يقول تقرير وزعته وكالة الأنباء “رويترز” أن الصناعة السويسرية توصلت إلى كابلات عالية التطور ، تعد نقلة نوعية في توفير الكهرباء ، وأذاعت الوكالة من زيورخ أن تكنولوجيا جديدة استخدمت في إنتاج كابلات تمد تحت الأرض وتزيد كفاءتها في نقل الكهرباء مئة في المئة مقارنة بنظيراتها المستعملة حالياً .
وأكد مطورو هذه الكابلات أن واحداً منها فقط قادر على نقل كهرباء عالية الجهد تصل 2.6 جيجاواط ، تكفي لإمداد مليوني منزل بالكهرباء : وهو مايعادل منازل مدينة بحجم باريس ، لكن هذا التصور مبدئي .
ويرتكز هذا التطور على مادة عازلة من “البوليثيلين” تستخدم في هذا الغرض لأول مرة ، وبالإضافة إلى الكفاءة العالية في نقل الكهرباء : فهي أيضاً تخفض تكلفة إقامة شبكات تحت الأرض بدلاً من الشبكات الهوائية بدرجة كبيرة ، وتظهر ميزات الكابلات بوضوح في تزويد المدن المكتظة بالسكان باحتياجاتها من القوى الكهربائية ، وبصفة عامة : فإن شبكة من الكابلات الجديدة ترفع فاعلية توزيع الكهرباء بما يتراوح بين 30 و40 في المئة بالتأكيد بالمقارنة مع شبكة من الكابلات الحالية .
ومن الميزات أيضاً أن الكابلات المطورة قادرة على نقل الكهرباء لمسافات أطول بكثير ، فبينما تنقل الكابلات التقليدية 525 كيلوواط من الكهرباء مستمرة التيار ( دي سي ) مسافة أقل من 1000 كم فقط : فإن الكابلات الجديدة تنقل نفس القدر لمسافة 1500 كم .
الجانب المستقبلي الأهم في الموضوع : كفاءة هذه الكابلات الكبيرة ككابلات بحرية ، بمقدورها نقل الكهرباءالمولدة في محطات تقام في البحر إلى اليابسة .
فالاعتبارات كثيرة : فإن مايعرف “بمزارع الرياح” وهي مناطق إقامة مراوح توليد الكهرباء من حركة الرياح تكون أكثر فاعلية لو أقيمت على منصات عائمة في البحر ، وبالتالي تبرز الحاجة إلى كابلات عالية الكفاءة تنقل الكهرباء الناتجة إلى اليابسة ، ومن هنا أحد أوجه تطبيقات الكابلات الجديدة .
تعد ألمانيا الآن أهم دول العالم التي تقيم “مزارع الرياح” حيث نشرت العديد منها ، وعادة تنتج المزرعة 1 جيجاواط ، ولدى الألمان الآن مشروعاً اسمه “سود – لينك” أعلن عنه في فبراير الماضي لإنتاج الكهرباء على نطاق واسع من مزارع تقام في المياه الإقليمية الشمالية : وتنقل الكهرباء الناتجة عنه إلى منطقة “بادن – فرتمبرج” في الجنوب ، وسيتم هذا بواسطة الكابلات الجديدة .
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل