بعد أن هدأ “تسونامي” فيروس كورونا الجديد في الصين، وبدأت بعض نواحي الحياة تعود إلى طبيعتها بمعقل الفيروس القاتل، انتقلت الموجة العاتية إلى أوروبا.
ومع تحوّل أوروبا إلى بؤرة وباء جديدة، دخل ما يزيد على 100 مليون أوروبي في حالة إغلاق وحجر صحي، فيما تحارب الدول بالقارة العجوز فيروس كورونا الجديد، من خلال دخول المزيد من القيود على السفر حيز التنفيذ، بالتزامن مع إغلاق المحال التجارية والمقاهي ودور السينما وبعض أماكن الترفيه العامة.
وانضمت إسبانيا إلى إيطاليا في فرض الحجر الصحي الوطني لمكافحة فيروس كورونا الجديد، مع دخول موجة أخرى من القيود على السفر والتنقل في أماكن أخرى من العالم حيز التنفيذ خلال الساعات الثماني والأربعين القادمة.
ومنذ بداية تفشي الوباء تجاوزت حالات الوفاة والإصابة في العالم مثيلاتها في الصين، حيث تجاوز عدد الإصابات 86000 إصابة، فيما وقف في الصين عند حاجز 80860 إصابة.
وبينما ارتفع عدد الوفيات في العالم إلى 3241 حالة وفاة، بلغ عدد الوفيات في الصين 3208 حالة.
و حتى صباح الأثنين بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد حول العالم 169564 فيما تم تسجيل 6513 حالة وفاة وشفي من المرض 77773 وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية..
ومنذ يوم السبت، أعلنت إسبانيا، الدولة الأوروبية الأكثر تضررا بعد إيطاليا، أنه سيتم احتجاز المواطنين في منازلهم لمدة 15 يوما ما لم يضطروا لشراء الطعام أو الدواء أو الذهاب إلى العمل أو التماس العلاج الطبي.
وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد في إسبانيا 7844 إصابة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 292 حالة وفاة، مقابل أكثر 24700 إصابة و1809 حالة وفاة في إيطاليا، التي نفذت إجراءات مماثلة الأسبوع الماضي.
وفي فرنسا، حيث توفي 127 شخصا جراء فيروس كورونا الجديد، اتخذت السلطات قرارا بإغلاق المقاهي والمطاعم ودور السينما ومعظم المحلات التجارية، وقالت الحكومة إن خدمات القطارات وقطارات الأنفاق والحافلات بين المدن ستخفّض تدريجيا ابتداء من يوم الأحد، لكن خدمات مترو باريس ستستمر في الوقت الحالي.
ومع تزايد الإصابات بشكل كبير في العديد من البلدان، كان قادة مجموعة السبع يستعدون لعقد قمة استثنائية عبر الفيديو يوم الاثنين في محاولة لتنسيق الاستجابة المالية والطبية للوباء.
ومع تفاقم “تسونامي كورونا” سيتقلص السفر الدولي والتنقل الداخلي في العديد من البلدان بشدة بسبب القيود المقرر دخولها حيز التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة، فقد قالت النمسا إنه ابتداء من الثلاثاء ستكون حرية التنقل “محدودة للغاية”، مع إغلاق المتاجر غير الضرورية إلى جانب المطاعم والحانات والملاعب والأماكن الرياضية، فيما أعلن المستشار النمساوي، سيباستيان كورز، أن الصيدليات ستظل مفتوحة، محذرا من أن الأسابيع المقبلة ستكون “صعبة وشاقة ومؤلمة”.
وفي يوم واحد، أعلن في النمسا عن إصابة أكثر من 190 شخصا، ليرتفع عدد الإصابات في الدولة البالغ عدد سكانها 8.8 مليون نسمة، إلى أكثر من 860 شخص، بينما تم الإعلان عن وفاة شخص واحد، وأعلنت فيينا حظر دخول أي شخص من بريطانيا وهولندا وأوكرانيا وروسيا.
ونصحت وزارة الخارجية البريطانية يوم الأحد المواطنين بعدم السفر إلى الولايات المتحدة إلا لحالات الضرورة القصوى، وذلك مع ارتفاع عدد الإصابات في البلاد إلى أكثر من 1400 إصابة والإعلان عن وفاة 35 شخصا.
وفي ألمانيا، قررت مناطق ألمانية عدة، السبت، اتخاذ إجراءات جذرية لمكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد فعمدت إلى إغلاق المسابح وصالات السينما والرياضة.
وكانت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، طلبت منذ الخميس إلغاء “الفعاليات غير الضرورية”، ولكن يعود لكل منطقة في هذا البلد الفيدرالي قرار تحديد الإجراءات الواجب اتخاذها.
ومع تسجيلها 733 إصابة إضافية خلال يوم واحد، باتت ألمانيا واحدة من الدول الأكثر تضررا من الفيروس في أوروبا، حيث ارتفع عدد الإصابات فيها إلى أكثر من 5800 شخص، بينما أعلن عن وفاة 13 أشخاص.
وفي الفاتيكان، قال المكتب البابوي إن خدمات عيد الفصح ستعقد الشهر المقبل دون حضور، في خطوة غير مسبوقة في العصر الحديث.
وفي مناطق أخرى من العالم، ارتفع عدد الإصابات في الولايات المتحدة إلى نحو 3780 إصابة، بينما بلغ عدد الوفيات 69 حالة.
وفي إيران، التي تعد ثاني أكثر بؤرة للوباء في آسيا، ارتفع عدد الإصابات إلى حوالي 14 ألف إصابة، بينما بلغ إجمالي عدد الوفيات 724 حالة وفاة.
وسجلت إيران في يوم واحد حوالي 1210 إصابات جديدة بفيروس كورونا الجديد، الذي أصيب به عدد من كبار المسؤولين وأعضاء البرلمان الإيراني، بالإضافة إلى تسجيل 113 حالة وفاة.
و
توفي عضو في مجلس خبراء القيادة الإيراني، عن عمر يناهز 78 عاما بسبب فيروس كورونا المستجد، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية، الاثنين.
وقالت وكالتا أنباء (فارس) و(تسنيم) شبه الرسميتين، أن هاشم بطحائي، وهو عضو في مجلس خبراء القيادة، توفي جراء فيروس كورونا المستجد.
ويعد بطحائي أحدث مسؤول إيراني بارز يصاب بالمرض، الذي أصاب ما يقرب من 14 ألف شخص في إيران، وأودى بحياة أكثر من 700، وقفز بعدد الوفيات بأكثر من مائة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، حسبما ذكرت “فرانس برس”.