استشهد تسعة فلسطينيين، مساء اليوم الأحد، في قصف لقوات الاحتلال شمال غرب غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن مدفعية الاحتلال قصفت مواطنين أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية في منطقة الواحة شمال غرب غزة، ما أدى إلى استشهاد تسعة، جرى نقل جثامينهم إلى مستشفى الشفاء.
كانت مصادر طبية في قطاع غزة قد أكدت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء منتظري المساعدات الغذائية 450 شهيدا وأكثر من 3,466 إصابة منذ البدء بالعمل بمراكز توزيع المساعدات.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 55,959 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 131,242 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وفي ذات السياق أكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، إن ما يُسمى بـ”آلية المساعدات” التي أُنشئت مؤخرا هي عمل بغيض يُذلّ ويُهين الناس اليائسين، وهي عبارة عن فخ للموت تؤدي لفقدان أرواح بأكثر مما تُنقذ، كما أنها تمثل “ذروة عشرين شهرا من الرعب، والتقاعس، والإفلات من العقاب”.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال “لازاريني” -خلال كلمة ألقاها في الدورة 51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي عًقدت مؤخراً في مدينة إسطنبول التركية- إن مليوني شخص يتعرضون للتجويع في غزة حيث يتم تسليح الطعام وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، دون أي عواقب.
وأشار إلى أن أكثر من 55 ألف شخص قُتلوا -معظمهم من النساء والأطفال- في حين أن أولئك الذين ما يزالون على قيد الحياة “هم مجرد ظلال لما كانوا عليه سابقا؛ فقد تغيرت حياتهم إلى الأبد جراء الصدمات التي لا توصف ونتيجة لخسارات فادحة”.
كما حذّر لازاريني من أن الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة قد هُجّروا من مخيماتهم في الشمال بمستويات لم يشهدها العالم منذ عام 1967، وأن البنية التحتية العامة تُدمّر بشكل منهجي “حتى لا يتمكن الفلسطينيون من العودة، وتُغير التركيبة السكانية للمخيمات بشكل دائم، مع تقدم الضم الإسرائيلي بشكل مطرد”.
وقال لازاريني: “في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، نشهد تنفيذ مشروع طويل الأمد لتقويض قابلية الدولة الفلسطينية للحياة، وفصل الفلسطينيين عن فلسطين. إن الرغبة في تجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين، وقطع صلتهم بالأرض المحتلة، كبيرة للغاية لدرجة أن الأونروا أصبحت هدفا للحرب”.
وأكد أن الوضع المالي الذي تواجهه الأونروا حرج للغاية، وأنه بدون تمويل إضافي، سيضطر قريبا لاتخاذ قرارات غير مسبوقة تؤثر على عمليات الوكالة في جميع أنحاء المنطقة.
وقال: “تُعدّ الأونروا رصيدا هائلا إذا كان ما نسعى إليه هو حل عادل ودائم لقضية فلسطين وشعبها. ومن شأن عملية سياسية حقيقية ومحددة زمنيا أن تسمح للوكالة في نهاية المطاف بتحويل خدماتها الشبيهة بالخدمات الحكومية إلى مؤسسات عامة مُمَكَّنة ومُهيأة لخدمة الفلسطينيين. وفي غياب انتقال منظم، فإن الفقدان المفاجئ لخدمات الأونروا أو تقليصها لن يؤدي إلا إلى تعميق المعاناة واليأس في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة. وقد يُشعل فتيل الاضطرابات في الدول المجاورة. وهذا أمرٌ لا تستطيع المنطقة تحمّله، وخاصة في الوقت الحالي”.
وناشد لازاريني منظمة التعاون الإسلامي ودولها الأعضاء أن تُلقي بكامل ثقلها السياسي والمالي وراء الجهود المبذولة لضمان حصول اللاجئين الفلسطينيين على الحماية والخدمات الأساسية، وأن تتحرك الآن قبل فوات الأوان بالنسبة لملايين الأشخاص.
أ ش أ