليم الأربعة لا يختلف عن احتلال جزيرة القرم؛ فلن يستغرق الأمر أياماً أو أسابيع.
وقد وصف فلوريان فيليبو، وهو زعيم الحركة الفرنسية، «باتريوت»، مواصلة بلاده تزويد أوكرانيا بالأسلحة في الوقت الذي يفتقر فيه الجيش الفرنسي إلى الأسلحة، بـ«الجنون».
وفي تغريدة قال فيليبو: «مخزوناتنا العسكرية على وشك النفاد… لكنّنا نواصل إرسال الأسلحة والذخيرة! دعونا نوقف هذا الجنون التام!».
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط

